الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عبد المعطى» يمزج الفن المصرى القديم بالشعبى فى تماثيله البرونزية






 
افتتح الفنان مصطفى عبدالمعطى معرضه الجديد من التماثيل البرونزية بقاعة الفن بالزمالك، وسط حضور عدد كبير من الفنانين والشخصيات العامة ومتذوقى الفنون، وهو المعرض الذى يضم بين جنباته عددًا من التماثيل التى تنوعت من حيث الحجم بين الكبيرة والمتوسطة، يمزج فيها عبد المعطى بين الفن المصرى القديم والفن الشعبي، الفنان يعمل دائما على المجسمات الهندسية كالكرة والشكل الهرمى والمربع والمكعب وكلها أشكال تجريدية اهتم بها المصرى القديم فى حضارته القديمة لكنه يشكلها فى تكوينات مختلفة تعطى تارة شكل العروسة الشعبية وتارة أخرى شكل عروسة المولد وأحيانا ما يوحى تصميمه للأشكال معا واللعب فى أحجامها معا وكأنها تتصاعد فى أحجامها من الصغير إلى الكبير وكأنها أحد الموتيفات الشعبية القديمة، إضافة لاستعانته إلى جزء من التاج القديم للأعمدة اليونانية من العصر البطلمى بمصر الذى جاء وطمس الحضارة الفرعونية.
 


من بين هذه التماثيل يستوقفك تمثال متوسط الحجم لاختلافه الواضح عن باقى التماثيل المعروضه حيث تمرد عبدالمعطى على مجسم الكرة وبدأ اللعب فيه وإعادة تشكيله ليعرض مجسما فيه نوع من الليونة، عن هذا التمثال تحديدا يكشف عبد المعطى أنه قد نفذه فى عام 1969 وكان كتمثال تجريبى له فى التعامل مع المجسمات الهندسية، يستكمل عبدالمعطى قائلا: بعد نزول الإنسان على القمر عام 1969 أعطانى هذا الحدث رسالة أن العلم أصبح سيد الموقف، فوصول الإنسان للقمر جاء عبر حسابات هندسية دقيقة ومعادلات رياضية، واعتبرت الإنسان فى نزوله على القمر هو الخروج من رحم الكوكب الأم إلى كوكب القمر أى من جاذبية الأرض إلى جاذبية القمر وهو عالم مجهول له، هذه الحسابات الهندسية حين تخرج لعالم الفن التشكيلى تتجسد فى مجسماتها الأولى كالدائرة والمثلث والمربع والمستطيل وهنا بدأ حوارى مع هذه الأشكال، أيضا منذ صغرى وأنا مغرم بالحضارة المصرية القديمة التى بنيت هى الأخرى على العلم والحسابات الرياضية الدقيقة وهذا هو سبب الخلود، فالهرم تم بناؤه على أساس نظرية علمية والجداريات التى نراها اليوم يتم تقسيم مساحاتها هندسيا، فالعلم هو أساس التقدم الحضارى الذى صنعته مصر، لذا أردت الربط بين الحضارة المصرية القديمة وبين العصر الحديث، حتى أننى بدأت التفكير فى إشارات تأتينا من التاريخ الفرعوني، فمثلا لماذا سميت بمراكب الشمس؟ نحن نعرف أنها المراكب التى كان يركبها الإله رع وصولا للشمس، لكن اليوم مع تطور العلم لابد أن يكون هناك تفسيرا آخر! ... فالفنان المصرى القديم استطاع أن يمزج بين العقل والوجدان، وهذا ما أحاول التعبير عنه، إضافة لمحاولتى الاستفادة من الفنون الشعبية الأصيلة فى مصر لأنها تراث مهم جدا ولا يستهان به.