الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فكرى عمر: القصة والرواية أقدر على رصد تحولات المجتمع




■ كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟

المحاولات الأولى للكتابة كانت فى المرحلة الجامعية، أذكر أن أولى القصص التى كتبتها فى هذه المرحلة هى «ملك الخوف» ونشرتها بعد ذلك فى مجموعتى القصصية الأولى، ثم كتبت الرواية بعد ذلك.
 
■ لماذا اخترت القصة القصيرة فضاء لإبداعك ونحن فى زمن الرواية؟
أكتب القصة القصيرة والرواية؛ فالقصة القصيرة لها أهداف تختلف عن أهداف الرواية، فهى تنقل للقارئ إحساسا طاغيا بشىء ما، أو تقدم صورة مكثفة من الواقع قد يمر عليها ولا تلفت انتباهه، أو تقدم صورة فانتازية لحدث ما؛ فتتكشف له أبعادا أخرى للواقع، كما أنها قصيرة الحجم وفرصتها كبيرة فى النشر فى صفحات الجرائد والمجلات؛ فتكون قراءتها أسرع. أما الرواية فتحقق لى هدفا آخر وهو حرية أكبر فى الكتابة، وفرصة للتجول بحرية داخل وخارج الشخصيات، وتحليل الأحداث، كما تتعدد فيها مساحات للتعبير عن الذات.
أما موضوع «زمن الرواية» فأرى أن أى نوع من أنواع الفن لا يلغى الأنواع الأخرى، فلكل منها جمالياته وأهدافه، وقد تحقق الرواية والقصة القصيرة نسبة عالية فى التوزيع والقراءة عن دوواوين الشعر فى الفترة الأخيرة فقط لحاجة القراء المُلِحَّة إلى فهم تحولات المجتمع الكبيرة.
 
■ عناوين قصصك لافتة.. كيف تختار عناوين قصصك؟
عنوان القصة له دور «سيمولوجى» ينقل الإحساس والصورة والفكرة، وأنا أختار من العناوين ما يحقق أكثر من هدف منها أيضا لفت انتباه القارئ.
 
■ ما القضية التى تؤرقك فى كتاباتك؟
قضية الإنسان الذى جاء إلى العالم وقد لُقِنَ من البداية قيما وأفكارا سابقة على وجوده، وهو قلق لأنه يفكر ويشك ويختبر كل الفروض؛ حتى يصل إلى قناعاته الخاصة التى تطمئنه فى تجربة حياته التى لا يمكن استعادتها مرة أخرى.. أنا هذا الإنسان بالتحديد لذلك أنطلق فى كتاباتى من تجاربى الشخصية، وقناعاتى التى تتطور كل حين، وأنا أيضا فرد فى مجتمعى المصرى والإنسانى ومهموم بما يحدث فيهما.
 
■ ما أبرز مشكلات كتاب الأقاليم؟
تم التكريس أحيانا لهذه التسمية؛ لنفى الدور الهائل الذى يلعبه كتاب مصر من كافة الأنحاء رغم أن الأمر الذى يميز كاتبا عن آخر هو الرؤية الثاقبة، والصدق والإخلاص للتجربة، والتفرد فى الآداء الفنى وليس مكان المولد، فلكل قضاياه، ولكل منطقة خصوصياتها، ولا يمكن أن يكتب الجميع عن القاهرة وأحيائها، مثلما لا يمكن أن يكتب الجميع عن فئة واحدة من البشر، لذلك كانت وستظل مشكلة كل الكتاب الحقيقيين ولن أصنفهم إقليميين أو مركزيين هى فى النشر، والمتابعات النقدية.
 
■ ما جدوى الكتابة فى زمن الثورات والتكنولوجيا؟
الصورة والكتابة هما وجه الحضارة فى كل مكان وزمان، وقد رأينا هذا التجاور على الجداريات الفرعونية، وسوف تظل كذلك فى كل حضارة ثنائية (الصورة/ الكلمة) وليس غريبا أن تنتصر التكنولوجيا نفسها للكلمة وتعيد لها مكانتها عبر التعبير النثرى عن الذات فى وسائط الاتصال المختلفة، والكتابة نفسها هى جزء من المغزى للكلمة التى تنقل المعرفة والتجربة والرؤيا.]
 
■ كيف تفاعلت إبداعيا مع ثورة يناير؟
أُفضِّل الكاتب الذى يحرض مجتمعه وقراءه على تغيير أفكارهم التقليديه، وطرائق حياتهم النمطية، ومن ثم واقعهم عن الكاتب الذى يقف دوره عند مرحلة التنبؤ أو رصد الظواهر التاريخية.
الفنان يتنبأ بالفعل لكن ليس هذا دوره فقط، ومن باب الحقيقة التاريخية والفنية فقد تعاملت شخصيا مع هذا الاستبداد والقمع والفساد فى قصصى القصيرة التى نشرت من قبل بشكل رمزى، ثم بشكل أكثر قوة فى روايتى الأولى «محاولة التقاط صورة» التى انتهيت من كتابتها فى إبريل 2010م وكانت الجملة الأثيرة التى قالها البطل فى نهاية رصده لهذا الفساد قد صدرت بها فصلا من فصول الرواية وهى: «ثورة.. لا يصلح حالى إلا ثورة». أما بعد الثورة فأرى أن رصد الموجة الأولى للثورة ليس هو الكتابة عنها؛ فلم يكتب بعد عمل يخص الثورة، وإن كانت بعض القصص قد مَسَت بعض من أطياف أحداثها إلا أنى أفضل كما قلت فى البداية الكاتب الذى يدفع الناس للتأمل والتفكير فى أنفسهم وفى العالم من حولهم؛ لتحقيق التغيير الشامل.