الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قال ان على مرسى بذل مزيد من الجهد ..والا ينتظر تقبيل يديه : د. أبو المجد: «الساحة السياسية»فى حالة «حرب أهلية»!




أكد د. أحمد كمال أبو المجد الفقيه الدستورى والرئيس السابق للمجلس القومى لحقوق الإنسان، أن تصاعد الأزمات فى توقيت واحد هو ما أدى إلى حالة الضغط التى تشهدها الساحة السياسية فى مصر وأن المسألة فى حقيقتها مغالبة لايراد بها أن تتحول إلى مشاركة، داعياً إلى عودة كل الأطياف والتنظيمات لتحقيق توافق حول الأولويات على أن تبقى مساحة للاختلاف دون تشويه أو تخوين.

وشدد فى حواره مع «روزاليوسف» على ألا تتوسع السلطة التنفيذية فى استخدام العنف حتى لا تخلق فرعوناً جديداً، وإلى نص الحوار:
■ ما رأيك فى أداء الرئيس مرسى ورد فعله حيال ما تشهده  البلاد من عدم استقرار؟
- أعتقد أن ردود أفعال مرسى المتباطئة ترجع إلى عدة أمور أولها تصاعد الأزمات فى توقيت واحد وهو ما أدى إلى حالة التخبط التى تشهدها الساحة السياسية فى مصر.
ثانياً: أن جميع أعوانه ليسوا بالقدر الذى يفترض فيهم حسن النية والمسألة فى حقيقتها مغالبة لا يراد لها أن تتحول إلى مشاركة وعلى الحاكم أن يقدم ويبذل الجهد ولا ينتظر أن يقبل الناس يديه.


■ هناك من يرى أن إعلان مرسى حالة الطوارئ فى ثلاث محافظات دليل على عدم حسن النية.. ما تعليقك؟
- لا .. هو رجل طيب، لكنه يحكم بأعوان متعسفين، وخصومه أشد ضراوة فى وقت تتجمع فيه المشاكل وتتصاعد، وقد بدت من جميع الأطراف مواقف وتصرفات وردود أفعال تؤكد أن الكلمات تعجز عن وصف النوايا والأفعال، لأنه فى الظروف العادية تصبح المنافسة مشروعة فى الحياة السياسية، أما فى وقت الخطر المحدق والوشيك وفى تلك الظروف وفى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة، على جميع القوى السياسية أن تهدأ ولا تؤثر مصلحة أجندتها على حساب برنامج العمل القومى، لأن ما تفعله القوى المدنية الآن له وصف لا أحب أن أسميه ويدعو للحزن.
 
■ فى تصورك ما سبل حل الأزمة القائمة بين التيارات السياسية المختلفة وانتهاج بعضها سياسة تشويه وتخوين الخصم؟!
- أقول هذا وأنا أعلم أنه على الجانبين أن يحملا الهم العام من أجل مصر، ولكن مازلت أعتقد أن هؤلاء الخلصاء الأنقياء غير موجودين ولا يمثلون الأغلبية التى تتصدر المشهد القائم، وهذا هو المصدر الرئيسى لقلقى وقلق كثير من الناس وهم يشاهدون الدماء المصرية تسيل على هذا النحو وهو أمر مخالف لكل شروط العمل القومى الصحيح وبمنتهى الأمانة.. أمانة الكلمة والفعل التى يتطلبها هذا العمل الوطنى فى هذه الظروف الدقيقة، وأعتقد أن الأهم من الدستور تكريس مبدأ القانون فى أعماق المواطنين، فالمواطن الآن يستمتع بمخالفته الصريحة للقانون، ومع كل ذلك لا شىء مما قلت مبرر للسكوت عن قول الحق وعودة كل الأطياف والتنظيمات لاسترداد مصر وشعبها لتحقيق توافق حول الأولويات.


■ وكيف تتحقق هذه الرؤية؟!
 تتحقق الرؤية من خلال العمل النهضوى الجاد ولتتبقى ساحة للاختلاف دون تشويه أو تخوين الآخرين، فالحقيقة أن كل تشويه يلطخ وجه مصر ويمنح خصومها فى الداخل والخارج مبرراً للإساءة إليها وإلى تجربتها الثورية وإجهاض سيرتها.
 
■ فى رأيك هل تمتد العدوى إلى مصر كلها؟!
- لا أستطيع أن أتنبأ بأشياء ليس لى علم بها ولكن ما أعتقده أن الرئيس «مرسى» سيكون حريصاً على ألا يستخدم شيئاً من السلطات التى تسمح بها حالة الطوارئ لأن من الضرورى أن تكون جرعة الدواء فى أضيق الحدود، وهو أمر إذا جرى إغفاله أساء إلى التجربة كلها وأساء بصفة خاصة إلى الذين توسعوا فى استخدام السلطة مع أننا جميعاً نتوقع أن يضع الرئيس أى سلطة استثنائية فى أضيق الحدود الممكنة حتى لا تجعل من واضعها فرعوناً جديداً يعود بنا إلى حالة الخوف والتقازم.
 
■ هل ترى أن العدل والانصاف تحقق بعد تولى الرئيس «مرسى» إدارة البلاد؟!
- الانصاف فى تقديرى قيمة سياسية وأخلاقية ودينية تكاد تكون أم الفضائل كلها لأن فيها معانى ثلاثة: «معنى العدل» عند الحكم على تصرفات الآخرين والالتزام «بالموضوعية والدقة» عند وصف تصرفات الآخرين، وأخيراً تقييم الحساب الدقيق قبل اتخاذ الموقف والتأكد من أنه لا يرجع بالثورة للوراء.
 
■ ولكن هل هناك دماء سالت فى فترة حكم «مرسى»؟!
- لو سألنا الناس ولو دققنا فى وصف شعورهم لظهر لنا أن بعض ردود أفعال رئيس الجمهورية كانت فى سياق الدم الذى سال بأيد مصرية وبدا معه أن الأمة منقسمة على نفسها وهذا ما يبرر بعض الحدة أو العصبية لاسترداد الأمن والاستقرار، ولكن إنهاء الحرب الدائرة بين مؤسسات الدولة لابد أن يصاحبه توضيح، وللأسف تحول السياسيون فى مصر إلى إما خائف مذعور أو طامع مسعور وهذا الوضع يهدد السلام الاجتماعى.
 
■ ما تعليقك على مقاطع الفيديو المنتشرة على موقع «يوتيوب» لبعض المتشددين الإسلاميين والتلويح بإقامة دولة إسلامية؟
- هذا كلام غير مناسب لأنه لا أحد يملك أن تعلو سلطته على سلطة الدولة، فالرأى العام ينصح ويدعو من خلال المؤسسات، وسيادة القانون ليست شعاراً وأن الخروج عليه ينشر الفوضى وهؤلاء من يسيئون للإسلام ليس لديهم إحساس كاف بالمسئولية ويسلكون مسلكا لا يجوز أن يقبله ويدافع عنه أحد وياليتنا نتوقف على العبث بالكلمات والتستر وراء الأقنعة ورفع شعارات دينية عامرة بالحماس وهذا لا يليق لمن بايع الله على أن يسخر عقله لما ينفع به جماهير الناس، وكفى ترديداً بشعارات كالببغاوات لنقف لحظات أمام آية واحدة فى القرآن الكريم تكاد أن تصف وصفاً واحداً فى أهمية النقد فى الرأى والمسلك والموقف.. مبيناً أن الصراع بين الآراء ظاهرة صحية إذا استخدمت لما ينفع الناس وأرجو ألا تمر هذه الآية على القارئ بسطحية مذهلة ونية للالتفاف حولها تقول الآية «كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».
 
■ وفى رأيك كيف توقف الدولة استخدام المنابر فى المساجد للدعوات السياسية خاصة بعد أن أصبحت فى مجملها خطباً مسيسة؟!
- ليست تسييساً بالمعنى الحرفى، ولكنها فى بعض الحالات تصبح أكثر تدليساً، لأن الإمام أو خطيب المسجد يلقى على المسلمين كثيراً من المعانى الرائعة التى تنزل بها القرآن الكريم، وحقيقة هناك بالفعل من هؤلاء الخطباء من يجرب فينا وفى الزمن، لقد بغضوا الناس فى دينهم، ولنا فى رسول الله أسوة حسنة، فى الماضى كانت تعنى كلمة «سنى» التدين والإخلاص أما الآن فاختزلت فى تقصير الجلباب حتى أنك ترى من يرتديه «مثله كمثل العبيط».
 
■ فى رأيك هل جهاز الشرطة ظالم أم مظلوم؟!
- جهاز الشرطة الآن ظالم ومظلوم.. والمسألة تحتاج إلى حوار جاد لأن هناك حرباً أهلية حقيقية بين مؤسسات الدولة تدفع الشرطة فاتورتها لقد نبهت فى الماضى عندما كنت نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان بالانتهاكات التى كانت ترتكبها الشرطة فى حق المواطنين ويكفى أننى أعددت تقريراً يفيد بأن أكثر من 20 مواطناً مصرياً عذبوا داخل أقسام الشرطة وقدمت لـ «حبيب العادلى» وزير الداخلية السابق ما يفيد بذلك وقد أثبت الانتهاك فى 80٪ من تلك الحالات، وأملى أن تختفى هذه الظاهرة الآن لأننى أطمح أن يساوى الإنسان المصرى 15 إسرائيلياً فى الـ 10 سنوات المقبلة فى العلم والتكنولوجيا والحريات.