الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وزير الطيران المدنى: حريق بالون الأقصر مفاجئ ولا صلة للإرهاب بالحادث.. والتحقيقات الأولية تنفى وجود أية شبهة جنائية






نفت  التحقيقات الأولية للنيابة العامة وجود آى شبهة جنائية فى حادث اشتعال وسقوط البالون  السياحى فوق حاجر قرية الضبعية بالبر الغربى جنوب الأقصر أمس الأول  الثلاثاء. 
كشفت عن ذلك التحقيقات الأولية للنيابة العامة بالأقصر، التى باشرها المستشار محمد فهمى المحامى العام للأقصر وقنا، وقد تم تشكيل 4 فرق من النيابة لمتابعة إجراءات الحادث، حيث انتقل فريق المعاينة إلى مكان الحادث وتم الاستماع لأقوال السائح الإنجليزى المصاب إضافة  إلى أقوال الشهود المحيطين بمكان الواقعة وفريق آخر لمناظرة الجثث إلى جانب قيام لجنة من وزارة  الطيران المدنى  لمعاينة مكان الإقلاع ومكان سقوط البالون، بينما قامت لجنة فنية على رأسها  المهندس وائل المعداوى وزير الطيران  المدنى والتى توجهت إلى الأقصر  فور وقوع ذلك  الحادث الأليم وتضمنت رئيس سلطة الطيران المدنى ورئيس الإدارة المركزية للتحقيق فى حوادث الطائرات وعددًا من المحققين بمعاينة مكان الحادث والتحفظ على حطام البالون للوقوف على أسباب سقوطه واشتعاله  والاطلاع على جميع أوراق الشركة صاحبة البالون والتراخيص الخاصة بها. 
كانت النيابة قد أمرت بنقل الجثث الـ19 من مشرحة مستشفى الأقصر الدولى إلى القاهرة لاجراء  تحليلات الحامض النووى  ( دى إن إيه) لهم.
وكان الحادث قد وقع فى الساعة السابعة صباحا بالأقصر للبالون حرف تسجيل SU-283 طراز (ULTRA MAGIC N-425) اسبانى الصنع التابع لشركة ايجيبشن إير شيب بالون Egyptian Airship Balloon، حيث  فوجئ ركاب البالون الطائر باشتعال النيران فيه خلال  المرحلة الأخيرة من الهبوط مما نتج عنه وفاة عدد 19راكبًا من جنسيات مختلفة وكذلك إصابة 2 راكب بالاضافة للطيار الذى قفز من البالون.
بينما نفى المهندس وائل المعداوى وزير الطيران المدنى وجود أى شبهة لوقوع عمل  إرهابى وراء الحادث حيث لا يوجد أى آثار لانفجار أو محاولة تفجير مشددا على إلتزام الوزارة بمعايير المنظمة الدولية للطيران المدنى الإيكاو وتطبيقها على  التحقيقات الجارية وشفافيتها.
وقال: إن الدول التى لها ضحايا من حقها إرسال محققين من طرفها لمتابعة التحقيقات وهى أمور متعارف عليها دوليًا، كما تضم اللجنة الخاصة بالتحقيق الفنى خبراء بالون مصريين كانوا قد حققوا فى وقائع بسيطة من قبل.
أكد وزير الطيران المدنى أن بالون  الأقصر المنكوب مؤمن عليه تأمينًا شاملًا، طبقا لشروط الترخيص، والتأمين يتضمن البالون ذاته وقائده وركابه وكذلك ما قد يسببه من أضرار للأشخاص والممتلكات. 
دعا  المعداوى الجميع ـ خلال مؤتمر صحفى، عقده مساء أمس الأول الثلاثاء، بمقر وزارة الطيران إلى عدم استباق نتائج  التحقيقات الجنائية والفنية للحادث، موضحا أن السلطات الأمريكية عرضت التعاون فى التحقيق، كما وافقنا على حضور محقق بريطانى لمتابعة التحقيقات لوجود ضحايا بريطانيين. 
وقال: «تلقيت الخبر فى الصباح الباكر بأن البالون يحمل 20 من الأجانب والملاح، حيث توفى 19 بينما أصيب بريطانيان وأصيب الملاح بحروق شديدة بنسبة 70% وكسور، فقمت بإبلاغ رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء وكل السلطات بالدولة، كما أخطرتهم بتشكيل الوزارة  للجنة تحقيق برئاسة مدير الإدارة المركزية لتحقيق الحوادث وهى جهة تابعة للوزارة مباشرة وتقديم تقرير للوزير لتجنب أى أخطاء أخرى.
تابع الوزير: أنه «تم تشكيل اللجنة من مدير الإدارة و4 مهندسين، حيث توجهنا للأقصر لموقع الحادث مع فريق التحقيق، كما قررت وقف نشاط جميع شركات البالون العاملة فى مصر لحين معرفة الأسباب الفعلية والحقيقية للحادث على غرار ما يجرى اتخاذه عند ظهور أى مشكلة بأحد طرازات الطائرات تفعيلا لمبدأ الوقاية وحرصًا على سلامة الجميع وتأكدنا من ملف الشركة والتراخيص، حيث إن الشركة مرخصة ولها شهادة كفاءة تنتهى فى شهر مارس، وتم التفتيش عليها فى منتصف الشهر الحالى والبالون المنكوب له ترخيص ينتهى فى شهر أكتوبر المقبل، ومن إنتاج سنة 2008 وهو إسبانى الصنع وعمره الافتراضى 10 سنوات، بينما يحمل الملاح  ترخيصًا، كما تلقى التدريب اللازم إلى جانب قيامه بالاختبارات الدورية  فى مواعيدها المحددة كما يستوفى كل الإجراءات القانونية من ناحية السلطة». 
وأوضح أن «الحادث وقع فى آخر مرحلة للبالون قبل الهبوط على ارتفاع 5 أمتار من الأرض، وكان قد ألقى بالحبال ليلتقطها العمال لتثبيته ولينزل منه الركاب، ثم نشب حريق فجأة فقام الملاح بالقفز من البالون، حيث لم يتمكن من القيام  بأى تصرف إلا أنه قفز الملاح  ومعه البريطانيان من البالون، وعندما خف وزن البالون حلق مرة أخرى وارتفع وهو محترق بالركاب فى الجو وسقط الضحايا على الأرض فى أماكن متقاربة، وهم من جنسيات مختلفة من اليابان والصين وفرنسا وبريطانيا والذين نقلتهم القوات المسلحة جميعا إلى القاهرة عبر طائرة سى 130 وأخرى للإسعاف الجوى.
قال الوزير: إن الملاح  يحمل جهاز اتصال «فى إتش إف»، لكن أثناء تواجده على الأرض لم يعمل بينما يعمل فى الجو ويتصل بالبرج، ونظرًا لأن الحادث كان مفاجئا فلم يتمكن الملاح من استخدامه والتصرف حيال الحادث. 
وأضاف إنه  تم تشكيل غرفتين واحدة  للعمليات وأخرى للتواصل  مع الإعلام فى الأقصر كما لم يظهر أى أقارب للضحايا مشيدًا بقرارات وأسلوب اللواء عزت سعد  محافظ الأقصرفى التعامل مع تلك الأزمة عبر تواصله مع سفارات دول الضحايا مؤكدا قيام الوزارة بتوفير جميع التسهيلات  لأسر الضحابا الراغبة فى زيارة موقع ومكان الحادث. 
أشار المعداوى إلى الضوابط التى اتخدتها الوزارة ممثلة فى سلطة الطيران المدنى فى عام  2009 برئاسة الطيار عماد سلام بتحديد مطار خاص للبالون مزود بعربة إسعاف وعربة مطافئ وتحت إشراف الشركة المصرية للمطارات بينما الأمور الفنية للشركة والبالون والملاحين فهى خاصة بسلطة الطيران المدنى حيث يقوم الملاحون بالتفتيش على البالون قبل أى رحلة طبقًا لتعليمات السلطة كما أن الملاح يتم تدريبه وتأهيله لهذا العمل. 
وفى سياق متصل أصدر وزير الخارجية بيانًا عبر فيه عن تعازيه لأهالى الضحايا فى حادثة سقوط المنطاد فوق مدينة الأقصر وأعرب عن تمنياته بالشفاء للمصابين مؤكدًا أن السلطات المصرية تقوم بتقديم الرعاية اللازمة لهم، كما أعلن المتحدث الرسمى للوزارة بأن الخارجية تتابع الحادثة مع جميع الجهات المعنية فى مصر ومع سفارات الدول التى ينتمى إليها الضحايا والمصابون.
فيما عرض وزير الطيران المدنى تقريرًا عن الحادثة خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس.. حيث شكلت لجنة فنية من الوزارة انتقلت على الفور لمعاينة حطام البالون وأخذ أقوال الشهود كما رحبت بوجود أى مراقبين أجانب من دول الضحايا لحضور التحقيقات، كما أعلن وزير الطيران استعداد الوزارة لتقديم تذاكر مجانية لأهالى الضحايا والمصابين مشيرًا إلى أن الشركة المالكة للبالون مرخصة وترخيصها سار، كما أن البالون ذاته سار والطيار يحمل ترخيصًا يفيد تدريبية واختياره.
ومن جانبه أكد علاء الزهيرى العضو المنتدب للمجموعة العربية المصرية للتأمين أن القيمة التأمينية لوثيقة التأمين تقدر بنحو 300 ألف جنيه للفرد فى حال حدوث الوفاة أى نحو  5 ملايين و700 ألف جنيه لـ19 سائحًا لقوا مصرعهم من جراء الحادثة.
وأضاف إن بنود وثيقة التأمين المبرمة مع الشركة السياحية المالكة للبالون تتضمن صرف التعويضات للضحايا بموجب صدور حكم قضائى حيث تشمل تغطية الوثيقة المسئولية المدنية قبل الغير والناجمة عن استخدام البالون الطائر.
أضاف إن الشركة السياحية المالكة للبالون قامت بإخطار المجموعة العربية المصرية للتأمين بالحادثة دون الحصر لإجمالى عدد المتوفين والمصابين، فيما شكلت «أميج» لجنة فنية متخصصة لمتباعة ومعاينة الحادثة.