الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حظر التجوال الأسرى.. سياسة «بيتوتية» ألغته الثورة.. ورجعه «الانفلات الأمنى»





 
من زمان والمجتمع المصرى فى تحفظ كبير على غياب البنت او الولد برة البيت لحد اوقات متاخرة، وكان الأمر ده بيتفاوت من اسرة للتانية، لكن القعدة ان البنت تبقى فى البيت على الساعة 9 مساء، والولد بتبقى العملية مبحبحة حبة معاه فممكن يسمحوله بالتأخير لحد 12 او 1 صباحا وفى بعض الاسر بتدى الحرية لاولدها إنهم يرجعوا وقت متأخر عن كده.
 
ووسط القيود دى كلها قامت الثورة اللى صنعها الشباب، بقى فى مفاهيم جديدة فى المجتمع، من اعتصام وعصيان مدنى وكل ده بيتطلب تواجد بره البيت لحد اوقات متأخرة.فمعظم اللى اعتصم فى الميدان 18 يوم الثورة كانوا شباب وكانوا شبه مقيمين فى الميدان، فى الوقت اللى كانت مصر فيها اضطرابات وفوضى وحظر تجول وبلطجة وانفلات أمني.
 
«اتكلم» ناقشت الشباب فى مدى تمسك الاهل في مواعيد بالرجوع إلى البيت لمواعيد بعد الثورة، هل زى ما هو ولا الامور اختلفت؟، يا ترى هل مازال  حظر التجول فى بيوت الأسر المصرية سارى على ولادها ولا الثورة كسرت المفهوم ده خاصة أن اللى اعتصموا فى الميدان لايام طويلة لاسقاط النظام كانوا شباب؟.رانيا محمد، 27 سنة، احد المشاركين فى الثورة، وكانت بتنزل الميدان وبطالب بإسقاط النظام قالت: «كنت زى كل البنات بواجه قيود على الخروج  ومواعيد الرجوع للبيت من اهلى، وكان والدى محددلى الساعة 9 بليل آخر وقت أرجع فيه، وكانت بتوصل للساعة 10 احيانا، وبصراحة كنت بضايق لأنى كنت بشوف أخويا بياخد راحته فى الرجوع للبيت متأخر واحدة أو 2 بعد نص الليل، وكان ساعات بيبات عند صحابه. لكن الامر اتغير نسبيا أيام الثورة، فكنت بنزل مع أخويا وولاد عمى الميدان نعتصم لغاية الساعة واحدة او 2 صباحا، بس كنت برجع ابات فى البيت، وبابا كان بيوافق أنى أنزل واتأخر بره لأنه كان مؤمن بالثورة، مع تمسكه بشعار «مينفعش البنت تبات برة بيتها»، فكان بيسمحلى أرجع متأخرة بشرط يكون معايا أخويا أو حد من قرايبى. ورغم الانفراجة اللى اتمنحت لى بعد الثورة، الا انى بقيت انا اللى بفضل أرجع البيت بدرى وبطلت أخرج زى زمان، لأن مبقاش فيه أمان، فبأثر السلامة وبرجع البيت على الساعة 6 بالكتير».
 
آلاء محمود، 25 سنة – بكالوريوس سياحة وفنادق، لما الساعة 6 المغربية بتيجى عليها وهى فى الشارع بتبقى مصيبة بالنسبة لها، آلاء بتقول: «الله يرحم أيام زمان كان مسموح لى أرجع البيت الساعة 10، ولو أتأخرت عن كده شوية بتعدى بدون مشاكل، وكنت بخرج مع صحباتى فى أى مكان، لكن دلوقتى لو مشيت فى الشارع والمغرب جيه عليا بفضل اتلفت ورايا يمين وشمال خوفًا من ان حد يتعرض لى، وفى البيت بيكونوا قلقانين، وبقت الأماكن البعيدة شوية محظور عليا أروحها لوحدي، وغالبا مش بروحها أصلا لأنى بخاف، رغم أن كان عندى أمل أن الدنيا تتصلح بعد الثورة،  لكن بقول فى نفسى أيام زمان عمرها ما تتعوض خاصة بالنسبة للأمان كان الواحد بيخرج ويرجع براحته من غير خوف».
 
أما محمد عبد الله، 27 سنة – محاسب، قال: «بصراحة قبل الثورة كنت برجع البيت براحتى جدا ومكنش فيه حظر تجول اسرى عليا، بل على العكس كنت ساعات برجع البيت الفجر وكان أهلى مش بيمانعو، كان يكفى أنى اقولهم أنى هتأخر، لكن دلوقتى أقدر أقول أن سياسة حظر التجول بقت سياسية «بيتوتية» يعنى بقوا يأكدوا عليا أنى متأخرش خوفا من أنه ممكن يحصل أى قلق فى أى مكان،  وده مش تحكم بقدر ما هو خوف لأن أحوال البلد مبقتش تطمن وبقت السرقة والبلطجة على عينك يا تاجر وف عز الضهر».
 
إسلام مسلمة، 25 سنة – موظف، قال: «بقينا دلوقتى ندور على حتة مليانة ناس نقف فيها عشان نكون كلنا مع بعض ومحدش يحصله حاجة، لكن قبل الثورة كنا براحتنا وكنت ممكن أرجع البيت الفجرية، لكن للأسف المشاكل كلها ظهرت بعد الثورة معرفش ليه، التحرش زاد عن الأول بكتير، والسرقة، والتعدى على المحلات بقت عينى عينك، واللى بيعمل حاجة مبقاش يخاف وبقى يقول أنا اللى عملتها ومبقاش فيه لا أمن ولا شرطة، ده حتى البنت اللى بتخرج دلوقتى  بعد الساعة 10 بتبقى فى خطر ومينفعش تيجى الساعة 7 وتكون البنت لوحدها فى الشارع إلا لو معاها راجل، لأن حال البلد بقى بيرجع لورا بسرعة رهيبة  ومكناش نتوقع أننا نوصل للحال ده، حتى فى أوقات حظر التجول لو كان بيبدأ الساعة 8 كنا بنفضل بالكتير فى الشارع لغاية 10 وبنرجع البيت ومكناش نقعد نعد أكتر من كده فى الشارع ودلوقتى لو أتأخرت عن الساعة 10 أو 11 بالكتير تليفونى مبيبطلش رن من أهلى بيكونوا عايزين يطمنوا عليا وكل شوية تليفون يقولى أنت فين دلوقتى طب ناقص لك أد أيه وترجع».