الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مكانة الدعوة




 يقول الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
 
وفى نفس السورة يقول الله تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ).
 
 ونلاحظ من مجموع الآيتين أن الدعوة إلى دين الله هى من أخص صفات المؤمنين ، كما أن الدعوة إلى ضد ذلك من صفات المنافقين .
 
 يقول الإمام القرطبى فى تفسيره: «فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فرقًا بين المؤمنين والمنافقين، فدلَّ على أن أخص أوصاف المؤمنين الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ورأسها الدعوة إلى الإسلام». وفى التلازم بين الإيمان والدعوة إلى الله ما يدل على أن زيادة الإيمان تعنى زيادة الحركة لدين الله، والعكس. يقول الدكتور محمد أمين المصرى: «الإيمان شبيه بالقوة الكامنة فى الجهاز المحرك الذى لا يعدو أن يكون عشر معشار حجم الطائرة يستطيع أن ينطلق لتنطلق بانطلاقته الطائرة فتقطع المسافات الشاسعة ببرهة يسيرة، وتقلع بقوة دفعه الطائرة المستقرة على وجه الأرض. إن قوة المحرك تظهر للعيان بسبح الطائرة فى أجواء الفضاء، وكذلك قوة الإيمان تتجلى بسبح صاحب الإيمان فى أجواء الدعوة إلى الله.. وإذا عجز المحرك عن أن ينطلق بالطائرة أو السيارة فقد أصابه الخلل، وتسرّب إليه العطب ، وكذلك الإيمان الذى لا يحرك صاحبه ليدفعه إلى السير فى سبيل الدعوة إلى الله هو إيمان هامد خامل، قد أصابه الوهن وتسرب إليه الخلل» .
 
 يقول الله تعالى: ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). سورة العصر ففى هذه السورة الكريمة القليلة فى مبناها الكثيرة فى معناها ومحتواها، يقسم الله تعالى بالعصر، ويؤكد هذا القسم بـ «إنّ» و«اللام» على أن جنس الإنسان فى ضياع وخسران ، ويستثنى من هذا الخسران من اتصف بأربع صفات :
 
 1 – الإيمان بالله . 2 – العمل الصالح .
 
3 – التواصى بالحق . 4 – التواصى بالصبر.
 
 وبالتأمل فى هذه الصفات الأربع نجد أن نصفها الأول يتعلق بصلاح المرء فى ذاته ، ونصفها الثانى يتعلق بالعمل على إصلاح غيره ، وذلك بالتواصى بالحق والتواصى بالصبر مع سائر الخلق، وهو ما يدل على مكانة الدعوة وأهمية القيام بها فى دين الله .
 
فى الوقت ذاته ورد فى كتاب الله تعالى ما يشير إلى أهمية القيام بواجب الدعوة بأسلوب التحذير من التهاون والتفريط فى هذا الأمـر، والإشارة فى كتاب الله تعالى إلى استحقاق المتهاونين فى هذا الأمـر للعنة الله لهم، وهى الطرد من رحمته، فقال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِى إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَـوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَـوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَـلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) المائدة، والآيتان تحذير للمسلمين من سلوك هذا السبيل حتى لا ينالهم من الذم ما نال السابقين.
 
وزير الأوقاف