الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

زينات صدقى عانس السينما المصرية




 
عام واحد فقط قضته بتجربة زواج فاشلة كان كفيلاً بهروب الفتاة «زينب محمد سعد» من أسرتها بحى الجمرك بالإسكندرية تاركة وراءها والد قاس أجبرها على الزواج من أحد التجار حاملة حلمها بحياة جديدة فى «المحروسة».. لم يكن والدها يعلم أن التمثيل الذى بدأت فى دراسته بمعهد «أنصار التمثيل والخيالة» الذى أنشأه بالإسكندرية عملاق المسرح زكى طليمات قد سرى فى دمها ولن تتركه حتى لو أجبرها على ترك المعهد وزوجها.. لم يستغرق الأمر أكثر من سنة حتى كانت قد أنهت حياتها الزوجية لتكمل مسيرتها الفنية مع معلمها الأول زكى طليمات لكن هذه المرة بالقاهرة.
 
عملت فى بداية حياتها راقصة ومونولوجيست فى فرقة بديعة مصابنى التى انتقلت منها إلى فرقة «الريحانى» الذى آمن بموهبتها واختار لها اسما فنيا لتختفى «زينب محمد سعد» وتبدأ حياة جديدة لفنانة عرفناها باسم «زينات صدقى» في الذكري الـ35 لرحيلها تحدث عنها صناع الكوميدي   
 
 
نشوى مصطفى: الفكر «الرجولى» حرمها من البطولة
 
 
   الفنانة نشوى مصطفى تراها نموذجا لفنانة لن تتكرر فى موهبتها وحضورها وكاريزمتها مما جعلها واحدة من أهم الكوميديانات فى تاريخ السينما المصرية حيث نقشت  اسمها بحروف من ذهب.وتقول نشوى: على مدار تاريخ السينما والكوميديانات تحصلن على حقوقهن فبرغم عبقرية أداء زينات صدقى وافيهاتها إلا أننا لم نر فيلمًا أو مسرحية تقوم ببطولتها وهذا يرجع لسيكولوجية مجتمع الذى يسود فيه الفكر الرجولى بجانب أن شركات الإنتاج قبل أن تخطو خطوة تدرس هل من السهل تسويق هذا السهل وهل البطل له قاعدة جماهيرية؟! وللأسف هذا العامل كان سببًا فى الأدوار النمطية التى حصرها المنتجون فيها والتى لا تخرج عن أدوار بنت البلد التى تعيش فى بيئة شعبية وتبحث عن عريس وفى الغالب إما أن يكون إسماعيل يس أو عبدالسلام النابلسى.
 
 
هالة صدقى: شخصية العانس ظلمتها
 
 
أكدت الفنانة هالة صدقى أنها تأثرت كثيرًا بأداء الفنانة الراحلة خاصة فى الأدوار الكوميدية مؤكدة أن كل من يقوم بالأدوار الكوميدية يكون متأثرًا بجيل زينات صدقى بالكامل مثل إسماعيل يس وعبدالفتاح القصرى وغيرهم. وأضافت قائلة: «المشكلة أن بعض الفنانين لا يفرقون بين التأثر بروح الفنان الكوميدية وبين تقليده، فأنا لا يمكننى أن أعيد ما قدمته زينات صدقى لأنها كانت مميزة وأى أحد يحاول تقليد الفنانين القدامى والناجحين سيكون مصيره الفشل».وأضافت صدقى أن أهم ما كان يميز الفنانة الراحلة هو التلقائية والعفوية الشديدة خاصة فى أدوار الفتاة الشعبية العانس والتى تبحث عن رجل طوال الوقت.. مؤكدة أن صدقى كانت لديها مواهب عديدة تمكنها من تقديم جميع الأدوار ولكن المخرجين ظلموها بحبسها داخل هذه الشخصية، على الرغم من أنها امتازت بتحقيق النجاح بينما رفضت هالة صدقى فكرة تقديم سيرة ذاتية لأى فنانة سواء زينات أو غيرها مؤكدة أنها قد تكون معجبة بشدة بشخصية ما وبقصة كفاحها ولكنها تخاف أن يضعها الناس فى مقارنة ظالمة مع هذه الشخصية.
 
 
 
 
الصبان: «التراجيديا» الجانب المجهول فى موهبتها
 
 
 
كشف الناقد رفيق  الصبان  أن الراحلة  زينات صدقى رغم تصنيفها كواحدة من أشهر الكوميديانات إلا أنها قدمت العديد من الأفلام التراجيدية مثل «صاحبة العصمة» مع تحية كاريوكا والتى قدمت شخصية «الدرة» المغلوبة على أمرها وتنافسها على حب إسماعيل يس وقدمت أيضًا فيلم «البؤساء» المأخوذ عن الرواية العالمية والتى تم إنتاجه فى أوائل الأربعينيات وقامت ببطولته أمينة رزق وعباس فارس.. وقال الصبان: بدأت زينات صدقى حياتها الفنية كراقصة فى فرقة بديعة مصابنى ومنولوجيست  وعندما احترفت التمثيل ودخلت كممثلة وليست راقصة وقدمت الأدوار الثانية ببراعة ولذلك تمت الاستعانة بها فى معظم أفلام إسماعيل يس والتى كونت دويتو ناجحًا خاصة فى فيلم «ابن حميدو».. وأكد الصبان أنه لا يوجد بديل لزينات صدقى فى الأجيال التى أتت بعدها لأن كاريزمتها عالية جدًا علاوة على أن حياتها لا يصلح تقديمها فى عمل فنى لأنه ليس بها دراما ولا نرى على الساحة فنانة تصلح لتجسيد زينات صدقى صاحبة لقب أشهر عانس فى السينما المصرية.
 
عمرو سمير عاطف: روحها المرحة قادتها للنجومية
 

عمرو سمير عاطف
 
أكد الكاتب عمرو سمير عاطف أنه على الرغم من تأثره واعجابه الشديد بالشخصية التى كانت تتميز بها الراحلة زينات صدقى إلا أنه لم يفكر يومًا فى كتابة بعض خصائصها فى الشخصيات الكوميدية التى قدمتها فى الدراما من قبل، حيث قال إن الكاتب إذا قام بإدخال أى خصائص من الشخصيات التى قدمتها صدقى فى أفلامها لن يجد من تستطيع تقديمها بشكل مماثل وذلك لأن الملامح الأساسية لأداء صدقى كان خاصًا بها هى وليس له علاقة بالصفات الشخصية التى يضعها الكاتب.
 
كما قال عاطف إن الفنانة الراحلة كانت تمتاز بالذكاء الشديد وذلك لأنها استطاعت أن تخلق لنفسها «كاراكتر» معيناً تمتاز بخفة الظل وذلك لتحقيق نجاح وسط النجوم وقتها خاصة أنها من حيث الشكل لم تكن ستظهر على الشاشة وفقًا لحسابات السينما وقتها. ولكنها استطاعت أن تشق طريقها للنجومية بروحها المرحة.
 
هالة فاخر:من أهم صناع الكوميديا النسائية بمصر
أكدت الفنانة هالة فاخر أنها كانت تتمنى العمل مع الفنانة الراحلة زينات صدقى لأنها مدرسة فى الكوميديا تعلم منها الكثير فهى موهبة منفردة وليست لها أى شبيه واضافت فاخر أنها ترفض تجسيد سيرة ذاتية عن الفنانة الراحلة مؤكدة أنها لا تفضل أعمال السير الذاتية لأنها ترى أن حياة الفنانة الشخصية ملكاً له وليس لأى شخص الحق فى الإطلاع عليها وتابعت هالة قائلة إن الفنانات الكوميديات فى العهد القديم وحاليا «واخدين حقهم» حيث تقوم حاليا الكثير من الفنانات ببطولة العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية بمطلقها مثل ماجدة زكى وياسمين عبد العزيز وغيرهما وأيضا فنانات العهد القديم كانت لهم مكانة كبيرة فى السينما حيث لم يخل فيلم من الفنانة الكوميدية مثل مارى منيب ووداد حمدى وزينات صدقى فهؤلاء هن صناعات الكوميديا النسائية فى مصر.
 
سميرة أحمد: لا تعوض خلقاً وفناً
 
أكدت الفنانة سميرة أحمد أنها قضت عدة أيام مع الفنانة الراحلة «زينات صدقى» أثناء تصوير فيلم «السيرك» وقالت سميرة إنها كانت فنانة قديرة وانسانة رائعة فلم تر انسانة فى اخلاق وطيبة وحنية زينات صدقى واضافت اتذكر أنه أثناء تصوير الفيلم كانت تجلس فى غرفة بمفردها وتقضى الكثير من الوقت فى حفظ دورها وكانت حساسة جداً فى حديثها وتراعى الجميع بكلماتها وما لفت انتباهى أكثر أنها كانت أمام الكاميرا فنانة كوميدية مبهرة وخلف الكاميرا انسانة مهذبة وحنونة فلم تكن شخصية كوميدية خلف الكاميرات كما يعتقد البعض فكان يحلى حياتها فى بعض الأوقات الكثير من المشاكل فهى انسانة لا تعوض خلقا وفنا وكانت تستحق اكثر مما وصلت إليه.. وعن مسلسلات السير الذاتية لفنانات الكوميديا فى العصر الذهبى قالت سميرة يسأل عن هذا المؤلفين والمنتجين فيوجد الكثير من الفنانين والفنانات يستحقون عرض سيرتهم بمعرفة كم النجومية والمعاناة التى كان يعيشها الفنان.
 
الشندويلى :تستحق سلسلة أفلام باسمها
السيناريست فداء الشندويلى يرى عدم قيام زينات صدقى ببطولة أفلام بعدم وجود شركة انتاج تدعمها وتصنع نجوميتها رغم موهبتها عكس اسماعيل يس الذى كان يقف وراءه فريق كامل وقدم سلسلة الأفلام التى حملت اسمه وحققت نجاحاً.
 
وقال الشندويلى: هناك اتجاه عام من جانب معظم المؤلفين بعدم الكتابة لبطلة كوميدية لأن اتجاهات السوق تجبر المنتج عدم تقديم أفلام لبطلة كوميدية لأن هذه الأفلام من وجهة نظرهم لن يتم توزيعها بشكل جيد وهذا ظلم فنانات كثيراً منهن زينات صدقى ومارى منيب ولم يستثن من هذه القاعدة إلا عدد قليلاً من الفنانات مثل شويكار الذى كان يقف وراءها فؤاد المهندس أيضا ياسمين عبد العزيز من الجيل الجديد.
 
وأشار الشندويلى إلى أن المؤلف عندما يكتب سيناريو لفيلم البطلة فيه كوميدية فإنه لابد أن يعلم من هى حتى يكتب ما يناسب كاريزمتها وللاسف الفنانات الكوميديانات عددهن لا يتجاوز اصابع اليد واستشهد الشندويلى بخبرته مع الفنانة ماجدة زكى الذى قدم معها عملين هما «طلباتك أوامر» و«كريمة كريمة».
 
ورفض الشندويلى عملية ربط البطلات الكوميدنات بإن تكون الفنانة ليست جميلة مؤكداً أن الأعمال الكوميدية الأمريكية بطلاتها جميلات على عكس الوضع فى مصر وهذا يرجع للموروث الثقافى الخاطئ الذى أوجده صناع الفن من  مخرجين ومؤلفين لأنهم يعشقون النمطية بمعنى أن لو ممثلة نجحت فى نوعية معينة من الأدوار يحصروها ولا يعرض عليها إلا هذه النوعية فقط وهذا ما حدث مع زينات صدقى عندما حصروها فى أدوار العانس التى تبحث عن عريس.