الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كفار مكة وقانون الكراهية




عند فتح مكة ارتعد الكفار من الخوف، فماذا قال لهم صلى الله عليه وسلم، قال: ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، قال صلى الله عليه وسلم «أذهبوا فأنتم الطلقاء».
 
 
 هذه هى سماحة الإسلام، قال تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» فالدرس الأول للإسلام هو الرحمة والتعامل بالإنسانية وهذا هو فهمنا للإسلام.
 
تذكرت هذا الموقف الجليل وأنا أطالع فى دهشة ما نشر عن التعديل الجديد لقانون العزل ليبدأ منذ 1974 ليشمل كل من مارس عملا سياسيا أو وظيفيا منذ أكثر من 40 سنة، أنها محاولة من الأغلبية للانتقام ممن كانوا يحكمون من قبل أو أننا نشاهد فيلم «عاد لينتقم».
فى اعتقادى هذا القانون ينقصه إضافة فقرة «و كل من ولد فى تلك الفترة أو مر بجوار الحزب الوطنى»، هكذا يكون قد اكتمل الهراء والحقد والتهميش أيضا.
 
 إنهم يعملون على إقصاء كل من يملك الخبرة ويستطيع أن يساعد فى النهوض بهذا الوطن وليس متهما فى أى قضية، وهذا هو التجريف الحقيقى لثروة مصر البشرية، فلا نرى سواهم تماما مثلما كان يفعل مبارك.
 
 
والسؤال لماذا لم يضف هؤلاء الفقهاء الى قانونهم فقرة لابد منها وهى « حرمان كل من شارك أو أعطى الشرعية للنظام السابق بدخوله مجلس الشعب».
 
فهؤلاء كانوا يعطون الشرعية لحكم مبارك من خلال مشاركتهم فى مجلس الشعب ليقال إنها انتخابات ديمقراطية تأتى بأعضاء بطريقة ديمقراطية، فمبارك لم يمارس الديمقراطية فكيف كانوا يدخلون المجلس الذى لم ينتخبه الشعب؟.
 
 كانت صفقة تتم لإعطاء مبارك الشرعية، فتارة يدخلهم المجلس وتارة يقصيهم لأنه يعرف ويعرفون أنه ليس هناك أى ديمقراطية،كانوا بمثابة ديكور لحكم مبارك فبأى فكر يمكن للديكور من إدارة دولة بحجم مصر بهذه البدائية فى التفكير.
 
 
هؤلاء جميعا فى حاجة إلى قانون العزل لأنهم ساعدوا حاكما فاسدا على تكريس فساد وضياع أحلام أمة، لماذا لم يتذكروا مبادئ الإسلام؟ لماذا لم يتذكروا قصة أهل الكهف وأقصد هنا بتركهم لمجلس مبارك الفاسد، تذكروا فتح مكة. 
 
 
العجيب أن من كان يهدر المبادئ ويعطى الشرعية بالأمس هو الذى يقصى ويضع القوانين اليوم، إن البدايات التى لا تشوبها أى نزاهة ولا رحمة ولا سماحة لا تبشر بأى خير.
وهذا هو الفارق بين مرجعيتنا التى هى تسامح الاسلام.. ومدعى.. كفار مكة وقانون الكراهية.