الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«جغرافيات العولمة».. كتاب يرصد الاستفادة منها وجوانبها الاستعمارية




صدر حديثا عن سلسلة «عالم المعرفة» الصادرة عن المجلس الوطنى الكويتى  للثقافة والفنون والآداب كتاب «جغرافيات العولمة – قراءات فى تحديات العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية» تأليف الباحث النيوزيلندى الدكتور ورويك موراى وترجمة الدكتور المغربى سعيد منتاق ويعرض الباحث من خلاله كتابه مشكلات العولمة فى مجالات مختلفة كما يعرض أنواعها وتصوراته فى مجال الحفاظ على المفيد منها والتخلص مما هو ضار بالنسبة إلى بعض شعوب العالم ويدعو إلى عولمة جديدة.

يبدأ الباحث بالحديث عن التطورات السريعة التى شهدها العالم فى مجالات عدة ويقول إننا نعيش فى عالم لم يحلم به عدد من أجدادنا وعادة ما نسمع مقولة إنه عالم صغير جدا ويرتبط كثير من هذا بثورة القرن الـ20 فى تكنولوجيا النقل والاتصالات التى استولت على الخيال الشعبى إننا نعيش لو صدقنا المقارنة المبالغ فيها فى قرية عالمية والمصطلح الأكثر شيوعا للإحالة على هذا التقلص الواضح هو العولمة.
ويضيف الكاتب انه باستعمال مفهوم العولمة على نحو متزايد لترشيد مجموعة واسعة من الخطط الاقتصادية والسياسية ولشرح وفرة من العمليات والنتائج الثقافية والاجتماعية والاقتصادية اتخذ المفهوم قوة هائلة على الرغم من أنه لم يحدد دائما بشكل جيد أو يقوم بشكل نقدى فى الاستعمال الشعبى أو الأكاديمي. ومن الصور الشائعة للعولمة أنها عملية تفتح تجعل اقتصادات العالم ومجتمعاته وثقافاته متجانسة.. عندما تسقط تصبح كل الأماكن متشابهة.. لا تعود الحدود مهمة وتختفى المسافة.
وفى الفصل الساس حيث تناول «عولمة الجغرافيات الثقافية» ناقش العولمة الثقافية على مدار تاريخها وصولا بالعولمة الثقافية المعاصرة حيث يقول انها اختلفت فى الخمسين عاما الماضية نوعيا وكميا عن الماضى فتعتبر حركة الصورة والرموز التكثيفية والتمدد الهائل لطرق التفكير وطرق التواصل وحيدة وليس لها مثيل على الرغم من تعقيد التفاعلات الثقافية بين المجتمعات خلال الثلاثة آلاف سنة الاخيرة وتنطلق العولمة الثقافية الحالية من عدة اتجاهات أهمها: بنيات تحتية ثقافية جديدة للتكنولوجيا تعمل بفعالية وبقياس محدد والارتفاع الناتج من سرعة التبادلات الثقافية وظهور لا نظير له للثقافة الغربية كعلامة مركزية للتفاعل الثقافى العالمى.  ويؤكد فى الفصل قبل الاخير أنه اعتمادا على هذه الاتجاهات تنبأ الناس بموت الجغرافيا منذ ما يقرب من أربعة عقود حيث يرى بعض الباحثين أن تطور تكنولوجيات النقل والاتصال وتدفقات الأشخاص المكثفة التى نتجت عن ذلك يعنى أن المكان لم يعد المصدر الرئيس للتنوع. أما عن مناهضة العولمة فقال المؤلف يؤمن هذا المنظور بأن العولمة تشكل تهديداً للمجتمع والمحيط بطريقة تعيد أصداء الاستعمار فى الماضى ويرى البعض أن من تثقل كواهلهم بالحمل الأثقل هى المجموعات التى همشت بالفعل خصوصا فى العالم الفقير.