الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفوازير «فاكهة رمضانية» نسى الجمهور طعمها




يبدو أن حلم تقديم الفوازير لا يزال يداعب الفنانين، حيث يتصارع عدد كبير منهم فى تقديم الفوازير لهذا العام. وعلى الرغم من عدم تحقيق أغلب الفوازير التى قدمت خلال الـ15 عامًا الماضية أى نجاح يذكر، الا ان محاولات اظهار المواهب الاستعراضية بشكل خاص يسيطر على النجمات بدون التخوف من مقارنة الجمهور لهن مع أشهر نجمات الفوازير مثل نيللى وشيريهان.
 
حيث تبحث الفنانة ليلى غفران عن منتج يشاركها تقديم فكرة فوازير «مين الأصل ومين الصورة» والتى كانت قد انتهت من كتابة حلقاتها الثلاثين منذ شهر اغسطس وكان من المقرر تقديمها فى شهر رمضان الماضى ولكنها لم تكن قد انتهت من كتابتها بعد. وتعد هذه الفوازير تجربة جديدة تخوضها غفران وتعد لها منذ عدة سنوات.
 
ومن جانبها تنتظر اللبنانية دوللى شاهين انتهاء تصوير دورها بفيلم «تتح» لتبدأ فى الاعداد للفوازير التى ستقدمها.. حيث كانت قد تعاقدت مع شركة صوت القاهرة العام الماضى لتصوير فوازير للعرض على التليفزيون المصرى ولكنها تراجعت عن العقد بسبب ضعف الميزانية وعدم تمكن الشركة من توفير اكسسوارات وملابس جديدة لها. وبعد اعتذارها راوضتها فكرة تقديمها ولكن مع احدى القنوات الخاصة وتقوم حاليا بدراسة الافكار المناسبة والعروض لتتعاقد فور انتهاء تصوير فيلمها.
 
اما الفنانة شيرين وعلى الرغم من تأجيل مشروع فوازيرها «افتكاسات» للعام القادم الا انها عبرت عن حماسها الشديد لتقديمها، وأكدت انها لا تعتبر فوازير بالشكل المتعارف عليه ولكنها تنقسم إلى جزءين اولهما تمثيلية قصيرة لن تظهر بها والآخر خاص بها عبارة عن أغنية استعراضية حول الفزورة. وقد اضطر المنتج صادق الصباح إلى تأجيل العمل بسبب انشغال شيرين بتسجيل ألبومها الجديد.
 
كما تبدأ روان فؤاد تصوير فوازير «قطر الندى» الاسبوع المقبل وتدور احداثها حول رحلة قبطان بسفينته وظهور عروس البحر له لتصاحبه رحلته، وسيتم تنفيذ جرافيكس متطور لتظهر الفوازير بأفضل صورها، وسيشاركها فى كل حلقة فنان مشهور تأليف واخراج السورى سامر خضر.
 
ومن جانب آخر قرر الفنان محمد هنيدى العودة مجددا إلى عالم الفوازير، حيث انتهى من تصوير الاسبوع الاول من فوازير «مسلسليكو» الكوميدية الاستعراضية، وذلك منذ ايام ببلاتوه 1 باستوديو السينما، ويقدم هنيدى فى كل حلقة شخصية بطل مسلسل مختلفة.. وقد كان هنيدى قدم من قبل سنوات فوازير «أبيض وأسود» مع الثنائى أشرف عبد الباقى والراحل علاء ولى الدين.
 
وقد اختلف نجوم الفوازير الناجحة حول امكانية تقديم فوازير مجددا وكيفية تقبل الجمهور المصرى لها وسط كل هذه الاحداث.. حيث قال المخرج وائل فهمى عبد الحميد: «على الرغم من ان شهادتى ستكون مجروحة الا انى أجد ان الفوازير كانت لها وقتها قديما واندثرت مع تخلى نجومها عنها، وقد حلت محلها فى الوقت الحالى عدة اشكال مثل المسابقات التليفزيوينة ، وكل ما يقدم حاليا هو محاولات لتقليد الفوازير القديمة والجمهور دائما ما يقارن بينها وبين الناجحة التى كانت تقدم منذ سنوات عديدة. فقد كان الجمهور يتابعها بشغف وينبهر بعناصر الصورة وقتها على الرغم من استخدام اجهزة بدائية، ولو قلنا ان الصورة تطورت بشكل كبير جدا والتقنيات التكنولوجية أصبحت تعطى انبهارًا اكبر فالمضمون والفكرة والاداء جدير بإبعاد الجمهور عنها، فهى فى رأيى نوع  من الفن كان له وقته وجمهوره الذى اختفى».
 

أما الكاتب فداء الشندويلى فقال: «تقديم مثل هذا النوع من الفن فى الوقت الحالى سيكون مجازفة من جانب الفنان والمنتج، فإذا كان سيتم تقديمها بشكل كوميدى خفيف وتعتمد على التمثيل مثل فوازير الفنان محمد هنيدى من المتوقع ان تنجح نسبيا، اما إذا كانت ستعتمد على الشكل المتعارف عليه من رقصات واغان فالجو العام للشارع المصرى لا يتناسب مع عرضها فى الوقت الحالي.. فلا يصح أن يكون هناك احداث بلطجة وقتل ودماء تسيل وأجد احدى الفنانات ترقص وتغنى لي، حتى مزاج الجمهور سيكون غير متقبل لها، وستكون مفصولة عن الواقع، ولكن للاسف المنتجين لا يضعون فى اعتبارهم المزاج العام بقدر وضع حسابات كيفية تسويق العمل».
 
وأضاف قائلا:» المشكلة أن كل الفوازير التى قدمت بعد عصر نيللى وشريهان لم تكن بتجارب ناجحة ولم يتذكرها الجمهور فكانت حجرا فى مياه راكدة، فعلى الرغم من التقدم التكنولوجى الا ان الفوازير قديما كانت تحمل فكرة ومضمونا معينا وكانت عملاً رئيسيًا للقناة التى تذاع عليها وينتظرها الجمهور كل عام فى شغف.. ولكن فى الوقت الحالى اصبحت مجرد عمليات للابهار والاستعراضات دون وجود مضمون يذكر، وحتى لو قدمناها بمضمون ملائم للاحداث لن تحقق النجاح المطلوب منها لعرضها وسط ما يزيد على 50 مسلسلا».
 

ويرى مصمم الرقصات عاطف عوض انه من الممكن ان تقدم فوازير جذابة للناس ولكن بشرط توافر عوامل الجذب من فكرة وموضوع وفنانات قادرات على اداء الرقصات المختلفة وملابس وديكورات وغيرها، بشرط ان يحاول صناع هذا الفن اعادة ارتباط الجمهور بالفوازير، وأضاف قائلا: «لقد كنا قديما مرتبطين بفكرة الفزورة الرمضانية بشكل كبير وكانت العائلة تلتف حول شاشة التليفزيون ونتشارك مع الاهل والاصدقاء فى ايجاد حل الحلقة، ولكن حاليا ووسط كل هذه القنوات الفضائية اصبحت علاقة الجمهور بالعمل غير جيدة فيقوم بمشاهدته كاستعراض به ألوان وحركات فقط، ومع تطور الانفتاح الفضائى انعزل الجمهور تماما عن هذه النوعية الفنية لمشاهدته الكليبات الاجنبية والبرامج الاستعراضية والتى تقدم على اعلى مستوى من الإبهار البصرى لم نصل له بعد.. كما ان حالة الاحباط العامة التى يعانى منها المصريون فى الوقت الحالى لا اعتقد سيكون فى حالة تستقبل مواضيع مفصولة عن العالم الخارجى إلى هذا الحد وبها أغنيات ورقصات مختلفة».
 
وأضاف عوض انه كان منذ عامين لا يرى أى فوازير ناجحة قد قدمت بعد فوازير نيللى وشيريهان وكان رأيه أن جميع المواضيع التى طرحتها الفوازير استنفدت بالكامل، ولكنه اعاد نظرته لهذا الفن بعد نجاح فوازير «ميما» التى قدمتها اللبنانية ميريام فارس على قناة القاهرة والناس مؤكدا ان اللبنانيات اصبحن أكثر حرفية فى تقديم الاستعراضات ولا يعنى هذا عدم وجود فنانات يستطعن تقديم الرقصات المختلفة من مصر مثل نيللى كريم.
 

أما الفنانة لوسى والتى قدمت فوازير «ايما وسيما» فى عام 1998 فقالت إنها كانت تتقبل فكرة الفوازير قديما سواء كفنانة او كمشاهدة لأنها كانت تحترم عقلية المشاهد من طرح مواضيع حقيقية وليست مجرد «هز وسط» واستعراضات فقط.. حيث قالت: «منذ سنوات وكانت هناك بعض الفوازير الناجحة والتى تم تقديمها بعد شيريهان ومنها فوازير «ابيض واسود» و«ايما وسيما» بينما حصلت فوازير عديدة على لقب الفشل ومنها الفوازير التى قدمتها غادة عبد الرازق والتى قدمها سمير صبرى مع شيرين سيف النصر فى اوائل التسعينيات وغيرها.. وكل المحاولات حاليا تنصب على تقليد الاستعراضات والابهار فى الديكور فقط دون وجود ورق جيد والذى أعتبره البطل الحقيقى للعمل حيث ان الفوازير تقوم فى الاساس على موضوع وقيمة واستعراض، كما ان وقتها لم يصبح مناسبا وحل محلها المسابقات التليفزيونية السريعة مثل 0900 وغيرها».
 
 

وأضافت: يجب ان يفكر كل شخص قبل ان يقدم هذا الفن فى المقارنة مع من سبقوه ويختار موضوعًا يلائم حالة الناس فى الوقت الحالى حتى يستطيع جذب الجماهير، وأنا لو وجدت فكرة فوازير جادة ومناسبة سأقدمها على الفور.. كما أن الفوازير التى قدمتها ماريام فارس منذ عامين كانت جيدة فى الرقص والغناء ولكنها فشلت فى تجسيد الشخصيات.