الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الكاتبة الساخرة هبة عبدالعزيز : أرفض دعاوى التكفير والموت فى سبيل كلمة الحق أعظم جزاء




 
هبة عبدالعزيز كاتبة برعت فى مجال الأدب الساخر، حيث عبرت عن مشكلات وهموم الشعب المصرى بأسلوب سلس ومغلف بالسخرية ومنها مشكلات التحرش الجنسى والعشوائيات والأمية وغيرها، ولأنها كاتب تسير ضد التيار، فإنها تلقت تهديدات بالقتل .. هنا حوار معها
 
■   تلقيت ردود أفعال عنيفة على العديد من هذه المقالات وصلت الى حد تهديدك بالقتل او اتهامك بالتطاول على الرموز بسبب نقدك الشديد لنجوم المشهد السياسى.... ألم تشعرى بالقلق أو التردد؟
على العكس تماما فقد زادنى الأمر اصرارا وتحدياً لأننى لا أقبل على أية حال أن يكفرنى شخص مهما يكون وضعه او مكانته فديننا الحنيف هو الدين الوحيد الذى لا يتطلب وساطة بين الخالق والمخلوق، كما اننى لا أبالى بفكرة القتل لانها بالتأكيد لو قدرت لى فمن الممكن ان تصيبنى فى الميدان فهل هذا يعنى الا ننزل الى الميدان او الشارع، بالاضافة الى ان الموت فى سبيل كلمة الحق أعظم حاجة ممكن تحصل للانسان.
 
■  لكنكَ ِ بالفعل تبدين شديدة الحدة فى انتقاداتك وتتسم لغتك بالجرأة الشديدة .. كيف ترين ذلك؟
ربما، لكنى متأكدة أن صوت الحق دائما عال وأرى أن افضل علاج يأتى بعد التشخيص الدقيق ويعد النقد إحدى آليات التقويم بعد تشخيص مواطن الضعف والقوة ثم تسليط الاضواء على تلك النقاط الضعيفة فى محاولة لاصلاحها وهذا هو النقد البناء، يعنى أفضل دائما المواجهة وأقول للأعور انت أعور فى عينه مع قليل من التجميل الأدبى  لكسر حدة قبح الواقع .
 
■  الملاحظ أنكِ فى هذا الكتاب تفتحين النار على كل من السلطة ممثلة فى رموز تيار الاسلام السياسى والمعارضة ممثلة فى رموز الليبراليين ... لماذا ؟
طبعا هذا شيء بديهى جدا لانهم جميعا يمثلون فريق العمل على مسرح الاحداث وان اختلفت أدوارهم الدرامية بين نجم وكومبارس، فضلا عن رغبتى فى اثبات الهوية المصرية وروح المواطنة بعيدا عن التحيز لجماعة او حزب فيكفى أن أكون مصرية وفقط، كما أرى ان كلا الطرفين أخطأ فى حق هذا البلد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ... فى النهاية غرقنا جميعا فى بحر الدم نتاجا لصراع على الكرسى بين جماعة متسلطة ومعارضة مهترأة وشعب مرتبك.
 
■  تتضمن بعض المقالات رثاء لحال الأحياء الراقية وتحذيرا من هجوم العشوائيات عليها... ألا يعد ذلك تحيزا للطبقة الاجتماعية التى تنتمين اليها باعتبارك واحدة من سكان مصر الجديدة؟
ابتسمت قليلا ثم قالت: يا عزيزى كلنا من سكان مصر الجديدة الآن، ولكن لا هذه هى  مصر «ولا بقت جديدة» .. الاصل فى بلاد طيبة هو الجمال والرقى والتحضر منذ اكثر من 7 آلاف سنة وان القينا باللوم على نظام قديم لكونه سمح للعشوائيات ان تحزم العاصمة وتتحول الى مصانع للبلطجة والهمجية فمن المؤسف بعد ثورة يناير ان نجد مصر كلها تتحول الى أطلال وأنقاض تغلفها العشوائية فى شتى المناحى الاجتماعية والفنية والاعلامية... فهل التغيير الذى كنا ننشده تحول الى طفرة للأسوأ... أدعوا القارىء لأن يشاهد صورًا لمصر زمان فى الثلاثينيات مثلا حين كانت القاهرة تصنف أنها باريس العرب باعتبارها أرقى عواصم العالم فى حين كانت دول مثل دول الخليج عبارة عن خيام .. وأرجو أن نقارن ذلك مع ما وصلنا اليه الآن.
 
■  لماذا تهاجمين الجنس الآخر وتؤكدين أن الرجولة فى مأتم ولم يعد أمامنا سوى أن نحتسى القهوة السادة على روح المرحوم؟
لا اعتبرها هجوما بقدر ما هى توصيف لواقع معاش لكن الحقيقة بتزعل دايما، فدعنى أوجه لحضرتك بعض التساؤلات باعتبارك ممثلا عن المجتمع الذكورى: اولا مشكلة التحرش بجميع انواعه واشكاله من المتسبب فيها؟ أليس هو آدم سواء كونه هو المتحرش أو أنه شخص منزوع الشهامة لا يحاول الدفاع عن حواء حين تتعرض لايذاء من قبل شخص آخر.... فى حين تؤكد العديد من الدراسات الحديثة أن نسبة كبيرة من الشباب يعانون من الضعف الجنسى نتيجة التلوث الغذائى والهوائى والضغوط الاجتماعية والاقتصادية ورغم كل هذا نجد كل واحد منهم يتمطع ويفرد صدره ويقول للمدام «هتجوز عليكى» ثم نجد العديد من الجهابزة يناقشون تعدد الزوجات بما لا يخالف شرع الله.. طيب بأمارة ايه تتجوز تانى وانت صدمان وعدمان ماديا وصحيا ؟، والمضحك ان معشر الرجال بعد الزواج تجدهم يتحولون الى آلة للشخير الليلى والصويت النهارى والكرش المحلاوى ثم تجدهم يثرثرون على زوجاتهم الغلابة ويتهمونهم بالاهمال والبدانة وكيف أنهم من حقهم أن يتزوجوا من جميلات الكون وعلى النساء ان يرتضين بالكرش المكنون! ..  وهنروح بعيد ليه «لو محروسة لاقت راجل يسترها مكانش ده بقى حالها».


■  ما الذى يجذبك الى اللون الساخر فى الكتابة ؟
لست ادرى .. «لكن اكيد دى خلقة ربنا»، ربما يكون هذا اللون الاقرب لطبيعتى الشخصية أو لأن السخرية المقننة تحتاج الى مواهب خاصة جدا وأدوات مميزة والا لانقلب السحر على الساخر.


ــ من هو مثلك الأعلى فى هذا المجال ؟
الست أم كلثوم
 
■   كيف ذلك؟
لقد وصفتها فى مقال لى بأنها «سيدة الغناء العربى.... والمقالب» حيث كانت تتمتع بخفة ظل فظيعة وأى كلمة تقال فى حضرتها تحولها الى «افيه» ضاحك بمنتهى الحنكة والرزانة لتدير جيشا من الرجال «ثقال الظل» - الاوركسترا - ببراعة مفرطة .
 
■  البعض يرى أنك عبر كتاباتك فى العدد السبوعى من الأهرام اصبحت  تتصدرين المشهد فيما يتعلق بالكتابة  النسائية الساخرة ... كيف ترين ذلك؟
 أكيد أتمنى أن الكتابة الساخرة فى مصر تتبلور ملامحها وخاصة مع بزوغ العديد من الكاتبات الموهوبات، انما النجاح فهو من عند الله .


■  سبق لك صدور كتابين هما « التحرش الجنسى بالمرأة « و « افيهات النجوم ومقالب المشاهير « ... ما الاضافة التى يحملها هذا الكتاب فى سياق مشوارك المهنى ؟
أشعر أنه مزيج من الاثنين بين النقد المباشر لقضايا اجتماعية مثيرة للجدل بالطريق المصرية الفطرية التى تتميز بالبساطة المغلفة بخفة الظل وهذا يتضح جليا فى العنوان .
 
■  أخيرا.... ما هى مشاريعك القادمة؟
اتمنى الانتهاء من أطروحتى للدكتوراه فقد قطعت فيها شوطا طويلا، الى جانب كتاب جديد ان شاء الله.