الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شكرى سرحان: «ابن النيل» حصان السينما الرابح




ذكرى ميلاد واحدة جمعت بين العملاقين شكرى سرحان وعادل ادهم الاول الذى نحتفى بذكرى ميلاده ووفاته حيث ولد فى 13 مارس 1925 وتوفى فى 19 من نفس الشهر عام 1997 والذى أدخلته ملامحه المصرية إلى عالم النجومية والشهرة حيث ترك محمد شكرى الحسينى سرحان منزله بقرية الغار بمحافظة الشرقية متجهًا نحو حلمه فى التمثيل، لفت نظر المخرج يوسف شاهين واختاره عام 1951 للقيام ببطولة فيلم «ابن النيل» والذى يحمل لقبه حتى الآن.
 
نجح سرحان فى تقديم عدد كبير من الأعمال الفنية خاصة فى السينما حيث قدم ما يزيد على 150 فيلمًا فى الفترة ما بين الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.. وعلى الرغم من انحسار الأضواء عنه نسبيًا بدءًا من السبعينيات إلا أنه كان يعوض غيابه بالعديد من الأعمال الدرامية الناجحة ومنها «الشهد والدموع» والجزءين «لا إله إلا الله» و«محمد رسول الله» عرف سرحان بالأخلاق الطيبة واحتفاظه بأخلاق القرية طوال حياته الفنية وبعد اعتزاله.. كان يتميز بالتمسك بالعادات الدينية وقد قرر الاعتزال بعد سقوط آخر أفلامه «جدعان باب الشعرية» عام 1993 والذى كان ينتمى لنوعية أفلام المقاولات واعتكف فى منزله لمدة 4 سنوات حتى وفاته فى مارس 1997. ولقب «بابن النيل» و«الفتى الذهبى» و«الحصان الأسود» و«عاشق القرآن».
 
تعرض سرحان للإهمال والظلم حيًا وميتًا حيث لم يحصل على تكريمات عن مشواره الفنى ولا باهتمام إعلامى مثلما حصل عليه أغلب نجوم جيله مثل رشدى أباظة وصلاح ذو الفقار، ويرجع البعض سبب ذلك لعدم تواجد سرحان إعلاميًا بشكل مكثف وعدم كشفه للعديد من جوانب حياته الشخصية.
يجد الناقد نادر عدلى أن شكرى سرحان تميز بصفات فى الموهبة والشكل جعلته «حصاناً رابحاً» لكل المخرجين الكبار وقتها، حيث كانوا يلقبونه بـ«الفتى الذهبى» لتمتعه بملامح الشاب المصرى الأصيل مما فتح له باب المشاركة فى عدد هائل من الأفلام خاصة التى تهتم بإبراز المواطن المصرى الحقيقى. وأضاف قائلاً: «لقد وجد كبار مخرجى فترة الخمسينيات فى ملامح شكرى ضالتهم خاصة أنه لم يتمتع أغلب نجوم هذه الفترة بملامح المواطن المصرى الكادح، بل على العكس كانوا يتمتعون بالوسامة الشديدة وملامح ارستقراطية.. مما جعل سرحان وزميله فريد شوقى يبرزان بشكل كبير، وإن كان سرحان قد حصل على قبول شعبى وشهرة كبيرة بين المواطنين من الطبقة الوسطى وما يليها بينما نجح شوقى بشدة بين طبقة «ولاد البلد» وبعد ظهوره فى دور الفلاح المصرى وجده المخرجون قد جمع بين وسامة فتى الشاشة والدم المصرى مما جعله من أكثر فتيان الشاشة عملاً وأكثرهم رصيداً فنيا».
 
وأكد عدلى أنه على الرغم من كل الأعمال الناجحة التى قدمها إلا أنه لم تكن له صفات أو مميزات عن غيره من الفنانين ولكنحظه جعل له الفرصة فى تقديم جميع الأدوار وتنوعها دون حبس نفسه فى شخصية محددة فكان يقدم دور الفلاح البسيط والبوسطجى واللص والضابط وغيرها من الأدوار التى نجح فيها.
 
أما عن الأداء فقال عدلى: «كان سرحان من أوائل الفنانين الذين دخلوا السينما مباشرة ولم يمروا على مدرسة المسرح مثل الجيل السابق له ومنهم عماد حمدى ويوسف وهبى، حيث إنه اهتم بتعبيرات وجهه ولم يقدم أداء مبالغاً فيه مثلهم.. ولكنه كان يعلم أن الكاميرا سوف تصور انفعالاته دون محاولة لزيادتها.. كما أنه تفوق على أخويه الفنانين صلاح وسامى سرحان وذلك بسبب حضوره وقبول الجمهور له، كما أن كلاً منهما حبس نفسه فى قالب «الشر» بينما قادت ملامح وذكاء شكرى إلى تقديم الأدوار المختلفة.
 
وعن تكريمه قال عدلى أن سرحان تعرض للظلم على الرغم من اختياره كأكثر فنان قدم أعمالاً هامة من بين اشهر 100 فيلم بالسينما المصرية بدورة مهرجانالقاهرة السينمائى عام 1996.. حيث قام ببطولة أكثر من 150 فيلماً أشهرها «شباب امرأة» و«درب المهابيل».
 
كما ترى الناقدة ماجدة موريس أن شكرى سرحان كان يعد مادة خام صالحة لدور ابن النيل حيث كانت ملامحه تحمل دائمًا إطار شخصية المواطن المصرى المهموم والمظلوم والمصرى الأصيل، حيث أنه تميز بأداء دور الفلاح والأدوار المعبرة عن طبقات العمال والمزارعين والذين كانت السينما المصرية تهتم بهم بشكل كبير فى ذلك الوقت.
 
وأضافت: «سرحان كان يتمتع بموهبة واجتهاد كبير فكان لديه القدرة على ارتداء الشخصية بشكل كبير ومقنع، على الرغم من كونه يكثر فى استخدام تعبيرات الوجه بشكل كبير من وجهة نظرى. ولكن المشكلة هنا تكمن فى ابتعاد الأضواء عنه بعدما تقدمت به السن، وتلك مشكلة عامة للسينما المصرية حيث إن نجومها من الشباب فقط وعندما يصل النجم لسن ما تنحصر عنه الأدوار ويبقى أمامه 3 اختيارات إما أن يعتزل مثلما فعلت فاتن حمامة وماجدة الصباحى وشادية أو أن يختفى لفترة ثم يعود ليشكو الإهمال مثل مريم فخر الدين أو أنه يقبل بأدوار ثانوية وليست لها قيمة كبيرة بالعمل. ولكن سرحان اختار أن يبتعد فترة كبيرة حتى وجد بعض الأعمال الدرامية القليلة التى تتناسب مع سنه ومكانته ومنها «محمد رسول الله» و«الشهد والدموع»، وأضافت موريس أن الفنان الراحل شهد ظلمًا كبيرًا وأن أهل الفن لا يذكرونه بالتكريمات ولا الاحتفاء بذكراه بشكل كبير وذلك لأن التكريمات فى مصر تسير بشكل «عشوائى» فيتم تكريم أسماء معينة ونسيان آخرين قد يكون لهم الحق فى التكريم.
 
 

 
أبرز الأعمال
 
1951- (ابن النيل)
 
1955-(درب المهابيل)
 
1956- (شباب امرأة)
 
1957- (رد قلبي)
 
1958- (امرأة فى الطريق)
 
1962- (اللص والكلاب)
 
1968- (قنديل أم هاشم)
 
1968 (البوسطجي)
 
1967- (الزوجة الثانية)
 
 1984- (ليلة القبض علي فاطمة)