الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

44 عاما على رحيل «فارس الشهداء»




منذ 44 عاما فى الخندق الأول للموقع الأول على خط النار وقف البطل عبدالمنعم رياض على بعد 250 مترًا من نيران العدو مفردا فى صيغة وطن وحلم شعب وقضية أمة.
موجهًا رسالة لكل من يعنيه الأمر: مصر لن تموت رغم غيوم الخديعة وجبروت الغدر، والمكر المخاتل، مصر باقية شامخة ما بقى الزمان والمكان.
ولد «فارس الشهداء» الفريق عبدالمنعم رياض يوم 12 من أكتوبر عام 1919 فى قرية سبرباى بمحافظة الغربية وكان والده «القائم مقام محمد رياض عبدالله» هو «قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية».
ولأنه كان من المتفوقين فى الثانوية العامة «الشهادة التوجيهية حينئذ» فقد التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته غير أنه أصر بعد عامين من الدراسة فى هذه الكلية على تحقيق حلمه فى الالتحاق بالكلية الحربية التى تخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1938.
وارتبط عبدالمنعم رياض بالقضية الفلسطينية منذ بداياتها وحصل على وسام «الجدارة الذهبى» لقدراته العسكرية المتميزة فى حرب 1948 فيما ظلت القضية فى قلبه وعقله حتى لحظة الشهادة فى حرب الاستنزاف.
ورغم مرور 44 عاما على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض تفتقر المكتبة المصرية لكتاب عن «فارس الشهداء» على غرار الكتب التى تصدر فى الغرب بمستوى رفيع وتتناول القادة الكبار والحروب الكبرى مثل الحرب العالمية الثانية التى ما زالت تلهم الكتاب والمبدعين هناك بالمزيد من الكتب والأفلام والأعمال الابداعية، فنحن ما زلنا فى عصر الكتب الكبيرة عن الحرب كما يقول ريتشارد اوفرى فى جريدة «ذى جارديان» البريطانية وها هى الكتب تتوالى حتى الآن عن الحرب العالمية الثانية بأقلام مؤلفين مثل اندرو روبيرتس وماكس هاستينجز وانتونى بيفور، فيما صدر كتاب جديد مؤخرًا للمؤلف نورمان ستون الذى يأخذ عليه اوفرى أنه ضغط وكثف ست سنوات من القتال والمعارك فى 200 صفحة فقط!
وفى منتصف ستينيات القرن العشرين كان عبدالمنعم رياض هو الجنرال الذهبى فى الجيش المصرى كما اطلق عليه عسكريون روس عرفوه من قبل أثناء حضوره دراسات عسكرية متقدمة فى الاتحاد السوفيتى السابق.
ففى التاسع من إبريل عام 1958 توجه عبدالمنعم رياض إلى الاتحاد السوفيتى للدراسة فى الأكاديمية العسكرية العليا وأتمها بامتياز فى عام 1959 وحصل على زمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية عام 1966.
وكانت «القيادة العربية الموحدة» قد اقيمت حينئذ لتوحيد الجهود العسكرية العربية ضد إسرائيل، فيما يقول محمد فوزى القائد العام للقوات المسلحة بعد هزيمة يونيو كان الفريق عبدالمنعم رياض الذى عين رئيسا لأركان هذه القيادة هو المحرك الفعلى لنشاطها فى أغلب دول المواجهة ما عدا مصر، إذ أنه كان شبه مبعد عن القوات المصرية لأنه ليس مقربا من المشير عبدالحكيم عامر ومجموعته. وفى هاتيك الأيام كان الصراع الخفى بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر قد احتدم كما يؤكد الفريق أول محمد فوزى فى كتابه «حرب الثلاث سنوات»، وتصاعد هذا الصراع على حد قوله ليصل إلى قمته قبل حرب 1967 لدرجة أثرت على صنع القرار وأوجدت مواقف أثرت تأثيرا مباشرا على المعركة.