الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدسوقى فهمى يرسم «إيروسيات» الجمال الكامن للجسد البشرى





 
هو «كيوبيد»، إله الحب لدى الإغريق باللغة اللاتينية، أو إيروس باللغة اليونانية وهو أيضا فى الأساطير القديمة ابن فينوس إلهة الحب والجمال، هو الحياة فى بهجتها الحسية، هكذا اختار الفنان الدسوقى فهمى اسم معرضه الأخير «إيروس» Eros المقام حاليا بقاعة مصر بالزمالك معتمدا على وحى الاسم المحفز على الانطلاق فى استغراق، لاجئ إلى سحره المخلص من كل أشكال الكآبة والهموم، مبتعدا عن المعنى السطحي.

 

ربما كان لنشأة فهمى القروية فى ريف محافظة المنوفية أثر كبير فى ميلاد و تطور أسلوبه الفنى الذى عرف به متناولا فى أعماله معالم الحياة فى كل ما تقع عليه عيناه بأسلوب يميل إلى «الخشونة» فى رسم الخطوط وحدتها وكأنه ينقل بحسه الفنى صعوبة الحياة الريفية وخشونتها البعيدة عن ترف الحياة المتمدنة، فهو تارة يختار رسم حيوانات الريف المصرى فى غدوها ورواحها بقلمه وخطوطه الواضحة الصريحة، وتارة يرسم الجسد البشرى الأثير إلى نفسه بأسلوب واقعى معتمدا على الخطوط القوية والجريئة، فالقلم فى يديه يعرف طريقه، من أين يبدأ والى أين يسير وأيضا أين ينتهي.

 

رسومات فهمى تأخذنا إلى منطقة عصر النهضة الأوروبية فى الفن من حيث قوة الخطوط وتناول للمعالم لكن بأسلوب مصرى خالص، فرسومه تحمل بين طياتها شموخا ورثه من تاريخ أجداده المصريين، فنرى أعماله كأنها أعمال منحوتة بالقلم، مستخدما فن الرسوم السريعة «الاسكتش» فى تلخيص ما يراه هنا وهناك، ليكون الجسد البشرى هو البطل فى معرضه الأخير، مختزلا بخطوطه تلك الأوضاع والحركات، الإيماءات والإشارات لأجساد بشرية، نموذجا للجمال الكامن لإبداع الخالق فيما صنعه من خليقة جمع فيها جمال النسب والتكوين.

 

من لوحات المعرض
 

على أن الدسوقى فهمى عندما يتناول فى أعماله الفنية الجسد البشرى بخامات مختلفة تنوعت بين الأقلام الرصاص والأحبار وحتى عندما يستخدم فرشته وألوانه فإنه يعزف معتمدا على الخطوط البنائية القوية، يحلل ويرصد منابع الحركة والسكون فيما يرسمه، فنرى أشكاله تارة بأسلوب شديد الواقعية ملتزما بقواعد المنظور والتشريح، وتارة أخرى يرسم بعض أجزاء الجسد بأسلوب هو أقرب إلى التكعيبية، خاصة فى تناوله لبعض الأطراف فى انثنائها وحركتها منظوريا، معتمدا على أن تحتل أجساده تلك مقدمة اللوحة، تسيطر عليها، تاركا السكون والعدم خلفية لأعماله إعمالا  لمبدأ «ما قل ودل».

 

ضم المعرض عددا من الأعمال الفنية والتى تنوعت فى تاريخ إبداعها بدأ من ستينيات القرن الماضى والتى تميزت فيها خطوطه بالبساطة مرورا بنهاية القرن الماضى ونهاية بالأعوام القليلة الماضية والتى بدأت تزداد فيها جرأة خطوطه ووضوحها، على أن المعرض ضم عددا من أعماله التى نفذها بالألوان الزيتية وتناول فيها مشاهداته للطبيعة تارة فى ريف القرية المصرية وتارة على شاطئ البحر ويبدو فى أعماله تلك تأثره باللونين الأبيض والأسود فتظهر الألوان على استحياء دون مبالغة فى التجسيم.