الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إغلاق 60 مصنعًا.. وأصحاب المصانع يترحمون على أيام «طنطاوى»





 
قبل 17عاما لم تكن «كوم أوشيم» على خريطة المناطق الصناعية المصرية، حتى جاء الراحل اللواء محمد حسن طنطاوى محافظ الفيوم الاسبق وأقام هذه المنطقة على مساحة ألف فدان التى تبعدعن مدينة الفيوم 30  كيلومترا  وتضم  80 مصنعا يعمل منها 20 ونحو60  مصنعًا تم إغلاقها منها 23 تقرر سحبها من أصحابها بقرارات تعسفية.

 

شكاوى المستثمرين العلاقة بين المستثمرين وجهاز المنطقة الصناعية متوترة للغاية لأنهم يعتبرونه السبب الرئيسى وراء معظم مشكلاتهم ووفقا لما تضمنته مذكرة أعدتها جمعية المستثمرين بكوم أوشيم لعرضها على محافظ الفيوم، تمثلت المعاناة فى وقوف الجهاز عقبة أمام أى مستثمر يريد الحصول على قرض من البنك لتمويل توسعاته ومشروعاته.

 

وشملت شكاوى المستثمرين إلغاء اتفاق  أبرم مع جهاز المنطقة لتقسيط باقى المستحقات بالنسبة للمستثمرين المتعثرين، الذين التزموا بهذا الاتفاق ولكنهم فوجئوا بإلغاء كل الاتفاقات وإلزامهم بالسداد الفورى بمجرد تغيير شخصية رئيس الجهاز، بل وبدأت الإنذارات، مما جعل البعض يوقف تشغيل مصنعه ويبيع الماكينات لسداد ما عليه من متأخرات، فى حين تمسك البعض الآخر بالاتفاق السابق.

 

وبالرغم من أن القرارات الوزارية تنص على أنه بمجرد بناء المصنع وبدء الانتاج، وإخطار هيئة التنمية الصناعية بذلك، يتحول قرار التخصيص الى عقد ملكية، الا ان الجهاز يصر  على أن يدفع المستثمر 50% من قيمة الأرض عند أى تصرف بالبيع أو الشراء أو المشاركة.  

 

العمالة الآسيوية الشكوى من العامل الفيومى واحدة على ألسنة كل المستثمرين، فهو - على حد قولهم - كسول وكثير الأعذار، ولا يقتنع براتب شهرى يبدأ بستمائة جنيه كحد أدنى للعامل غير المدرب، يزيد بالتدريج مع زيادة الخبرة والمهارة.    وعلى خلاف ذلك يقول أحد العمال بمصنع الزجاج: إنه يتم الاستعانة بعمالة من شمال شرق آسيا بحوالى 3 الآف دولار راتب شهريا للعامل الواحد أى ما يوازى 20 ألف جنيه شهريًا فى الوقت الذى لا يزيد فيه راتب مثيله المصرى عن 200 دولار شهريا.

 

أما المهندس عصام أبوالقاسم نائب رئيس جمعية مستثمرى المنطقة الصناعية بكوم أوشيم الفيوم فحمل لنا حفنة متنوعة من مشكلات منها اضطرار أصحاب المصانع إلى تأجير سيارات لنقل مخلفات المصانع إلى المدفن الصحى الذى يبعد كثيرا عن المنطقة، برغم أن هذه المخلفات - بمختلف أنواعها من ورق وكرتون وبلاستيك ومخلفات عضوية وغذائية -يمكن الاستفادة بها وإعادة تدويرها.

 

 ويضيف أبوالقاسم قائلا: طالبنا بشركة متخصصة فى مجال التدوير لحل هذه المشكلة، ومنع تراكم القمامة داخل المنطقة الصناعية. لافتًا إلى أن سيارات المصانع توقفت بسبب السولار والعربات المؤجرة رفعت تعريفة النقل ولم نعد نجد مرتبات العاملين فى الوقت الذى لا نستطيع فصلهم. وأشار الى أن هناك مشكلة  تتمثل فى طفح خطوط الصرف الصحى بصفة مستمرة و التى لم تجد حلا حتى الآن رغم مرور أكثر من 17 عاما على إقامة المنطقة الصناعية.

 

فى حين يرى أحمد خالد عمار «محام» أن المنطقة الصناعية قد جلبت لهم الأمراض الخطيرة حيث أصيب الأطفال بالتشوهات ونفقت بسببها المواشى والأبقار نتيجة النفايات المنبعثة من المصانع التى تعمل فى مجال الكيماويات الوسيطة والتى تتراكم بالقرب من المنطقة السكنية بمركزى سنورس وطامية. ويضيف أن قوانين إنشاء المناطق الصناعية تتطلب بعدها عن المناطق السكنية مسافة لا تقل عن 30 كيلومترا وللأسف تم إنشاء منطقية كوم أوشيم وسط منازل الغلابة انتقاما منهم حتى يتم القضاء عليهم وعلى مزروعاتهم ومواشيهم.

 

ويؤكد المهندس بشير صاحب مصنع أن ادارة المنطقة لا هم لها سوى جمع «الفلوس» من المستثمرين حتى لو حاول المستثمر تغيير نشاطه . من جهته يؤكد المهندس أحمد على أحمد محافظ الفيوم أنه سيتم إعادة تجهيز مستشفى المنطقة بالمعدات الطبية ودعمه بالأطباء بجميع التخصصات وإعادة تخطيط نظام الخدمات من مياه شرب وصرف صحى وكهرباء بالإضافة الى ادخال الغاز الطبيعى ورصف الطرق.