الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفيلم اللبنانى «بيترويت».. العنف ضد الزوجة «واجب»!




قضية اجتماعية جديدة أخذتها السينما اللبنانية على عاتقها للضغط على الدولة والمجتمع والطوائف باصدار تشريع حقيقى يجرم العنف ضد المرأة خاصة العنف الأسرى ليس فى إطار ضرب الزوج للزوجة، ولكن أيضا فى المعاشرة الزوجية والعنف الذى يتعامل به بعض الأزواج، وكأنه «واجب».

 

هذه القضية تم تعريتها تماماً عبر فيلم «بيترويت» الذى كان العرض الخاص له فى بيروت منذ أيام وذلك قبل الطرح فى دور السينما حيث ينتظره الكثير من الزوجات والفتيات، أما الرجال والشباب فى لبنان فينظرون إلى هذا الفيلم الذى يكشف واقعا مريرا تتعرض له المرأة العربية على أنه شىء من المبالغة، وأن الهدف من الفيلم هو استرضاء المهرجانات الغربية سواء كانت الأمريكية والأوروبية التى يستهويها هذه الأفلام على حد قول المستفيدين والتى تثبت أن المجتمع العربى لا يحترم المرأة ولذلك يتم توفير تمويلات مالية من مؤسسات سينمائية أجنيية لتمويل أفكار هذه الأفلام.

 

مخرج الفيلم «عادل سرحان» استغرق وقتاً كبيراً ليس لنسج الحبكة السينمائية بشكل يكون فيه معاناة أو تطرفاً تعيش فيه المرأة، ولكن ركز مجهوده فى اختيار جوانب تصوير مظلمة تظهر القسوة التى تتعرض لها بعض الزوجات. «بيترويت» اسم الفيلم هو استقطاع من «بيروت» وولاية «ديترويت» الأمريكية التى تكثر فيها نسبة الجرائم والعمل الأسرى وعمل المخرج على الجمع من خلال أبطال الفيلم لتناقضات وأوجه الشبه التى يعيشها المجتمع العربى والغربى حيث يقدم قصتين منفصلتين جامعتين بين المجتمع والعنف الشريك بينهم.

 

«دارين حمزة» التى تعتبر واحدة من نجمات السينما اللبنانية والموجودة على الخريطة العالمية بأدوارها الجريئة وتقديمها لقضايا تحمل اهتماماً وتماساً مع السينما العالمية قدمت دوراً أخذ منها مجهوداً كبيراً حيث تعمدت طوال فترة تصوير الفيلم أن تكون متعبة ومنهكة لتكون جاهزة لتقديم دور امرأة يتم ضربها وسحلها وتعذيبها من جانب الرجل بالاضافة إلى البرودة التى تجمعها بزوجها وهى قضية المح لها الفيلم فى الدور الذى قدمته دارين وهو ما ساعد على ظهورها فى مشاهدها بشكل معنف نفسيا وجسديا حيث تلعب دور الشخصية المعنفة من قبل زوجها الممثل حسن فرحات المدمن على لعب القمار والذى يصب غضبه على زوجته من خلال اهانتها وضربها فتقرر الهروب مع ابنتها لكنه يمنعها ويحرمها من رؤية الطفلة وهنا تلجأ للمساعدة من امرأة تمتلك فندقا.
 

 
دارين حمزة

 

أما القصة الموازية للعنف ضد المرأة هو ما يقدمه «وسام» وهو شاب لبنانى متزوج من امريكية يتعرض هو الآخر للعنف من زوجته التى تمنعه من رؤية ابنته وعندما يعود إلى لبنان يلتقى بدارين فى المطار ويستمع إلى مشكلتها لينتهى الفيلم بزواجهما وباسترجاع ابنتها. «دارين حمزة» قالت خلال العرض الخاص للفيلم أن الفيلم يقدم رسالة مهمة عن حقوق المرأة ولكن للأسف اكتشفت خلال التصوير الكثير من حالات العنف ضد المرأة بسبب عدم وجود قانون يحمى المرأة.

 

وتابعت «دارين»: العنف ضد المرأة حقيقة موجودة وفى لبنان كل طائفة لها قوانينها الخاصة وكل امرأة تعيش حسب «ملة» زوجها ولا توجد حقوق عامة اجتماعية لحمايتها ومن الواجب أن تحصل المرأة العربية على حقوقها وفى مقدمتها نبذ العنف المتبع ضدها. وأكدت أن الدور كان صعباً بسبب التعنيف الجسدى وتعرضت بشكل حقيقى لعنف كبير لدرجة أن عظامى «تكسرت» ولكن كلما تذكرت خلال التصوير أن هناك زوجات يعيشن هذا العنف ويتعرضن لعاهات مستديمة يهون عليه هذا الألم.

 
 
 

ابطال العمل اثناء العرض الخاص
 

«عادل سرحان» مخرج الفيلم قال خلال العرض الخاص أن قانون منع التدخين الذى أصدره البرلمان اللبنانى وتطبقه الحكومة ليس أهم من اصدار قانون للعنف الأسرى وهذا الهدف العملى للفيلم وأشار إلى أن الفيلم أجرى مفارقة بين اسرتين فى لبنان والولايات المتحدة وهناك عنف أسرى متبع ولكن كيف نتعاطى السلطات اللبنانية مع العنف؟! وكيف يكون رد فعل السلطات الأمريكية تجاه نفس العنف؟! وقال: من الصعب أن نكون فى عام 2013 ونجد أن عندما تذهب الزوجة لتشكو زوجها فتطلب منها السلطات الاعتذار وإما أن يكون الحق عليها!