الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قرار إدارة المصلين للمساجد «كارثة» .. وباب خلفى للأخونة




حالة من الجدل تشهدها مساجد مصر عقب إعلان وزارة الأوقاف عن لائحة جديدة للمساجد تقضى بان تكون مجالس المساجد فى مصر بالانتخاب من المصلين ، حيث ستنص على انتخاب رؤساء مجالس المساجد من رواد بيوت الله من المصلين، وذلك على غرار انتخابات النوادى، واشترطت فى العضو ان يكون تقيا معروفاً عنه حسن السمعة.
 
فقد تباينت آراء المصلين والمترددين على المساجد فيقول محمد معوض من الجيزة أن هذا الأمر صعب التطبيق وبه مشاكل كثيرة ، حيث ستحدث نزاعات يصبح المسجد طرفا فيها لان النزعة العاطفية والشللية ستغلب على ادارة المسجد لاسيما فى المحافظات التى يعرف فيها عائلات كبرى فقد تسيطر عائلة على ادارة المسجد وتستغله لصالحها ن ولذلك لابد وان تلتزم وزارة الاوقاف بتشكيل مجلس ادارة المسجد سيمنع النزاع.
 
اضاف انه من الممكن ان يسمح بانتخاب مجلس ادارة المسجد فى المجامع الاسلامية الكبرى التى تضم مسجداً ومستشفى ومعهداً بحيث يكون المجلس مختصرا على تقديم المساعدات واعانة المجمع على ممارسة دوره الخدمى.
 
أما عمر أحمد من الغربية فيعتبر القرار جيداً لان هذا سيمنع الامام من توجيه المسجد لخدمة تيار معين، وسيكون بمثابة رقيب شعبى يحمى المنابر من التوجيه السياسى ، ولكن يجب أن يكون رأى هذا المجلس استشارياً تستعين به الوزارة فى تقييم العمل داخل المسجد، وذلك حتى لا نسمح بتكوين شللية فى المسجد.
بينما يرى « ص. ع» من القاهرة أن قرار الاوقاف بجعل المسجد مدار من قبل مجلس ادارة منتخب من المصلين به خطورة شديدة فى ظل التجاذبات السياسية التى نراها فى مصر حيث سنجعل المسجد بتلك الطريقة ساحة للصراع بين المنتمين للإخوان والمنتمين للسلفيين والمنتيمن للتيارات الأخرى حيث يسعى اتباع كل تيار لا سيما من السلفية والإخوان إلى السيطرة على تلك المجالس كى تؤدى دورها فى ان يكون المسجد من اهم الوسائل فى دعم توجهاتهم.
 
كما يشير أحمد مهدى من القاهرة إلى ان تلك المجالس الشعبية بالمساجد موجودة بالفعل ، ولكن للأسف وجودها وإن كان لبعضهم جهد خيرى لكن يعيق حركة الإمام وتتحكم فى كل صغيرة وكبيرة بالمسجد وبعض الأئمة ربما لقلة خبرته أو لخوفه من الصدام أو ربما لعدم معرفته بحقوقه يرضخ لهم ويكون لقمة سائغة لهم ، فلذلك من رأيى الشخصى عدم الاعتراف بهم أولى.
 
أما محمد جبريل فيؤكد ان الاعتراف بتلك المجالس سيؤدى للاقتتال من رواد المسجد على هذا المجلس وسيزيد الشقاق بينهم وسيحشد كل منهم لنفسه.
 
كما يقول محمد البكش : «حسبى الله ونعم الوكيل فى هذا القرار فهو باب خلفى لأخونة المساجد، فماذا يبقى عندما يتحكم الاهالى فى الامام بحجة مجلس الادارة وممكن لو ماكنش على هواهم يطلبوا نقله ويمشوا المسجد بحجة مجلس الادارة ويبقى الامام موظفاً تحت أيد مجلس الادارة.
 
من جانبه يوافق أحمد عبد النبى على عمل مجلس إدارة بالمسجد ولكن بشروط أهمها أن يكون الإمام رئيس مجلس الإدارة ليس شرفيا وإنما تكون كلمته مسموعة وله الحرية الكاملة فى المسجد ولا يتصرف أحد فى أى شىء إلا بعد أخذ رأيه .
 
كما يطالب أيضا بأن تلغى الصناديق فى المسجد ولا تجمع تبرعات فى المسجد ويكون مجلس الإدارة مسئولا عن ذلك ويكون لهم اشتراك شهرى يدفعونه ويصرفون على المسجد من جيوبهم الخاصة وبذلك نقطع الشك باليقين لأن الأيام الماضية أثبتت أن حاميها حراميها.
 
اعتراضات الأئمة
 
فيما لاقت تلك الفكرة اعتراضات من قبل بعض الدعاة حيث أكد الشيخ صبرى عبادة وكيل اوقاف الغربية «ان الغاء ادارة المسجد من قبل وزارة الأوقاف واختيار مجلس بالانتخاب من قبل المترددين على المسجد امر خطير قد يؤدى لسيطرة تيار ما على المساجد فى مصر وتوجيهها بعيدا عن رسالة الأزهر والأوقاف فينشر الاسلام الوسطى.
 
وطالب عبادة وزير الاوقاف العدول عن هذا القرار انقاذا للمساجد حتى لا تتحول لأماكن للنزاع السياسى او السيطرة من قبل فصيل دينى معين.
 
كما انتقد محمد البسطويسى نقيب الدعاة بنقابة «الأئمة والدعاة المستقلة» القرار، الذى أصدره الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، الخاص بتنظيم العمل داخل المساجد، بتشكيل مجلس إدارة لكل مسجد عن طريق عقد جمعية عمومية من رواد هذا المسجد، ووصف القرار بـ«الكارثة»، حيث يؤدى لوجود تحزبات فى دور العبادة.
 
وقال إن رواد المساجد يختلفون فى الأفكار والتوجهات، ويجب على الإمام أن يجمع الناس، ليلتفوا حوله ويكون هو ولى الأمر، ويطيعوه فى شأن المسجد، مؤكداً أن وجود انتخابات داخل المسجد، تعد فرصة لمن لا يتوافق مع الإمام ليتربص به.
 
 كما يوضح الشيخ محمد يوسف الجزار إمام بالأوقاف أن هذا القرار لما تأكدت الأوقاف قديما من مساوئه الكثيرة اصدر الدكتور زقزوق قرارا بالغائه فقد كانت تلك المجالس سببا للسرقة والفساد والافساد باسم الدين والامام لم يكن يستطيع التحكم فى المسجد او اى جزء من اجزاء عمله.
 
وحول رد وزارة الاوقاف قال الشيخ سلامة عبد القوى المتحدث باسم وزارة الاوقاف ان تلك الفكرة تأتى لربط المصلين بالمسجد ومشاركتهم فى اعماره ، وستظل وزارة الاوقاف هى المشرفة بحكم القانون على المساجد وتوجيه الدعوة فيها أما مجالس الادارات سيكون لها دور فى تطوير المسجد واعماره.
 
أضاف أنه من المقرر أن تشكل جمعية عمومية لكل مسجد يرغب فى ذلك من المصلين الذين يترددون على مساجد بعينها بإشراف إمام المسجد من رواد المسجد تراعى بها عدة شروط للعضوية عند التقدم بطلب العضوية اهمها حسن السمعة والقدرة على الادارة ، بحيث يترأس أول اجتماع للجمعية العمومية إمام المسجد كرئيس لإدارتها كى يتم انتخاب مجلس الإدارة ثم ينتخب مجلس الإدارة رئيسا له ويتوقف تشكيل مجلس إدارة المسجد من عدمه على رأى الرواد.