الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

21 عملاً فى «مشاهد من الذاكرة المنسية» للحضارة المصرية




ليس ما يدور حولنا فقط هو ما يمكن التعبير عنه فنياً وتشكيلياً بل هناك رصيد من الموروث الشعبى والحضارى يكمن فى وجدان وأعماق وذاكرة كل فنان، وأن استدعاء هذه الذاكرة المنسية للتراث الحضارى والتاريخ المصرى الأصيل الفرعونى الإسلامى والقبطى بكل ما فيها من رموز وإشارات وعناصر لها دلالات، أصبح الاستدعاء والاستلهام ضرورة وطنية ودافعا وحافظاً على الهوية المصرية لما تتعرض له مصر من هجوم على التاريخ والحضارة الإنسانية، من هذا المضمون جاءت أعمال الفنان الدكتور أشرف عبد القادر بعنوان «مشاهد من الذاكرة المنسية» المقام بقاعة الشهيد أحمد بسيونى بكلية التربية الفنية بالزمالك، عرض الفنان21 عملاً فنياً، يناقش المعرض قضية الشكل والتقنية وتأثيرهم على التعبير الفني.

الأعمال المعروضة جمعت بين الرؤيا التصويرية المعاصرة وتميل إلى التعبيرية والتجريدية، وبين استخدام الفنان للعديد من الخامات البيئة المستهلكة وإعادة صياغتها وتشكيلها وتوظيفها وتوليفها للوصول إلى الشكل الجمالى والتعبيري، هذا النوع من الأعمال الفنية غير التقليدية يصعب تكرارها لما لها من خصوصية، وذلك فإن من أهم متطلبات هذا النوع من الأعمال الفنية أنها تحتاج لوقت وجهدا وتأمل وفكر فلسفة وبحث فى صفات وقيمة الخامات قبل اختيارها واستخدامها، وأن الاختيار العشوائى التوظيف الخامات بجانب بعضها قد يضعف من القيمة التعبيرية، تفوق عبد القادر فى استخدام خامات تقليدية الشكل ابتكارية التوظيف، وتوصل لحل المعادلة الصعبة فى اختيار الخامة التى تحقق له الجانب الجمالى والرسالة والمضمون التى يبعث بها من خلال الأعمال.
اختار الفنان لكل عمل موضوعاً وحالة فنية تراثية استدعى فيها عناصر تصف وتوثق التاريخ الإنساني، لم تخل اللوحات من حاله فنية فلسفية وهى لقاء الحضارات من خلال الخامات، فنجد فى بعض الأعمال أنها تمثل الفكر الفرعونى البنائى والهندسى فى تنظيم وترتيب الخامات، كما استخدم الخامات والعناصر التى تقترب بشكل تمثيلى للزخارف الإسلامية الهندسية والنباتية فى عده تشكيلات بالإضافة للخامات التى تعبر عن الموروث الشعبى للبيئة المصرية مثل الكف والنجمة والعين لما لها من دلالات شعبية ومعتقدات وأساطير، استلهم من الفن القبطى الأيقونة القبطية التى وضعها فى أحد الأعمال ومن حولها تتلاقى العناصر والخامات التى تعبر عن كل حضارة فى تتداخل وتتابع.
تحدث الفنان عبد القادر عن أعماله بالمعرض قائلا: يغلب على الأعمال أسلوب التجريد التعبيرى الأميل للفانتازيا، إن هذا التعبير يخلق معادلا موضوعيا للامرئى ليشكل قاعدة تساعد المتلقى على التواصل وتفهم البعد الجمالى لتشكيلات الرمز الصوري،  والرموز والأشكال لا تخلو من مسحة أسطورية تعطى بعدا له إسقاط واقعى من عمليات التحول الجذرى للمجتمع الآن، فالأعمال تحمل قدرا من وضوح الرؤية بقدر ما تختزن من إيحاءات للموروث الشعبى والتراث الحضارى القديم الذى له دلالات حية فى الحاضر.
وأضاف: لم أستخدم الخامات التقليدية التى يستخدمها المصورون بل أستخدم خامات خاصة أجرى عليها العديد من التجارب الفنية وهى الألياف الصناعية مثل البوليستر والنايلون، حيث تعاملت معها بأسلوب الكبس على البارد والساخن مع استخدام مواد للصق، فأمكن الحصول منها على تأثيرات ملمسية متنوعة تتداخل فيها الألوان وتخلق فراغات متنوعة تظهر من خلالها أرضيات ملونة لامعة ومعتمة لتعطى فى النهاية تأثيرات جمالية متباينة ولتتكامل التجربة، الخامات المكملة كبقايا الزجاج الملون والمرايا والخيوط والخرز للتوصل لتأثيرات لونية وتدرجات شبيهة بضربات الفرشاة.