الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هند خليفات: السخرية هى وجه الحياة بدون «ميك أب»





هند خليفات .. كاتبة وفنانة تشكيلية أردنية، تكتب موضوعات وأزمات المرأة العربية بغلاف ساحر من السخرية، ترفض الحديث عن أعمالها، مفضلة أن تتركها هى تتحدث عن نفسها لقرائها، عند سؤالها عن أعمالها التشكيلية ترد بسخرية: أرسم أحيانا فوق منديل على طاولة المقهى، أما رأيها فى عملها الصحفى فتقول: أنا لا أغطى الأخبار، أنا فقط أعريها...
لفت كتابها الأخير (نسوان 1/2 كم) الأنظار بقوة، حتى وصفها الكاتب اللبنانى جهاد الخازن بأنه «يشيل الهم عن القلب» كما وصفها بأنها أظرف امرأة فى الأردن ... عن كتابها ورؤيتها للسخرية دار هذا الحوار:
 
 
 
■ أنت كاتبة وفنانة تشكيلية وصحفية .. كيف توفقين بين هذه الاهتمامات؟
- لا أوفق أبدا، أنا منذورة لأى عاصفة لونية أو حروفية، وليس لدى شركات هائلة تنتظر إصداراتي، أحيانا أرسم فوق منديل على طاولة المقهى، فالأمر فى عالمنا العربى لا يحتاج إلى إلى  توفيق من الله، كما أننى لا أغطى الأخبار كصحفية، أنا فقط أعريها لهذا أنا كاتبة صحفية.
■ صدر لك مؤخرا كتاب (نسوان ½ كوم) وهو كتاب ساخر .. هل السخرية موجهة للمرأة أم للرجل أم للحياة؟
- إنى نذرت ألا أكلم إنسيا فى موضوع كتابي، لأن الكتاب الآن يحبو فى المكتبات، وقادر للحديث عن نفسه أكثر مني، أنا حملته بروحى 9 شهور وخلال مخاض نشره حلفت ألا أعيد الحديث فيه، لأن كل مرة أتحدث فيه تغضب منى الجارات ويخاصمنى زملائى بالعمل، فأى عمل لا يرضى عنه النساء والرجال هو ابن ضال.
■ هل كتابك يعد ردا ومعارضة لكتاب أحلام مستغانمي: (نيسان.كوم)؟
- سيدى أسهل وسيلة للانتشار فى العالم العربى الجاف عاطفيا أن تغرقهم بحكايا الحب والخيبات تماما كتسونامى المسلسلات التركية المدبلجة، تلك بضاعة مزجاة ليس لى بها ناقة ولا باخرة، أنا بالاسم فقط مهدت بطريقة ساخرة حول نسوان، لكنه أمر فكاهى فقط بالاسم، أنا استخدمت بالمقدمة جملة شهيرة لمستغانمى وحورتها لـ«أحبيه حب الضرة لضرتها وانسيه كما تنسى رشة ملح على الطبخة»..
متن الكتاب لا يصلح لمتعاطى الحبوب المسكنة للخيبات، هى فى الحقيقة حبوب شطة وفلفل أضعها على لسان كل من يريد أن يتلفظ بأى كلمة أننا يجب أن نحيا .. فالحياة والحرية قيمة مطلقة لا أنصاف بها ولا نسب، ولا تقبل القسمة ولا الكسور.
■ وصف الكاتب اللبنانى جهاد الخازن كتابك بأنه (يشيل الهم عن القلب) ووصفك بأنك أظرف امرأة فى الأردن .. ما رأيك؟
- حين تَذكُر الكاتب الكبير جهاد الخازن بالأردن فالأمر جدا جدلي، لكن أنا حين كتب عن كتابى غردت ثانى يوم قائلة: حين يذكر الخازن فى مقاله اليومى ألا يحق لى أن أتوقع أن يذكره «روبرت فيسك»؟!...  لست أطول ولا أجمل ولا أذكى ولا أمهر امرأة فى الأردن، فدعنى أتمنى أن أكون الأظرف على الأقل.
■ برأيك .. هل السخرية طريق لتغيير الواقع أم شكل من أشكال المقاومة؟
- هى وجه الحياة بدون «ميك أب» وبدون «كونسيلر» أو خاف للعيوب، فهى لا هذا ولا ذاك، هى وجهى ووجهك ووجه السيدة التى تقرأ الآن هذا الهذيان وتماما كوجه هذا الرجل الذى يقرأ وهو يطبق على أسنانه غيظا.
 

 
■ هل تجاوزت المرأة العربية مرحلة أن تكون تابعة للرجل؟
- لم يذكر الله فى كل الكتب السماوية أن الرجل مركز الكون والمجرات، على الرجال أن يتوقفوا عن ترديد حكاية التابع والمتبوع فى تفصيل حقوق الإنسان، أو حتى حقوق  الحيوان، أنا لا أتبع سوى ظلى وأكذوبة التابع والمتبوع تستخدمها الدول فى الحروب النفسية لمزيد من الرهبة والتملك، وأظن أن قصدى واضح.
■ كيف تفسرين ندرة الكتاب الساخرين فى العالم العربي، فى حين أن الكتاب المكتئبين أكثر من الهم على القلب؟
- نصف الشعب العربى ساخر مُر إن لم يكن من الحاكم بأمر الله «دام ظله» فمن زوجته وحماته، والدليل أن لو تجولت فى ربوع الصفحات التفاعلية لوجدت أمة ضخمة من الساخرين، والبقاء للكتابة الساخرة بين كل الأنواع، لأنها كتابة ذكية ومكثفة ورشيقة، أن تكون ساخرا فمعناه أنك تجيد حتى كتابة الشعر وتلقيط حواجب الفكرة!
■  هل أنصفت ثورات الربيع العربى المرأة العربية؟
- تساءلت قبل عام ونصف العام بمقال «أين نساء الثورة يا رجالة»، وأتوقع أنه كالعادة نحن المضحوك علينا ولا الضالين آمين، خرجنا للميادين، تم سحلنا، والتنكيل بجدنا السادس عشر، وحين تم تقسيم الأنفال السياسية قامت جماعة الرجال المستأسدين بسلب الثورة، وتركت لنا منها الشوك الذى مازلنا نقلعه من أيادينا حتى مؤخراتنا حتى اليوم .. ففى تونس مصر وحتى ليبيا أين نساء الثورة يا رجالة؟!