الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوزير وتلميذ السرطان!
كتب

الوزير وتلميذ السرطان!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 25 - 02 - 2010



أسباب الترصد الإعلامي بأحمد زكي بدر


1


- لا بالتصريح ولا بالتلميح، صدرت عن وزير التعليم الدكتور أحمد زكي بدر عبارات بالسماح بضرب التلاميذ في المدارس، ورغم ذلك تلقي عليه هذه التهمة الظالمة، وكأنها حقيقة مسجلة.


- كل ماحدث أن الوزير كان يتحدث عن التعليم في مجلس الشوري، وقال إن القانون قد منع ضرب التلاميذ في المدارس، والآن بدأ عصر ضرب المدرسين وإهانتهم.
- شدد الوزير علي ضرورة إعادة الهيبة للمدرس، فنسبوا إليه أنه صرح بضرب التلاميذ، وكلما وقع حادث ضرب أرجعوه فوراً إلي التصريح الكاذب المدسوس علي الوزير.
2
- التلميذ "سيف" مريض السرطان هو آخر الضحايا، واتهمت والدته مدرس مادة الرياضيات بأنه ضربه ضرباً مبرحاً، حتي كسر ذراعه، لأنه عجز عن الإجابة عن سؤال صعب.
- بمجرد علم الوزير بالواقعة، أمر بالتحقيق فوراً فيها، وقال: "إذا كان غلطان وثبتت عليه عملية الضرب فهو لا يصلح كمدرس، ولابد من عزله".
- المدرس لابد أن يأخذ حقه العادل في الدفاع عن نفسه، خصوصاً أن والدته تعمل مدرسة في نفس المدرسة "الطبري"، والمدرس المتهم بضرب ابنها زميل لها في المدرسة، وهذا يتطلب معرفة الظروف والملابسات.
3
- البلاغ الأول الذي تقدمت به الأم لم يكن يتضمن الكسر بل كدمة شديدة، ثم تقدمت بمحضر للشرطة تتهم فيه المدرس بكسر ذراع ابنها.. ولابد من التحقيق في البلاغ.
- الوزير ذهب بنفسه إلي المدرسة صباح أمس، واستمع إلي أقوال المدرسين والطلبة، وطلب سرعة الانتهاء من التحقيقات حتي يتخذ القرار العاجل والمناسب.
- المدرس برئ حتي تثبت إدانته، وقال لي الدكتور بدر إنه سيبتره إذا ثبت أنه كسر ذراع التلميذ، وعلي لسانه أقول: المدرس الذي يضرب تلميذاً سيطرد فوراً من وظيفته.
4
- الملاحظة الأولي هنا هي أن الهجوم علي وزير التعليم كان متوقعاً منذ تعيينه، وقبل ذلك بكثير، واستقبلته الصحف الخاصة والفضائيات بهجوم منظم وفي كل الاتجاهات.
- سبب الهجوم معروف، وهو أنه ابن الوزير الراحل زكي بدر، الذي كان هو الآخر رحمه الله جريئاً وحازماً ومتشدداً، ولا يتهاون ولا يتراجع، مهما تعرض للهجوم.
- السبب الثاني هو أن الدكتور أحمد نفسه، فيه نفس الصفات وهي الصراحة والجرأة والحزم والتشدد.. فقررت الصحف الخاصة والفضائيات أن تتعامل معه علي طريقة "ادبح له القطة".
5
- الملاحظة الثانية هي أن جزءاً من الهجوم يرجع إلي اصطدامه المبكر بالإعلاميين في الوزارة، بعد أن قرر السماح فقط لأعضاء النقابة بتغطية أنشطة النقابة، وحرم الهواة والمتدربين.
- طبعاً، من حق الوزير أن يفعل ذلك، لأن النقابة نفسها تعاني منذ سنوات طويلة ممن يخترقون صفوفها، وتحاول أن تضبط الممارسة من غير الصحفيين، وعجزت عن ذلك.
- لما كانت الصحافة الخاصة تعتمد علي هواة ومتدربين، فقد جاء القرار ضد مصالحهم، فقرروا أن يترصدوا للوزير، وهؤلاء هم أيضاً الذين يقومون بالإعداد في الفضائيات.
6
- لم يكتف الوزير بذلك، بل منع حضور الصحفيين للاجتماعات التي تعقد في الوزارة حفاظاً علي السرية، لأنه لا توجد جهة أخري في مصر تسمح للصحفيين بالحضور علي الهواء مباشرة سوي وزارة التربية والتعليم.
- استبدل الوزير ذلك، بإصدار بيان عن الوزارة أو عقد مؤتمر صحفي، لأنه لاحظ فور توليه منصبه أن جميع الأخبار والأسرار تكون عند الصحفيين قبل المسئولين، مما يهدد آلية العمل في الوزارة.
- لم يعجب القرار الصحفيين، لأن ذلك يتعارض مع ما تعودوا عليه في السنوات الأخيرة، لدرجة أن أحد الصحفيين قال للوزير: "معادنا بكرة أنا هحضر معاك الاجتماع مع الوكلاء".
7
- أحمد زكي بدر عنيد، ولن ينجح أحد في أن يدبح له "القطة" ولا حتي "الكلب"، وله رؤية واستراتيجية لتطوير التعليم، وهو منظم ومنضبط، والتعليم في أمس الحاجة إلي وزير بنفس المواصفات.
- قراره بالتعامل في الوزارة مع أعضاء النقابة يعيد هيبة المهنة ووقارها واحترامها، وعلي الصحف نفسها أن تكون علي نفس المستوي، وأن تقوم بتعيين المحررين المتميزين حماية لهم.
- لن يتوقف الهجوم عليه، لأن هناك من يحرك ويحرض، والوزير قرر أن يواجه حالة الترصد الإعلامي بمزيد من الهدوء والشفافية ووضع الحقائق كاملة أمام الرأي العام.


E-Mail : [email protected]