الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

في الذكري الـ24 لتحريرها..طابا.. معركة انتصار الإرادة المصرية




احتفلت مصر أمس بالذكري الـرابعة والعشرين لرفع العلم علي كامل التراب الوطني في طابا في 19 مارس عام 1989، ووجهت القوات المسلحة التحية الي الشعب بصفة عامة، وإلي اهالي محافظة جنوب سيناء بصفة خاصة، بمناسبة العيد القومي للمحافظة الذي يوافق  ذكري تخليص المدينة من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر 22 عاما.. أعداد محدودة من أبناء وأنصار الرئيس السابق حسني مبارك، توجهت إلي مستشفي المعادي العسكري، والذي يرقد بداخله مبارك  للاحتفال بعيد تحرير طابا وتنظيم وقفة تضامنية مع الرئيس الذي قاد المعركة القانونية والدبلوماسية لاستعادة هذه المنطقة.

ربما لا يعرف كثير من أبناء جيل الشباب عن تحرير طابا سوي انها اجازة رسمية، رغم انها معركة تجسدت فيها كل عناصر الملحمة بداية من دور القوات المسلحة في حرب أكتوبر التي استردت الأرض وفتحت الطريق للسلام الذي تكلل بمعاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية ثم عودة سيناء في أبريل 1982.
تقع طابا علي رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخري. وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كم جنوبا، وتجاورها مدينة ايلات، تمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء.
بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وانسحابها من مساحة تزيد علي30 ألف كيلو متر مربع من سيناء نشأ الخلاف حول10 كيلو مترات حاولت إسرائيل أن تظفر بها  بادعاء أنها داخلة في نطاق فلسطين تحت الانتداب. وكانت معاهدة السلام قد نصت علي انسحاب إسرائيل من سيناء إلي ما وراء الحدود الدولية وحددت المعاهدة أن هذه الحدود الدولية هي الحدود المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب.
وعندما اشتدت الأزمة بدأت المفاوضات بين مصر وإسرائيل وشاركت فيها الولايات المتحدة وقعت مصر وإسرائيل اتفاقا في25 إبريل82 يقضي بحل الخلاف عن طريق التفاوض فإن لم تصل المفاوضات إلي حل يكون اللجوء إلي التوفيق أو التحكيم.
فشلت المفاوضات التي شاركت فيها أمريكا وحاولت إسرائيل أن يكون الحل عن طريق التوفيق لكن مصر رفضت بقوة وصممت علي التحكيم حاولت إسرائيل أن تجعل مهمة هيئة التحكيم بحث الحدود بين مصر.. وأصرت مصر علي أن تحصر مهمة هيئة التحكيم في سؤال واحد محدد: أين الموقع الحقيقي لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وأهمها العلامة 91 وهل قامت إسرائيل بتحريك هذه العلامات للتلاعب في حقائق الأرض أم لا؟
نجح فريق القانونيين المصريين في وضع مشارطة التحكيم في صياغة دقيقة لا تعطي إسرائيل فرصة التحايل أو المماحكة، وشكلت مصر فريق الدفاع من أكبر الخبراء ذوي المستوي العالمي وكان هذا الفريق من 24 خبيرا منهم 9 من أقطاب الفكر القانوني وكان بينهم د.وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد وحامد سلطان ويوسف أبو الحجاج ويونان لبيب رزق ومفيد شهاب وغيرهم من الدبلوماسيين والاكاديميين والمتخصصين و8 من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية.
قدمت هيئة الدفاع المصرية آلاف الوثائق  والمذكرات  والأسانيد الجغرافية والتاريخية والقانونية وزارت هيئة التحكيم مواقع علي الطبيعة في سيناء وكانت إسرائيل قد لجأت إلي اللعبة التقليدية التي تجيدها بتغيير معالم المنطقة لفرض أمر واقع جديد.. وأقامت فندقا في طابا ليكون مسمار جحا ولا يكون أمام مصر إلا قبول استمرار ملكية إسرائيل الفندق أو التسليم بحق الإسرائيليين في الانتقال إلي منطقة طابا دون جوازات سفر كما طلبت بعد ذلك.. وكل ذلك كان موضع رفض قاطعاً.. وكانت هذه معركة أخري.
وحين صدر حكم هيئة التحكيم مؤيدا حق مصر في طابا أوجدت إسرائيل أزمة جديدة في التنفيذ وأعلنت أن مصر حصلت علي حكم لمصلحتها ولكن التنفيذ لن يتم إلا برضا إسرائيل وبناء علي شروطها ولكن القيادة المصرية استمرت علي صلابتها وشجاعتها ورفضت كل العروض والمناورات الإسرائيلية وكان آخرها طلب إعطاء إسرائيل مركزا متميزا في طابا.