الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المادة 67 هي صمام الأمان (1)
كتب

المادة 67 هي صمام الأمان (1)




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 28 - 02 - 2010


تحمي البلاد من الضياع والفوضي والمزايدات والانقلابات والمحظورة


1


- لا أكشف سرًا إذا قلت: إن الرئيس مبارك كان قد قرر أن يقوم بتعديل الدستور في عام 2004 وليس في 2005، ولكن عندما ظهر بوش في الصورة مطالبًا بإصلاحات ديمقراطية في مصر والسعودية، قرر الرئيس أن يرجئ ذلك.


- حرمه الرئيس من متعة الإحساس الزائف بأن له دورًا في صناعة الديمقراطية في العالم، وكانت الرسالة الواضحة من مبارك لبوش هي أن التغيير يكون لصالح الشعب المصري وليس بضغوط أمريكا.
- لم يفهم بوش الرسالة حتي ترك منصبه غير مأسوف عليه، واصطدمت كل محاولاته الفاشلة بجدار الكرامة الوطنية، فهو لا تعنيه أبدًا الديمقراطية في مصر، ولكنه يضغط للحصول علي امتيازات وقواعد عسكرية.
2
- بعد الإعلان عن تعديل الدستور في عام 2005، أربكت المفاجأة - التي لم يعلمها أحد - الإدارة الأمريكية، وذهب ديفيد وولش السفير السابق بالقاهرة يسأل الرئيس: هل غيرت مصر سياستها تجاه مصر؟
- كان سؤالاً غريبًا وأعقبه بسؤال آخر: لماذا لم تبلغونا بتعديل الدستور ولو قبلها بساعتين؟.. ورد عليه الرئيس مؤكدًا أنه لو تسرب الخبر لأمريكا قبلها بنصف ساعة كان سيرجئ التعديل مرة أخري.
- مبارك أراد أن يؤكد مرة أخري أن الإصلاحات الديمقراطية لمصر وليست لأمريكا، وإنه لا أمريكا ولا أوروبا ولا بوش ولا كونداليزا ولا غيرهم، يستطيع الضغط علي مصر في أمور هي من شأن شعب مصر.
3
- العناد المصري في رفض الضغوط الخارجية لا يرتبط بفكرة الكرامة الوطنية فقط، ولكنه يستند أيضًا إلي اعتبارات موضوعية تؤكد أن ما يصلح هناك ليس بالضرورة أن يصلح هنا.
- لهم عاداتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم الخاصة بالحريات الدينية والشخصية وأشياء أخري كثيرة مرفوضة تمامًا، ويمكن أن تحدث اضطرابات وفوضي عارمة.
- في بلادهم تنفصل البنت عن أسرتها عندما تصل سن البلوغ لتقيم بمفردها، وعندهم زواج الشواذ، والأديان المختلطة، وغيرها من الأمور التي لا تنفع في مجتمعاتنا، وعندهم أيضًا مونيكا.
4
- هذا الكلام معناه أن شعارات التغيير المستوردة، ليس ضروريا أن تكون صالحة للاستعمال في بلادنا، وأن خداع الناس بعبارات معسولة وأحلام وردية، لن يكون لها وجود علي أرض الواقع.
- البرادعي مثلاً يري أن إصلاح التعليم يكون بإلغاء مجانية التعليم بزعم أن الدروس الخصوصية جعلت التعليم غير مجاني، وهو كلام يعني أن نحرم نصف الشعب المصري من التعليم أصلاً.
- البرادعي أيضًا - لا يؤمن بنسبة ال50٪ عمال وفلاحين في المجالس المنتخبة ويطالب بإلغائها، ولكن الإبقاء علي هذه المادة أفضل ألف مرة من إلغائها، وحرمان غالبية المصريين ممن يمثلهم ويدافع عن مصالحهم.
5
- نأتي بعد ذلك للمادة 76 التي يطالب البعض بتغييرها، رغم أن هذه المطالب أثيرت أثناء مناقشتها، وأكد عدد كبير من القانونيين أن إلغاءها هو أخطر شيء علي الحياة السياسية في مصر.
- فالمادة الخامسة من الدستور تنص علي أن النظام السياسي في مصر يقوم علي التعددية الحزبية، وهذا معناه أن الأحزاب هي الأصل، وهي عصب النشاط السياسي في الدولة.
- الدول المتقدمة ديمقراطيا في العالم لا تعرف المستقلين، ولا يمكن لشخص لم يمارس السياسة في الأحزاب ولم يخض الانتخابات في حزبه أن يكون مرشحًا للرئاسة مرة واحدة.
6
- المادة 76 بوضعها الحالي هي صمام الأمان، فأخطر شيء هو أن يتم انتخاب رئيس مستقل لا تسانده أغلبية في البرلمان، فيصبح لعبة في يد الأحزاب، وتحركه كيفما تشاء.
- رئيس لا حول له ولا قوة، ويستطيعون أن يسحبوا منه الثقة كل يوم، ويخضع للابتزاز والضغوط، ويتسول تأييد النواب حتي يساندوه، فلا يدعمه أحد.
- الرئيس المستقل يعرّض أمن البلاد واستقرارها للخطر، لأنه لن يكون صاحب سلطة أو رأي أو قرار، رئيس بلا عزوة ولا نفوذ ولا حزب قوي يدعم مواقفه.
7
- المادة 76 بوضعها الحالي تمنع الانقلاب علي الدستور، ولنا تجارب مريرة قبل الثورة هي التي أدت لقيام الثورة، وثم تغيير الحكومة 5 مرات في ستة أشهر لعدم وجود حزب له أغلبية.
- الرئيس المستقل سيفتح الباب علي مصراعيه لاقتسام السلطة والمغانم والمنافع، ولن يكون دوره هو الحفاظ علي مصالح الناس، بل الدفاع عن كرسيه المهتز دائمًا.
- التردي والضعف لن يكون من نصيب الرئيس المستقل فقط، بل سينعكس ذلك علي الحكومات التي ستجد نفسها مضطرة للاستقالة مرتين أو ثلاثًا في العام، بسبب المزايدات الحزبية.
8
- المادة 76 بوضعها الحالي تحمي البلاد من المزايدات الانتخابية، وإذا كان البرادعي قد اعتدي علي الدستور بتأكيده أنه سيعطي حزبًا للإخوان المسلمين، فما بالنا بمزايدات المرشحين الآخرين؟
- المرشح القوي الذي يسانده حزب قوي لن يكون مضطرًا إلي ممالأة الاخرين علي حساب الوطن، وما أكثر الممالئين الذين تكتظ بهم ساحة العمل السياسي.
- ماذا يستفيد المنصب الرئاسي إذا ترشح له هواة الشهرة، أو الذين يطمعون في الحصول علي نصف مليون جنيه يقررها القانون لمن يرشح نفسه لمنصب الرئاسة؟
9
- المادة 76 بوضعها الحالي تحمي مصر من الضياع، فليست المسألة هي أنها تضيق النطاق لمصلحة فلان أو علان، ولكن الهدف في النهاية هو صد الجماعات المتطرفة والمحظورة.
- المحظورة تلعب علي المستقلين وعلي البرادعي، حتي يمهد لهم الطريق للعبث بمنصب الرئاسة، وهم يتصورون أن ذلك يمكن أن يحدث بسذاجة وبلاهة.
- الجيش لن يقف متفرجًا لو حدث ذلك لا قدر الله فلن يترك مصير الوطن في يد المتطرفين.. ولذلك فالحفاظ علي المادة (76) يقي البلاد من أخطار كثيرة.


ومازال للحديث بقية


E-Mail : [email protected]