الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أمهات الشاشة يرونها الأولى بالتكريم :«أم الشهيد» بطلة «عيد الأم»




يحفظ لنا تاريخ الفن المصرى عدداً من الوجوه عرفناها فى دور الأم المصرية الأصيلة التى لا تختلف عن أمهاتنا.. ومن أبرزهن فردوس محمد وعزيزة حلمى وأمينة رزق التى أبدعت فى دور الأم رغم أنها لم تكن أما فى يوم من الأيام..


 
 
 
ماما "نونه" يجب تكريها على الشاشه

تلى هذا الجيل الفنانة كريمة مختار أو «ماما نونة» التى يناديها الجميع سواء بالوسط الفنى أو خارجه بـ«ماما كريمة».. أقل ما نقدمه للأم فى عيدها.. هذا الملف الذى يتحدث فيه الفنانون عن الأم وصورتها الجديدة التى كشفت عنها بعد الثورة.. لتخلع صورة الضعف والاستسلام وتضع بدلاً منها صورة قوية متحدية صامدة.. تقدم أبناءها شهداء للوطن دون ضعف أو تردد.. وتكمل مسيرتهم بعد رحيلهم إنها الأم المصرية التى قدمت الكثير ولا تزال تملك الأكثر الذى تقدمه كنهر فياض وقت الحاجة.
 
كريمة مختار أو «ماما نونة» كما يطلقون عليها واحدة من أبرز من قدم شخصية الأم فى الأعمال الفنية وكونت مدرسة مستقلة بذاتها عمن سبقوها بتقديم الأم سواء فى السينما أو التليفزيون.
ماما نونة تحدثت فى عيدها مؤكدة على سعادتها بما قدمته فى تاريخها للأم المصرية متمنية أن تأخذ أم الشهيد حقها على شاشة السينما وترفض فى الوقت ذاته فكرة تحريم يوم عيد الأم الذى تنتظره كل أسرة لتكريم عمودها الفقرى.
■  قدمت نماذج لأمهات مختلفة منذ بدايتها فى الحفيد وحتى «ماما نونة» ما التغير الذى ترين أنه طرأ على الأم؟
- مشاعر الأم ستظل واحدة منذ بداية الخلق وحتى قيام الساعة لكن المتغيرات التى تحكم المجتمع وتؤثر عليه تنعكس على البشر والأم هى جزء أساسى من هذا المجتمع فمثلاً زمان كانت كلمة الطلاق من العيب أن تخرج على لسان الزوج أو الزوجة ويتم معايرتهما بمجرد انهما قالاها لكن الوضع الآن اختلف فمعدلات الطلاق زادت وبالتالى اصبحت الأم المطلقة عليها أن تكون الأب والأم فى ذات الوقت فهى ليست مسئولة فقط عن تربية الأولاد ولكن هى امرأة عاملة تسعى لكسب ما تستطيع أن تفتح به البيت وتنفق على اولادها وهذا وعليها اكثر صلاة ويعتبر ذلك نموذجاً بسيطاً من المتغيرات الخطيرة التى أثرت فى تكوين الأم.
■ وهل ترين أن شخصية الأم ظلمت على الشاشة؟
- بالفعل لأن الأعمال التى يكون بطلها «أم» بسبطة ولا تعد على أصابع اليد الواحدة وهذا يرجع إلى أن الأعمال الفنية سواء سينما أو تليفزيون يكون التركيز فيها على الشباب لأنهم هم المستقبل ومع هذا فهناك أعمال تذكر فيها اسم الأم الأكثر فمن ينسى أفلام أمينة رزق وفردوس محمد وعزيزة حلمى أشهر أمهات السينما المصرية.
■ وهل تأثرت بهذه الأسماء وأنت تجسدين شخصية الأم فى أعمالك الفنية؟
- أنا أحترم أى ممثلة قدمت دور الأم على الشاشة واعتبرهن اساتذتى لكن عندما قررت أن اقدم شخصية الأم كان فى ذهنى تكوين شخصية مستقلة عن أمينة رزق وفردوس محمد الذى اعشقهما حيث قدمت شخصية الأم وأنا فى سن صغيرة ولم يكن فى ذهنى عندما بدأت أن ابحث عن البطولة المطلقة وهذا افادنى جدا على مدار مشوارى ولست نادمة على التخصص فى أدوار الأم وأشعر أننى عملت تاريخاً مشرفاً.
■ هناك اتجاه بعد الثورة لتقديم نموذج أم الشهيد فى أعمال سينمائية وتليفزيونية. فما تعليقك؟
- أم الشهيد موجودة فى تاريخ مصر على مر العصور المختلفة ولم تستحدث بعد الثورة فالأم المصرية طول عمرها لها دور مشرف فى الأزمات والحروب حيث يتم امتحانها فى أعز ما تملك وهو «فلذة كبدها» لذلك أعتقد من أبسط حقوقها أن نبرز معاناتها على الشاشة.
■  من أكثر الأمهات اللاتى تأثرت بهن وأنت تقدمين شخصيتها على الشاشة؟
- هناك أكثر من عمل تركن بداخلى أثراً نفسياً كبيراً بسبب قسوة الظروف التى تعرضن لها ومن هذه الأعمال فيلم «الفرح» الذى قمت فيه بدور أم خالد الصاوى والتى يؤثر موتها فى حياة ابنها بشكل كبير هذا النموذج كان جديداً تمامًا علىَّ أيضًا فيلم «ساعة ونصف» كان مؤثر جدًا فى نفسى على الرغم أن دورى فيه لا يتعدى مشهداً واحداً فقط نموذج الأم التى تتعرض لظلم أبنائها للأسف مؤثر جدًا فى المجتمع وكان أكثر لحظة صعبة تعرضت لها خلال هذا الفيلم عندما انتابنى شعور الأم التى تفقد ابنها بجانب شخصية «ماما نونة» التى قدمتها فى مسلسل «يتربى فى عزو».
■ما أكثر الهدايا التى تسعدك يوم عيد الأم؟
- أسعد جدًا عندما استيقظ فى هذا اليوم وأجد تليفونات من أشخاص أغراب عنى يتصلون ليعيدوا علىَّ ويعتبر أول شخصية يقول لى «كل سنة وانتى طيبة» هو الطبيب المعالج فهديته أسعد بها أكثر من هدية أولادى أيضًا معايدة أولادى الفنانين والمعجبين كل هذا يسعدنى ويهون علىَّ الدنيا.
■ وما تعليقك على الفتوى التى خرجت من أحد المشايخ تحرم يوم عيد الأم وتعتبره بدعة؟
- هذا يوم تنتظره كل أم لتسمع كلمة حلوة من أولادها وهدية جميلة حتى لو كانت وردة تشعر من خلالها أنهم لم ينسوها فما الحرام فى ذلك فعيد الأم هو اليوم الذى تكرم فيه كل أسرة «عمودها الفقرى».
 

دلال عبدالعزيز: يجب ألا ننسى أمهات شهداء رفح
قدمت الفنانة دلال عبدالعزيز تحية لأمهات جنود رفح الذين استشهدوا فى شهر رمضان الماضى وقالت: لا يجب أن ننسى هؤلاء الأبطال التى راحت دماؤهم فى سبيل مصر مثلهم مثل شهداء حرب 1973، وغيرها من الحروب التى مرت بها مصر واستشهد فيها الكثير من أبنائها فى سبيل مصر موضحة أن مازال قبلها يؤلمها حتى الآن على هؤلاء الجنود ويجب أن تكرم أمهاتهم فى عيد الأم تقديرًا لهم ولأبنائهم.
وأضافت دلال قائلة قدمت العديد من الأدوار للأمهات وبأشكال كثيرة ولكن من أفضل ما قدمت هو دور الأم فى مسلسل «الهروب» مع كريم عبدالعزيز والذى خلعت فيه عباءة الأم التقليدية التى تعود عليها المشاهدون وأظهرت الأم السياسية التى تشارك أبناءها فى الحياة السياسية والعلمية وأنهت دلال حديثها داعية لشهداء مصر بالرحمة ولأمهاتهم بالصبر وقالت تحضرنى مقولة تتكرر كثيرًا بين الناس وهى «أن اليتم هو يتم الأم» وأيضًا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الأم الذى ذكرها ثلاث مرات وهذا دليل على تقدير الأم فى السنة النبوية وهذا أكبر تكريم للأمهات على مجهوداتهم لما يقدمونه بحياتهم.
 

 
 
 
تيسير فهمى: جاهزة لتقديمها بدون مقابل
على الرغم من تجميدها لكل مشاريعها الفنية.. أبدت الفنانة تيسير فهمى استعدادها القيام بدور أم الشهيد بدون أى مقابل مادى وذلك لإيمانها بقضية هؤلاء الأمهات وأضافت قائلة: تجسيد أم أى شهيد شرف لى ولأى مصرية خاصة أنها تتألم وتتميز بقوة ومقدرة على الاستمرار والنضال مكان ولدها. على الرغم من انها تقدم أغلى ما تملك وهو ابنها فداء للوطن، فهى الأجدر بالاحترام بعد دور البطل الذى ضحى بشبابه وبنفسه. وعن أدوار الأمهات التى ستقدم عبر الدراما والتليفزيون فقالت فهمى: «نحن نمر بمراحل ثورية تحول المجتمع كله ويجب أن يتأثر المبدعون أن يعدلوا من شكل المجتمع الذى يقدمونه فى الأعمال الفنية وأهمها شخصية المرأة سواءً أمًا أو فتاة أو سيدة عاملة أو غيرها، خاصة أننا تغيرنا من داخلنا وأصبحنا أكثر قوة ونقف أمام المشاكل بدلا من اظهار الضعف والبكاء.. ولكننى أرى بشأن أم الشهيد أنه مهما حاولنا تجسيد شخصيتها وتأثرنا بها لن نجسد نصف آلامها ومعاناتها الحقيقية».
 

 
 
مريم ناعوم: الأم المصرية كسرت طوق الاستسلام واحتضنت الثورة
أكدت الكاتبة مريم نعوم أن صورة الأم المصرية يجب أن تخرج من سياق الطيبة والاستسلام طوال الوقت، خاصة أن السيدة المصرية حاليًا أصبحت قوية ولها إرادة.. حيث قالت: «الزمن تغير وعلى الرغم من إبراز الدراما والسينما لأهمية دور الأم فى المجتمع بوضوح إلا أنه هناك الكثير من الأعمال التى تحصر دور المرأة فى الاستسلام بينما المرأة المصرية استطاعت أن تثبت للجميع أنها ليست ضحية بل إن لديها إرادة قوية وعندما تريد شيئًا تناضل حتى تأخذه وتحصل عليه.
وأضافت قائلة إن أحداث المجتمع يجب أن تتم انعكاسها على شكل الأم والسيدة فى الدراما خاصة أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الأم مهما تعرضت لمصائب فى حياتها تستمد منها القوة، ووضعها فى قالب السيدة المغلوب على أمرها يكون غير واقعى بناء على تطور وتغير المجتمع.
 

 
 
 
محمد ناير: وضعت أمى مكانها فى «المواطن إكس»
 
يهتم المؤلف محمد ناير بالتحديات الموجودة داخل شخصيات المجتمع المختلفة خاصة شخصية «الأم» التى بدأ بتفجير انفعالها فى مسلسله «المواطن إكس» والذى أظهر فيه شخصية أم الشهيد الذى فجر قضيته ثورة 25 يناير.
قال ناير: «وضعت أمى مكان أم الشهيد وتخيلت كيف سيكون رد فعلها لو كنت أنا الابن المفقود. ووجدت أن هذه الأم تتحمل الكثير من الآلام النفسية وتعمدت عدم الاستعانة بأى نموذج حى لأم الشهيد حتى لا أزيد أوجاع أحد».
وأضاف ناير: «يجب أن يتطور الشكل الذى يقدم به صورة الأم فى السينما والدراما بل إننا بحاجة لتغيير منظومة الفن كله لأنها يوجد بها خلل فى العديد من الشخصيات التى لم تتجدد منذ سنوات، فالمرأة بشكل عام والفتيات أصبحن يشاركن بمسيرات مختلفة.. كما أن أم الشهيد نفسها تطورت فهى لم تستسلم للوضع بل منهن من تناضل للحصول على حق ابنها ومنهن من تضرب نفسها بالحذاء لاختيارها من قتل ابنها فى مظاهرة. حتى إن شخصية أم «المواطن إكس» لو كنت أكتبها حالياً لكانت ستتغير شكلا ومضمونًا نظرًا للتغييرات الموجودة بعد مرور عامين على الثورة.
وقال «تستهوينى شخصيات الأمهات المركبة خاصة أنها لها أحاسيس ومشاعر طبيعية، وهذا ظهر فى شخصية الفنانة شويكار بمسلسل «سر علنى» والتى أصيبت بالشلل فور معرفتها بفقدان ابنها، كما أثرت فى مسلسل «فيرتيجو» أن دعوة الأم أهم سلاح فى المجتمع بل إنها أقوى من هجمات الأمن المركزى والجيش.