الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السفير التونسى: تجاوزنا مرحلة القلق سياسيا.. المتشددون لم يؤثروا على هوية المجتمع




أكد محمود الخميرى سفير تونس ومندوبها بجامعة الدول العربية رفض بلاده للتدخل العسكرى فى سوريا، مشددا على ان بشار الاسد ليس رجل المرحلة القادمة فى سوريا وقال فى حواره لـ«روزاليوسف» ان التواصل السياسى بين مصر وتونس فتح آفاقا جديدة فى العلاقات بين البلدين مؤكدا خطورة التيارات الدينية المتشددة فى تونس غير انها لم تؤثر على نمط الحياة فى المجتمع التونسي، مشيرا الى ان الوضع السياسى فى تونس تجاوز مرحلة القلق فى ظل حالة الوفاق التى وصل إليها مجموع القوى السياسية هناك، متمنيا انتهاء الفترة الانتقالية هناك قريبا بعد اقرار الدستور الدائم واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، حتى تقيل الحكومة الجديدة الاقتصاد من عثرته.. وإليكم نص الحوار:
 

■ كيف تقيم العلاقات المصرية التونسية فى الوقت الحالي؟
- علاقاتنا مع مصر بعد الثورة تقوم على التواصل بين البلدين والالتقاء بين الثورتين التونسية والمصرية فتح افاقا جديدة فى العلاقات بعد مرور الفترة الانتقالية، وهناك لجان تعاون ثنائي، من خلال بعض اللجان المتخصصة خاصة بعد مقابلة مع وزيرة التعاون الدولى  المصرية مع وزير التجارة التونسى للنظر فى اللجنة العليا واللجنة التحضيرية وبعد لقائى منذ أشهر مع وزير التعاون الدولى الذى اعطى تعليمات لتحرك لتشكيل لجان متخصصة متعددة لإعداد مشاريع برامج التعاون والاتفاقيات التى بين البلدين ثم عرضها على اللجنة العليا.
■ ما أهم الاتفاقيات التى ابرمت وما توقعاتك بشأن مستقبل العلاقات فى الفترة القادمة؟
- هناك اتفاقيات فى العديد من المجالات خاصة فى مجال الشباب والرياضة، التبادل التجارى وصل إلى 530 مليون دولار فى أواخر العام الماضى ورغم الظروف الراهنة  التى يمر بها البلدان وتراجع النقل البرى عبرالشقيقة ليبيا، الا اننا تجاوزنا هذه الظروف، وهناك اعداد لبرامج تعاون فى مجال التعليم العالى والتربية والتكنولوجيا والاتصال والزراعة والسياحة بالاضافة الى التواصل فى المجال السياسى  بخلاف الزيارات واقربها زيارة وزير الخارجية التونسى.
■ كيف تجاوزتم ازمة الحدود مع ليبيا وتوقف النقل البرى الذى اثر على التجارة بين مصر وتونس؟
- ليس لدينا مشكلة مع مصر وليبيا ولكن ليبيا لديها ظروف فى بعض الترتيبات واللقاءات نتيجة للأوضاع الامنية وهناك تعاون مع السلطات الحدودية وتواصل دائم بيننا وبين الشقيقة ليبيا.
■ ما رأيك فى التجربة الاسلامية فى مصر وتونس؟
- نحن مازلنا فى الفترة الانتقالية ولم نحكم عليها حتى الآن.. التحديات كبيرة وتتطلب تتضافر جهود جميع الاطراف السياسية ولابد ان نحتكم لصناديق الاقتراع فى اطار ائتلاف تشكيلة عريضة من الاحزاب  للبرلمان القادم..  ونجاح التجربة الاسلامية يتطلب تكاتف الجهود فى ظل  تحديات اقتصادية واجتماعية وتنموية بالدرجة الاولى.
■ ما أهم الملفات العالقة  فى تونس حتى تنجح التجربة الاسلامية؟
- انتهينا من وضع المسودة الاولى للدستور والتصويت عليها سيتم فى يوليو القادم.. ونحن متفقون على مجموعة اجراءات، هناك ما يسمى بالدستور المؤقت مازالت تونس تستخدمه وهو ينظم العلاقة بين السلطات.. وفى النهاية الجميع سيتفق على طريق محدد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ويجب على الرئيس المنتخب ان يعين الحكومة من قبل الحزب الفائز فى انتخابات التشريعية.
■ هل القلق الذى يسيطر على المشهد السياسى هو سبب تأجيل وضع الدستور واجراء الانتخابات؟
- نوعا ما تجاوزنا القلق بعد تشكيل الحكومة الجديدة وكان هناك تفاهم من جميع الاطراف عند تشكيل الحكومة الحالية وقد وضعت ورقة سياسية فيها نقاط اتفق الجميع عليها عبر مشاورات سياسية.
القلق السياسى سببه بعض الاطراف من النظام السابق .. فمن مصلحتهم عدم نجاح الثورة والتفاف الشعب حول ثورته وطبيعى فى كل مرحلة انتقالية يوجد بعض المشاكل فهناك ثورات قامت على صراعات دموية فى بعض البلاد ولكن كانت الثورة التونسية والمصرية  ثورات حضارية سلمية ليس هناك روح الانتقام.
■ هل هناك كبت للحريات من جانب بعض التيارات الاسلامية المتشددة خاصة فى مجال الثقافة؟
- بعض الاحداث المتفرقة وقع بالفعل ولكنه لم يؤثر فى مجال الثقافة.. والدستور التونسى الجديد يؤسس على حرية الابداع وكفالة الحريات فبعض التيارات ليس المقصود بها (النهضة ) لأن حزب النهضة هو حزب معتدل واطروحاته معتدلة ومنفتحة على الحوار والدليل ما حدث فى تشكيل الحكومة الجديدة من وفاق وطنى افرزته الثورة.. والتيارات  المتشددة نفوذها محدود لم تؤثر على انماط المجتمع التونسي.. الثورة جاءت لحريات لأن الحريات كانت مفقودة  لاننا تخلصنا من نظام قمع الحريات فهناك ما يسمى بالحراك الاجتماعى والثقافى فى تونس  يبنى على الحوار والاقناع .
■ وما أسباب تراجع السياحة فى تونس ؟
- دائما الوضع الامنى والسياسى والاستقرار هو الذى يؤثر على الاستثمارات خاصة فى مجال السياحة والدول الغربية تراقب الاوضاع فى بلداننا وهناك مخاوف الى حد ما من تحويل وجهة السياحة ولكن هناك جهود فى هذه الفترة لمنع حدوث هذا التحول  من خلال اقامة المعارض فى المانيا ورومانيا وغيرها من الدول الاوروبية لاعادة تنشيط السياحة وهناك اقتناع من شركات سياحية عالمية بأنه لا يوجد مخاوف سياحية كبيرة.
■ كيف ترى علاقة تونس بدول الاتحاد الاوروبى؟
- أصبحت اكثر تميزا بعد الثورة، نحن متوسعون مع الاتحاد الأوروبى للحصول على مرتبة الشريك المتميز وبالفعل وقعنا فى 19نوفمبر الماضى على اتفاقية للحصول على مرتبة الشريك المتميز.. هذا الاتفاق يخول لتونس تعزيز مسارات الشراكة الاقليمية والدولية ويجسد ثقة دول الاتحاد الاوروبى فى مسار الانتقال الديمقراطى وهذا الاتفاق يرتكز على مخطط عمل يمتد لأربع سنوات ودول الاتحاد الاوروبى تتكفل بتقديم الدعم المالى والفنى والاستشارى للاصلاحات التى تشمل العديد من القطاعات الاقتصادية والسياسية والتشريعية والمالية والاجتماعية والثقافية وسيتوج هذا لاحقا بالتوقيع على الاتفاق التبادل الحر بين تونس والاتحاد الاوروبى مما يعطى امتيازات تجارية وتنشيط المعاملات الاقتصادية .. وقبل الثورة كان موضوع الحريات وقمع الحريات كان يعرقل هذا الاتفاق.
■ هل هناك رغبة فى الغاء التأشيرات على الحدود بين مصر وليبيا؟
مع مصر لم يتم الغاء التاشيرة بل هى مجرد تسهيلات لتنشيط الحركة السياحية.
■ ما رأيك فى مؤتمر اصدقاء سوريا فى تونس والذى اتفقت فيه دول الخليج على الاعتراف بالمجلس الانتقالى السوري؟
- الاعتراف بالمجلس الانتقالى السورى كان فى اجتماعات الجامعة العربية.
■ هل تؤيد  التدخل العسكرى فى سوريا؟
- موقفنا ضد التدخل العسكرى فى سوريا لأن له انعكاسات خطيرة ونساهم من خلال الجامعة العربية فى اصدار قرارات لتمكين المعارضة من حضور اجتماعات الجامعة العربية  ولابد من انتخاب هيئة تنفيذية اوحكومة مؤقتة فى سوريا والمعارضة ستشارك فى  اجتماعات الدوحة.
■ هل تتوقع رحيل بشار الاسد قريبا؟
- بشار فقد شرعيته بعد ان استهدف شعبه بالقصف والطيارات والصواريخ،  كان بودنا ان تحل الأزمة فى اطار عربى لتخفيف الاضرار والمبعوث الاممى الاخضر الابراهيمى لم يستطع حل القضية رغم محاولاته .. لكن بشار الاسد ليس رجل المرحلة المقبلة.