الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
المنتفعون من النظام!
كتب

المنتفعون من النظام!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 03 - 03 - 2010



مزادات الابتزاز السياسي تشتعل في الأيام المقبلة
1
- بعض الذين ينسبون أنفسهم للنظام هم عبء علي النظام ويسيئون إليه ويشوهون صورته، مع ثقتي الكاملة في أن نظام الحكم في مصر يتعامل مع الجميع علي قدم المساواة، فليس له شلة أو مقربون.. نظام لكل المصريين.
- الحقيقة المؤكدة هي أن النظام لا يحمي منحرفاً، خصوصاً الأسماء التي تنسب لنفسها أنها صديقة فلان أو علان، وربما اقتنعوا الآن بأن ذلك لا أساس له من الصحة بعد تحويل شخصيات كبيرة إلي المحاكمة.
- بعض ضعاف النفوس وراغبي التسلق ينسبون لأنفسهم حكايات وعلاقات حول علاقتهم بكبار المسئولين، ويستثمرون ذلك ويتاجرون به.. وفي الغالب الأعم هو استغلال زائف يقترب من النصب.
2
- لا أتصور مثلاً أن أحداً يستطيع أن يزعم أنه قريب من الرئيس، ومن خلال متابعتي لما تنشره وسائل الإعلام، فالرئيس يتابع جميع الأنشطة والأشخاص متابعة دقيقة ومتأنية بنفسه وليس عن طريق وسطاء.
- ومن خلال متابعتي أيضاً لما تنشره وسائل الإعلام فالرئيس يتصل بالسياسيين وشخصيات من أحزاب المعارضة وأساتذة جامعات وغيرهم من الشخصيات العامة، ويتبادل معهم الرأي والحوار في القضايا المطروحة علي الساحة.
- الرئيس أيضاً يهتم بأن تكون القنوات مفتوحة بينه وبين المواطنين العاديين، سواء في جولاته الميدانية، أو من خلال المؤتمرات واللقاءات التي يحضرها ويسأل في قضايا وموضوعات تمس حياة الناس وظروفهم المعيشية.
3
- نفس الكلام ينطبق علي كبار رجال الدولة، ولا أتصور أن المجموعة القريبة من الحكم يمكن أن تكون لهم شلة أو أصدقاء فهم يعملون في مناصب تحتم عليهم المشي علي الصراط المستقيم.
- لا أزعم أنني عالم ببواطن الأمور، أو عندي معلومات خاصة في هذا الشأن، ولكنني أتابع الشأن العام، وتستفزني جداً مجموعة من المنتفعين والمدعين الذين ينسبون لأنفسهم أشياء وعلاقات غير حقيقية.
- مثل هؤلاء المدعين قد يستمرون لبعض الوقت، ولكنهم لا يصمدون طويلاً وسرعان ما تنكشف ألاعيبهم، ويكون عقابهم مزدوجاً من الرأي العام الذي يكشف أكاذيبهم ومن الدولة التي تلفظهم بعيداً.
4
- موضوع آخر.. الابتزاز السياسي.. لم تعد السياسة علماً وفناً بل ابتزاز، لم تعد الديمقراطية هي حق التعبير وإنما حق الابتزاز، ولم يعد الحصول علي الحقوق بالقانون، بل بممارسة الابتزاز.
- انظر حولك في كل المشاكل والأزمات، يكون التظاهر والتحريض والمبالغة والمغالطة وترديد الشائعات والأكاذيب وغيرها من الوسائل الملتوية هي الباب الملكي الذي يقود إلي الحلول، ولا شيء غير ذلك.
- الاستمرار في هذا المسلك سوف يؤدي إلي كارثة، لأنه يعطي السيادة لأصحاب الصوت العالي والمتاجرين بالشعارات وبآلام وهموم الناس، وفي كل الأحوال هي ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل.
5
- أسوأ صور الابتزاز ما تمارسه بعض وسائل الإعلام، التي تعطي الحق في استباحة كل شيء، وتحرم الآخرين من حقهم في الرد والتوضيح واللجوء إلي القضاء إذا لزم الأمر، اللجوء للقضاء أصبح سُبة وكارثة.
- من حق وسائل الإعلام أن تسب وتشتم وتدعي وتلفق، ولكن ليس من حق الضحايا أن يردوا اعتبارهم، وإذا تجرأوا ولجأوا إلي القضاء، فهم يغتالون حرية الصحافة ويقتلون الهامش المحدود.
- بعض وسائل الإعلام تحمي نفسها بالابتزاز وليس بالقانون، وتغتال حقوق الآخرين بالابتزاز وليس بالشفافية، وتلعب أدواراً مشبوهة لا تمت للحرية ولا للديمقراطية من قريب أو بعيد.
6
- أسوأ صور الابتزاز أيضاً الابتزاز السياسي الذي يأخذ شكل توظيف مشاكل الناس وأزماتهم لتحقيق منافع شخصية، لا علاقة لها بمشاكل الناس وأزماتهم.
- كل يوم يتم تجريب أشكال وألوان من الابتزاز، آخرها الفرقعة الإعلامية بخصوص "البرادعي" ومحاولة توظيفها واستغلالها في تحقيق مكاسب سياسية.
- الأيام المقبلة ستزداد سخونة مزادات الابتزاز السياسي بسبب الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. والكل يتصور أنها موسم جني المكاسب.
7
- "المحظورة" والذين يلعبون معها نفس اللعبة، هدفهم الأول والأخير هو زيادة درجات الغضب والحقد عند الناس واستثمار مشاكلهم، حتي يكونوا قابلين للاشتعال في أي لحظة.
- كلما انفرجت الأزمات، سُحبت السجادة من تحت أقدامهم، لأن الناس لن يلجأوا إليهم، وهم لن يجدوا مشكلة يشعلون النار فيها، ويصبحون "عاطلين سياسة".
- مسلسل الابتزاز اليومي لن يتوقف، وعملية البحث عن أزمات ومشاكل لتفجيرها واستثمارها هي السياسة المعتمدة لدي "المحظورة" وأتباعها، ولكن الناس بدأوا يكتشفون الحقيقة بأنفسهم.


E-Mail : [email protected]