السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النقض ليس معناه البراءة!
كتب

النقض ليس معناه البراءة!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 05 - 03 - 2010


هل يستفيد هشام من أخطاء المحاكمة الأولي؟


1


- كان طبيعيا أن تقبل محكمة النقض الطعن في حكم الإعدام الصادر ضد هشام طلعت مصطفي والسكري، لإتاحة فرصة أخري لمحاكمة عادلة، لأن الحياة لا يمكن استرجاعها إذا كانت هناك ذرة براءة.


- حكم محكمة النقض ليس معناه البراءة، ولكن معناه إتاحة فرصة أخري للمحاكمة، أمام دائرة أخري، وهذا معناه العودة إلي نقطة الصفر، وإلي نفس أجواء الصخب المثير.
- السؤال هنا: هل يستفيد هشام وهيئة الدفاع عنه من أخطاء المحاكمة الأولي، ويهيئون الأجواء لمحاكمة هادئة، أم تعود ريما لعادتها القديمة؟
2
- أولاً: الحكم لله، ولم تشأ محكمة النقض أن تلف حبل المشنقة حول المتهمين، طالما وقرت في عقيدتها ذرة شك تتعلق بإجراءات المحاكمة وإتاحة فرصة أخري في الحياة.
- ثانياً: الحكم ليس معناه أن القاضي السابق الذي أصدر حكم الإعدام كان مترصدًا أو سيئ النية، ولكنه طبق صحيح القانون من وجهة نظره واجتهد ووصل إلي قناعة تامة بالحكم الذي أصدره.
- ثالثاً: لا يجب الزهو والخيلاء من جانب المحامين، لأن المشوار مازال طويلاً، وليس صحيحاً بالمرة أن الحكم كان في جيب "فلان" المحامي، ومن يزعم ذلك يضرب العدالة في مقتل.
3
- رابعاً: هل تستمر الفرقعة الإعلامية والضجيج الصاخب، وتعود نفس الحكايات والروايات المثيرة حول القتيلة وعلاقاتها وأزواجها أم تلجأ المحكمة الجديدة لحظر النشر وتوفير أجواء هادئة للمحاكمة؟
- خامساً: هل يستفيد هشام من فرصة إعادة المحاكمة ولا يضيعها من يده مرة أخري، باختيار هيئة دفاع تدافع عنه ولا تسيء إليه وترعي قضيته، لا أن تبحث عن الشهرة؟
-سادساً: مازال السؤال مطروحاً من الذي قتل سوزان تميم؟ ومازال المتهم هو هشام والسكري، ومازالت القضية في منتهي الصعوبة.. ومازالت البراءة بعيدة، ومازال حبل المشنقة موجوداً في المشهد.
4
- ضمير القاضي كان السبب وراء نقض الحكم، وليس نفوذ هشام ولا سطوة المحامين، ولا الذين كانوا يراهنون علي البراءة فأحكام الإعدام لا يتم تأييدها إلا بيقين تام.
- قضاة النقض بالذات هم الأكثر خبرة وكفاءة وأقدمية بين كل قضاة مصر، وحينما يحتكم القاضي إلي ضميره - خصوصا في قضايا الإعدام - فلا يهديه إلي الحقيقة إلا الله سبحانه وتعالي.
- أحيانا تكون القاعدة هي أن يفلت من العدالة ألف متهم خير من أن يدان بريء واحد.. ويلتمس القاضي البراءة للمتهم ولو من خرم إبرة.. لأن العدالة التامة لا تتحقق إلا في السماء.
5
- إعادة محاكمة هشام سوف تعيد من جديد فتح كل الملفات التي تم غلقها.. المال والسلطة والنساء.. وهل هشام هو الذي قتلها؟ أم أنها مكيدة ومؤامرة؟
- هل هو صراع مع ديناصورات آخرين، دسوا عليه هذه المرأة ودبروا مؤامرة قتلها ليخلو لهم الجو ويتخلصون من منافس قوي في عالم التجارة والبيزنس؟
- هل كان هشام علي علم بأزواجها السابقين والحاليين، أم أنها خدعته وصورت له أنه الرجل الوحيد في حياتها؟.. وهل تستحق القتل أم لا؟
6
- رأيي الخاص أن الجولة الثانية من المحاكمة ستكون أكثر صعوبة من الجولة الأولي لعدة أسباب أهمها الضغوط الرهيبة التي ستواجهها المحكمة من كل الأطراف.
- وأهمها - أيضا - أن سوزان تميم لم تكن امرأة عادية، ولكنها كانت متعددة العلاقات والأدوار، خيوطها متشابكة ومعقدة وألغازها أكبر بكثير من الأشياء المعلومة.
- وأهمها أن كثيراً من الأدلة والقرائن دخلت مرحلة البرودة بسبب طول إجراءات المحاكمة.. دم سوزان نفسها لم يعد بنفس السخونة.
7
- أؤكد مرة ثانية أن النقض ليس معناه البراءة، وأن الطريق أمام هشام مازال طويلاً ومحفوفًا بالمخاطر، وأن احتمالات البراءة تتساوي مع الإدانة، وتساوت الكفتان.
-وأتوقع أن يقل اهتمام الرأي العام بالقضية لأنها ستصبح مثل المسلسل البايخ الذي جذب الناس مرة ولن يجذبهم في الثانية، للشعور بالملل والتكرار.
- وأتوقع ألا يكون الحكم علي هشام في المرة الثانية هو الإعدام.. صحيح أن سوزان لم تكن تستحق القتل، ولكنها هي التي سارت في الطريق إلي النهاية.


E-Mail : [email protected]