الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كارم محمود الكروان الطيب




نادرًا ما يجتمع فى فنان جمال الصوت وهدوء الطبع ودماثة الخلق والالتزام وبالرغم من اجتماع هذه الصفات فى المطرب الراحل كارم محمود فإنه لم يأخذ حقه فى التكريم فى أى عصر فهو صاحب «أمانة عليك يا ليل طول» و«عنابى» و«على شط بحر الهوى» و«سمرا يا سمرا» وغيرها من عشرات الألحان الراسخة فى وجدان محبيه.
 
ولد كارم محمود فى السادس عشر من مارس عام 1922بمحافظة البحيرة وورث حلاوة الصوت عن جده قارئ القرآن وقام بدراسة الموسيقى العربية واتقنها وأهلته ليصبح بطلاً للسينما الغنائية من أوائل الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات وبرع محمود وانفرد فى مجال الأوبريتات الغنائية وكان أشهرها «العشرة الطيبة» و«أمجاد يا عرب أمجاد» وعلى مدار مشواره الفنى كان حريصًا على الابتعاد عن السلطة إيمانا منه أنها لا تصنع فنانًا وكان ثمن ذلك اسقاطه من قوائم التكريمات وظل تكريمه الحقيقى هو ترديد أغانيه على مدى أكثر من نصف قرن.
 
 صلاح الشرنوبى: أغنياته تتميز بالسهل الممتنع
 
الموسيقار صلاح الشرنوبى يعتبر كارم محمود واحدلً من الاصوات الشرقية الاصيلة التى يصعب تكرارها من ناحية العزوبة والرقة وأكد أن صوته كان بعيداً كل البعد عن النشاز ودائما ما كان يطور نفسه ويدرب صوته باستمرار وساعده على ذلك دراسته فى معهد الموسيقى العربية التى اصبحت اغنياته تدرس فيه بعد ذلك.
 
ويقول الشرنوبى: رغم ان كارم يمتلك الصوت الساحر فقد رزقه الله سبحانه وتعالى بموهبة أخرى وهى التلحين، حيث كان يلحن لنفسه ولغيره ومع هذا لم يحبس صوته فى الاغنيات التى يلحنها حيث تعاون مع عدد من الملحنين على رأسهم محمود الشريف وحلمى امين وقدم معهم انجح الاعمال سواء الاغنيات المنفردة او الاوبريت فهو يؤمن أن المطرب الذى يلحن لنفسه لا يسطيع ان يكتشف فى صوته مناطق جديدة مثل التى يكتشفها فيه ملحنون اخرون على عكس فريد الاطرش ومحمد فوزى اللذين لم يغنيا الا من ألحانهما.
 
وأشار الشرنوبى الى ان صاحب «عنابى» و«أمانة عليك يا ليل طول» لم يحصل على التكريم الذى يستحقه وهذا حال معظم مطربي جيله وهذا قد يكون ناتجا عن ان كارم محمود لم يكن يهتم بالشللية وليس منخرطاً فى الوسط الفنى او منحاز لأى تيار سياسى وكان همه فى المقام الاول هو فنه.
 
هانى مهنى: ملك من ملوك الأغنية الشعبية
 
الموسيقار هانى مهنى يرى أن كارم محمود استطاع أن يرتقى بالفن الشعبى لما يمتلكه من مهارة ارتجال الموال حتى لو استمر فى غنائه لساعات طويلة وإذا أعاد يكون بطرق مختلفة وهذا الإبداع لم يكن موجودًا لدى الكثير من المطربين حتى عبدالحليم حافظ نفسه لم يكن يمتلك هذه المهارة حيث كان يحفظ المواويل من الملحنين ويحاول أن يلحق بركب جيل كارم محمود فى الغناء الشعبى لذلك أعتقد أن كارم يستحق عن جدارة لقب ملك الغناء الشعبى المتوج على عرشه والذى خاطب به كل طبقات المجتمع المختلفة وغير مفهومه . ويضيف مهنى قائلا: الذى يعرف كارم محمود ويغوص فى بحر موسيقاه يجد أنه فنان مصرى أصيل نادر الوجود وقدوة حسنه سواء فى حياته الفنية أو الشخصية فقد كان يحافظ على صوته ويعتبره كنزًا يجب المحافظة عليه فلا يجهده فى التدخين أو الشرب ويحرص على النوم المبكر حتى حياته الخاصة كانت بعيدة عن الوسط الفنى وقام بتربية أولاده أفضل تربية وجعلهم يصلون إلى أفضل المناصب. 
 
أهم أعماله
 
■ الخمسة جنيه - إنتاج 1946 بطولة سعاد مكاوى
 
■ ورد شاه - إنتاج 1948 بطولة رجاء عبده
■ معلش يا زهر - إنتاج 1950 بطولة شادية
■ ليلة غرام - إنتاج 1951 بطولة تحية كاريوكا
■ لسانك حصانك - إنتاج 1953 بطولة شادية
■ نور عيونى - إنتاج 1954 بطولة
 
 نعيمة عاكف
 
شنودة: أطالب الإذاعة بالإفراج عن الأوبريتات التى قدمها
 
طالب الموسيقار هانى شنودة الاذاعة المصرية بالإفراج عن الأوبريتات الغنائية التى قدمها كارم محمود سواء الفردية أو الجماعية والتى يعتبرها كنزاً من كنوز الموسيقى العربية وقال شنودة: من أكثر الأشياء التى جعلتنى قدم كارم محمود كفنان هو حرصه على المشاركة فى العمل الجماعى ورفع مستواه أكثر من الأوبريت الفردى ناسياً مجهوده الشخصى على عكس مطربين آخرين الذى همهم فى المقام الأول هو العمل الخاص لهم وبجانب ذلك فإن صوت كارم محمود به شىء يجمع بين رقة الفراشة وقوة الفيل وهذا لا يتوافر فى أصوات كثيرة والذى ساعده على ذلك هو دراسته للموسيقى وحرصه على التدريس لذلك من الصعب أن نجد مطرباً يمكن أن يقول عنه أنه امتداد لكارم محمود.
 
نادر عدلى: ابتعاده عن السلطة أسقطه من قوائم التكريمات
 
الناقد نادر عدلى أكد أن ظهور جيل عبدالحليم كان سببًا قويًا فى تراجع نجومية بعض المطربين أمثال كارم محمود وإبراهيم حمودة وغيرهم وهذا جعل كارم يتوقف سينمائيًا عام 1955 وهو نفس العام الذى تعاقد فيه عبدالحليم على أربعة أفلام حيث استطاع هذا الجيل أن يخرج بالفيلم الغنائى من منطقة الكباريه والمطرب الذى يغنى وراء راقصة إلى الشارع والبيت والعمل وأصبح البطل يمتهن وظائف مختلفة غير المطرب على عكس الفترة التى جاءت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهى نفس الفترة التى خرج فيها جيل كارم محمود وقدم خلال هذه السنوات أنجح الأفلام الغنائية مثل «معلش يازهر» و«نص الليل» و«عينى بترف» اوأنهى مشواره السينمائى بفيلم «تار بايت» سنة 1954 و كان المسرح الغنائى الذى تميز بتقديمه كارم محمود وجيله مزدهرًا جدًا لكن بقيام ثورة 23 يوليو ظهر جيل عبدالحليم وظهرت معهم الأغانى الحقيقية والبسيطة ولم يستطع أن يتماشى كارم محمود مع هذه الموجة من الأغانى وأن الصدفة جعلته سببًا فى ظهور عبدالحليم حافظ بعد أن تغيب عن إحدى حفلات الإذاعة.
 
وأضاف عدلى أن كارم محمود لم يكن فى مشواره القصير مقربًا من السلطة حتى بعد ابتعاده عن الفن وسفره خارج مصر وهذا جعله يسقط من قائمة التكريمات.