الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبد الفتاح القصرى صاحب صفايح الزبدة السايحة درسته وأتمنى تقديم قصة حياته




بمجرد أن يذكر اسم عبد الفتاح القصرى لابد أن يقترن ذلك بالضحكة التى تخرج من القلب لدى الصغار والكبار ومع هذا فإن هذا العملاق بدأت حياته بضحكة وانتهت بألم.
 
فقد ولد القصرى سنة 1905 لأب ثرى يعمل فى تجارة الذهب بحى الحسين والذى الحقه بمدارس «الفرير» الفرنسية لكن حبه للفن كان مستوطناً بداخله وبدأ مشواره فى عام 1935 من خلال فيلم «المعلم بحبح» ينطلق بعدها ويقدم عشرات الأعمال السينمائية مثل «عنتر ولبلب» و«الآنسة حنفى» و«الأستاذة فاطمة» و«ابن حميدو» و«سكر هانم» وغيرها وقدم فيها افيهات خالدة مازال يتداولها الناس فهو صاحب «يا صفايح الزبدة السايحة» و«نورمندى 2» وبرغم الابتسامة التى رسمتها اعماله على شفاه المعجبين لكن القدر لم يجعل له نصيباً من هذه الابتسامة ففى نهاية حياته التى كتبت بشكل مأساوى وعندما اصيب بالعمى وهو يقف على خشبة المسرح وبعدها بأيام فارق الحياة فى الثامن من مارس عام 1964 دون تكريم من الدولة أو من الفنانين وحتى الآن لم يخرج عمل فنى يجسد سيرته الذاتية بالرغم من حياته الدرامية.
 

طلعت زكريا: تخرجت في مدرسته واتمني تقديم قصة حياته

 
كشف الفنان طلعت زكريا عن رغبته الشديدة فى تجسيد حياة الراحل عبد الفتاح القصرى فى عمل فنى نظراً للدور الذى لعبه كواحد من ملوك الكوميدية فى تاريخ السينما فى فترة الأربعينيات وحتى وفاته فى مطلع الستينيات حيث يرى زكريا أن كونه صنع لنفسه شخصية مستقلة ومدرسة على الرغم من أن عصره شهد منافسة من اسماعيل يس واستيفان روستى وشكوكو وعبد السلام النابلسى ومع هذا حقق نجاحاً منقطع النظير وقال زكريا: أهم الصفات التى أعشقها فى عبد الفتاح القصرى هو خفة دمه وحضوره الطاغى وهذا جعله يلفت الأنظار فى الأفلام التى شارك فى بطولاتها أكثر من الأبطال أنفسهم فمثلاً فيلم «ابن حميدو» الذى لا اعتبره بطولة مطلقة لإسماعيل يس بقدر ما اعتبره بطولة لعبد الفتاح القصرى فمن ينسى لازمة «نورماندى 2» و«هتنزل المرة دى» وشاهين الزلط فى فيلم «سكر هانم» لذلك عندما عرض على بطولة المسرحية التى حملت نفس الاسم اخترت أن اقدم شخصية عبد الفتاح القصرى.
 
محمود قاسم: الجمهور أجبره على ارتداء الجلباب بسبب ملامحه الشعبية
 
الناقد محمود قاسم قال لدى عبدالفتاح القصرى موهبة فنية فذة أهلته لأن يصبح واحدًا من أهم نجوم الكوميديا فى تاريخ السينما المصرية على الرغم من أنه لم يقدم بطولات مطلقة تحمل اسمه باستثناء بعض الأفلام فى بداية حياته خلال فترة الأربعينيات مثل «لو كنت غنى» مع بشارة واكيم «والمعلم بحبح» لكنه لم يحقق نجاحًا كبطل لفيلم لذلك تم إسناد الأدوار المساعدة له.
 
وأشار قاسم إلى أنه بالرغم من أن عبدالفتاح القصرى نشأ فى عائلة ثرية وتعلم فى مدارس لغات إلا أن الجمهور أجبره على خلع الملابس الارستقراطية وارتداء الجلباب الشعبى بعدما نجح فى أداء شخصية «المعلم» الذى ينتمى للحارة ويمتهن مهنة «الجزار» و«المقاول» و«الصياد» و«النجار» وغيرها من المهن البسيطة فمن ينسى دوره فى «الآنسة حنفى» مع إسماعيل ياسين و«ابن حميدو» و«عنتر ولبلب» و«حماتى قنبلة ذرية» وغيرها من الأفلام.
 
وأضاف قاسم أن القصرى كان له تاريخ مسرحى حيث شارك فى بطولة العديد من مسرحيات إسماعيل ياسين وشكوكو لكن هذا التراث ضاع بسبب عدم تسجيل هذه المسرحيات حيث كان على أيامه لم يظهر التليفزيون فمن مسرحياته «30 يوم فى السجن» و«الدنيا لما تضحك» و«الشايب لما يدلع».
 
وأكد قاسم أن عبدالفتاح القصرى لم يكن فقط تعليمه فرنساوى لكن ثقافته أيضًا وسلوكه فرنسى فى التعامل برقى واحترام مع الآخرين وهذا ذكر فى كتب المؤلفين الذين عاصروا فترته.
 
مجدى الطيب: سجنه فى الأدوار الكوميدية ظلم موهبته
 
الناقد محمود الطيب يؤكد أن عدم تكريم عبدالفتاح القصرى بالشكل الذى تستحقه موهبته سواء بإنتاج أعمال عن سيرته الذاتية أو تكريمه فى المهرجانات السينمائية ناتج عن الشروط العقيمة التى يضعها القائمون على هذه المهرجانات لتكريم الفنانين مثل أنه يكون على قيد الحياة.
 
وقال الطيب: حياة وتاريخ عبدالفتاح القصرى مليئة بالدراما التى تتنوع بين الكوميديا والتراجيديا فيكفى نهايته المأساوية عندما فقد بصره بشكل مفاجئ وهو يقف على المسرح وكان وقتها يشارك إسماعيل يس بطولة إحدى مسرحياته وفجأة وهو يمثل أحد المشاهد فقد بصره وعندما حاول أن يستغيث ظن الجمهور أن هذا جزء من أحداث المسرحية وكان هذا آخر مشهد فى حياة عبدالفتاح القصرى الفنية. وأعتقد أنه إذا حاول أى مؤلف أن يضع نهاية درامية لأعظم الأفلام السينمائى فإنه لن يبتكر نهاية مأساوية مثل نهاية عبدالفتاح القصرى.
 
وأشار الطيب إلى أن أبطال الدور الثانى مثل القصرى وزينات صدقى ورياض القصبحى لم يأخذوا حقهم فى أعمال تحمل اسمهم لأن المنتجين عندما يختارون بطلاً لفيلم سينمائى يضع فى اعتباره العامل الشكلى أولاً وهذا جعل القصرى وجيله يتم تصنيفهم فى إطار معين من الأدوار لا يخرجون عنها وهذا ظلم موهبتهم والدليل أن عبدالفتاح القصرى عندما قدم دور الشر فى فيلم «سى عمر» مع نجيب الريحانى وشخصية اللص البلطجى نجح جدًا لكنه بعد ذلك لم يعرض عليه إلا نوعية الأدوار التى تم تصنيفه فيها وهى الأدوار الكوميدية.
 
أهم أعماله
 
■ فيلم «سى عمر» انتاج 1941 بطولة نجيب الريحانى.
 
■ فيلم «ليلة الجمعة» انتاج 1945 بطولة اسماعيل يس.
 
■ فيلم «لعبة الست» انتاج 1946 بطولة تحية كاريوكا.
 
■ فيلم «ليلة العيد» انتاج 1949 بطولة شادية.
 
■ فيلم «فيروز هانم» انتاج 1951 بطولة فيروز.
 
■ فيلم «الأستاذة فاطمة» انتاج 1952 بطولة شادية.
 
■فيلم «مليون جنيه» انتاج 1953 بطولة نعيمة عاكف.
 
■ فيلم «ابن حميدو» انتاج 1957 بطولة اسماعيل يس.
 
■ فيلم «سكر هانم» انتاج 1960 بطولة عبد المنعم إبراهيم.