السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توزيع كتيبات سلفية فى الأفراح..تقليعة يرفضها الأزهر




ظهرت فى الآونة الأخيرة تقليعة سلفية جديدة هى استخدام الافراح والمناسبات فى الدعوة الى أفكار معينة مثل توزيع كتيبات عليها دعوة لحضور حفل زفاف أو عقد قران تخص الدعوة الاسلامية لاحد المشايخ أو ترويج مفاهيم معينة، وبالطبع يستغل من يقوم بالتوزيع وجود عنصر الجمهور المتجمع ويقوم بالدعاية لذلك الشيخ وأفكاره وكذلك كتبه.
 
 فيما اعترض علماء الأزهر على قيام جماعة او تيار بتوزيع كتب دينية كدعوة فرح أو داخل الافراح مؤكدين أنه طريقة جديدة للتوجيه لفكر معين.
 
ففى البداية ترى د. مهجة غالب عميد كلية الدراسات الاسلامية بالازهر ان تلك الظاهرة جديدة تماماً على المجتمع ولم نشاهدها من قبل .. ولكن ذلك الامر لا يقع ضمن المحرمات لكنه غير مستحب حيث يكون العرس احتفالا يتبادل فيه الاهالى التهانى والاحاديث عن أمور الحياة المختلفة والدعاء للعروسين بالتوفيق وتودع العروس أصدقاءها.
 
أضافت أن حفل الزفاف او الدعوة لعقد القران ليس مجالا لنشر الدعوة بمفاهيم محددة، لكن توزيع الكتب المفيدة فقط دون التعرض لمحتواها سواء كان اسلاميًا او علميًا او غيره ودون التعمد فى توجيه معين فهذا مسموح و مرحب به و لا يكون إفسادًا للاحتفال أو المناسبة.
 
بينما يشير د . سعد الهلالى استاذ الفقة المقارن بجامعة الازهر الى خطورة محاولة فرض ثقافة دينية موجهة باستغلال مناسبات اجتماعية، ويقول انه يجب نشر ثقافة الوعى بين الناس بحيث لا يعتقدون فى كل ما يتم توزيعه من كتيبات يقال انها دينية تخص الدعوة الاسلامية.
 
وأوضح أن توزيع دعوات فرح عن طريق كتيبات دينية مجانية هو جزء من ظاهرة انتشار الكتيبات التى يتم توزيعها بدون مقابل مادى اى مجانية على سبيل الهدية يتم توزيعها فى مناسبات اجتماعية او فى عيادات بعض الاطباء والتى يتم توزيعها فى وسائل المواصلات المختلفة والتى نجدها لاسماء غير معروفة يقال انهم دعاة او يقول من يقوم بتوزيعها انهم دعاة مشاهير.
 
ويحذر الهلالى من خطورة تلك الكتيبات حيث انتشر الاشخاص غير الدارسين للفقه او أصول الدين ويطلقون على أنفسهم مشايخ ودعاة ويروجون لافكار غريبة ويسبون ويشتمون والإسلام منهم براء لذلك يجب تحرى الدقة قبل قبول اى كتيب خاصة اذا كان يتناول المسائل الدينية.
 
وطالب بضرورة ان يكون هناك فعل ايجابى من قبل المواطنين عندما يجدون مثل هذه الكتيبات التى يتم توزيعها كدعوات فى الأفراح يجب الذهاب الى جامعة الازهر وعرضها على أحد الاساتذة هناك لاستبيان هل هذا شيخ دارس وما اذا كانت الآراء او الفتاوى بداخل الكتيب صحيحة ام مغلوطة .
 
كما يعترض د . مبروك عطية الاستاذ بجامعة الأزهر على استخدام المناسبات فى الدعوة للكتب او مشايخ و يقول عطية ان لكل مقام مقال .. و يضيف ان الشرع لا يوجد به ما يمنع ذلك لكنه أمر غير مستحب خاصة ان من يروج لتلك الكتيبات تكون له أغراض خاصة ورؤية معينة يريد فرضها على الحاضرين ونحن نرفض ذلك خاصة اذا كان ما يتم ترويجه هو من سبيل الدين او الدعوة الاسلامية التى تخدم مصالح سياسية و هو ما ظهر مؤخراً .
 
وشدد على أنه من الملاحظ أستغلال المناسبات كالأفراح والتجمعات مثل التجمع فى المساجد وصلوات الجمعة للترويج لافكار ومعتقدات معينة على الجمهور مؤكدا أن الحرمة من عدمها يتوقف على نوع ما يتم الترويج له فأذا كان شيئًا اجتماعيًا او دينيًا وسطيًا خالصًا اى لا يتجه الى التشدد الدينى فلا ضرر منه اما اذا كان ما يتم ترويجه له علاقة بالدعوة الدينية المختلطة بالسياسة او التى تفرض آراء متطرفة بعيدة عن وسطية ديننا الحنيف فنحن نرفضها تماما.
 
من جانبها تعتبر د. نادية عمارة الأستاذ بكلية الدراسات الاسلامية ان توزيع الكتب الدينية فى الافراح لا مانع به شرعاً ولا اجتماعياً ولكن لا يجب توجيه الجمهور ناحية وجهه معينة قبل قراءة الكتاب بحيث يترك القارئ ليكتشفه من زاويته الخاصة فمثلاً لا يجب ان تقوم السيدة التى توزع الكتاب بمدحه وعرض أفكاره من وجهة نظرها قد تكون مغلوطة فهى بذلك تشوش على الجمهور قبل قراءته للكتاب فلا يستطيع ان يقرأ أفكاره بوضوح وكما يقصد كاتبه.