الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمى الحبيبة




جاء الربيع بروعته وجماله وصفاته وألوانه الزاهية يغزو قلوبنا قبل عقولنا، ويعيد لنا الأمل ويمحو الكآبة، لتغدو كل أرجاء الوطن ربيعًا جميلاً ناصعًا، وتأتى معه أيضًا مناسبة هى الأغلى فى هذا الشهر ألا وهى مناسبة عيد الأم التى تصادف 21 مارس من كل عام، حاملة العديد من المشاعر الطيبة والأمانى الجميلة للكثير من الأمهات والأبناء فى شتى ربوع العالم.
 
إنها فرصة للتصالح وإعادة الترابط والتسامح ونشر الحب والمودة والرحمة لمخلوقة ضعيفة لا تشعر أبدًا بالتعب والكلل والملل وهى ماضية فى سبيل تقديم كل غالٍ ونفيس فى سبيل أطفالها، وتسعى دومًا لإرضائهم وتلبية طلباتهم حتى لو كان على حساب سعادتها وتمتعها بالحياة.
 
إنها فطرة ربانية لم ترتبط أبدًا بفقر ولا بثراء ولا بتعليم أو جهل، شعور متبادل، ومحبة عميقة متأصلة داخل وجداننا ما بين حب أم لأبنائها وحب أبناء لأمهاتهم، وليس أكمل الأمهات تلك التى امتلأت فى عقلها بصنوف من العلوم والمعارف النظرية أو التجريبية، فى حين أن القلب فارغ بما ينفع بيتها وأبناءها.
 
مؤكدًا أن الكل يتبارى لإيجاد السعادة بكلمة حب وهدية لأم قضت حياتها تعمل من أجل سعادة من تحب، إلا أن تلك المناسبة هذا العام لها ظروف خاصة وأوضاع مغايرة، فقد أصبح لنا أمهات أخريات إلى جانب أمهاتنا، إنهم أمهات الشهداء، شهداء الثورة، فهل سيمر هذا اليوم وتلك المناسبة دون أن نتذكرهم؟ لهذا ينبغى أن تتسع دائرة احتفالنا بعيد الأم لتشمل كل هؤلاء.
 
هناك الكثير من الأيتام يتمنون أن يجدوا أما لهم ويقدموا لها هدية فى مثل هذا اليوم.. ولذا أدعو كل نساء العالم أن تعتبرن اليتيم ومن أجل الأمومة ابنًا لهن! أوجدن الفرحة فى عيون كل يتيم! ولا تشعرونه بيتمه وفقدان أحد أبويه.
 
إننى أدعو الجمعيات الأهلية والدولة بأن يكون لها دور أكبر فى عناية أمهات الشهداء، وخاصة فى تلك المناسبة، وأتطلع إلى ضمان حقوق المرأة فى المشاركة السياسية والمجتمعية، وإلغاء جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة.
 
وفى النهاية.. تحية حب وتقدير وعرفان وباقة ورد ممزوجة بمعانى الشكر والثناء لكل أم تعيش بيننا، ودعوات من القلب بالرحمة وفردوس الجنة لكل أم فارقت أبناءها.. وكل عام وأنتم بخير.
info@el- sadat.org