رحيل إمام التنوير

 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 11 - 03 - 2010


تصريحات الشريف توقف مزادات تغيير الدستور


1


رحم الله الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي، إمام التنوير، الذي قاد معارك ضارية وشرسة، ضد التخلف وطيور الظلام، والفتاوي التي تضلل المسلمين.
تولي فضيلته مشيخة الأزهر في ظروف بالغة الصعوبة، حيث تكالبت قوي التخلف، لتشد المجتمع إلي الوراء، وتمهد الأجواء للتطرف والمتطرفين، الذين اشتد عودهم وقويت شوكتهم.


الفتاوي التي حارب فضيلته من أجلها كثيرة وتواجه كل المشاكل والأزمات، وأبرزها ما يتعلق بفوائد البنوك، حيث قال بأعلي صوته: "فوائد البنوك حلال..حلال.. حلال".
2
لم يعرف فضيلته التراجع أو المناورة، وآخر مرة ظهر فيها كان بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في حضور الرئيس مبارك، وكان متألقاً وبديعاً في خطبته التي شدت الانتباه، إنها بالفعل خطبة الوداع.
كسر فضيلة الإمام الأكبر جمود سابقيه من الأئمة، الذين كانوا يتراجعون أمام مد التيارات المتطرفة وتغلغلها، لكنه كان جريئاً في الحق، وصوته عالياً دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.
برحيله تفقد مصر عالماً جليلاً، وشيخاً وقوراً، لكن سيرته العطرة ستظل بيننا، وآراءه ومؤلفاته وفتاويه ستبقي منارة للهداية والتنوير.
3
تصريحات صفوت الشريف.. جاءت في وقتها في اجتماع المجلس الأعلي للسياسات، لتضع حداً للبلبلة والتخبط ومزايدات اللعب بمشاعر الناس بعبارات فارغة وشعارات مطاطة.
أكد الشريف أنه لا تغيير للدستور، فلا توجد في العالم دولة تقوم بتغيير دستورها ثلاث مرات في خمس سنوات، دون أن تهضم التغييرات التي حدثت.
أراد أن يقول للمزايدين ورافعي الشعارات، توقفوا عن الصخب الذي يضيع الوقت ويشغل الناس فيما لا ينفعهم، وركزوا جهودكم علي القضية الأساسية وهي الاستعداد للانتخابات.
4
صفوت الشريف كان حاسماً وهو يؤكد أن المادة "76" لن يتم تغييرها، لأنها لا تمنع أي مرشح جاد من التقدم للانتخابات الرئاسية، بل علي العكس تحميه من المرشحين الهزليين.
بالفعل، ماذا تستفيد مصر إذا تم إلغاء المادة "76"، وما هي الأسماء المرشحة التي تمنعها، وهل في مصر - مثلاً - 50 مرشحاً قيادياً بارزاً تحول هذه المادة من ترشيحهم.
إلغاء المادة "76" من أجل البرادعي فقط، فيه ظلم للمنصب الرئاسي، فإذا كان من حق البرادعي أن يترشح تبعاً للنظام الذي يريده، فليس من حقه أن يجعل الترشح للمنصب مثل سوق "عكاظ".
5
جاءت تصريحات الشريف في وقتها لتحسم الصراع الدائر في نفوس المترددين، الذين يعزفون علي نشاز قوي التغيير الزائف، وكأنه يقول لهم : اثبتوا علي موقفكم.
الدستور المصري الذي يطالبون بنسفه، فيه نصوص راقية ورفيعة المستوي، تصون الحريات العامة، وتدفع الممارسة الديمقراطية الحقيقية خطوات إلي الأمام.
أعتقد أن دعاة التغيير الزائف سوف يراجعون موقفهم، وسيبحثون عن تكئة أخري غير تغيير الدستور، تبعدنا عن الأهداف الحقيقية، وهي تحقيق "ديمقراطية الاستقرار".
6
عدلي حسين وإبراهيم محلب.. أعتز بهما جداً، فالأول سياسي محنك، جرئ في الحق، مستقل في آرائه، لا يغريه منصب ولا يغويه نفوذ، مهموم بمشاكل الوطن وتحدياته.
أما المهندس إبراهيم محلب، فقد استطاع أن يعيد أمجاد شركة المقاولون العرب، التي تحتفظ في الوجدان المصري بأروع الذكريات.. مهندس بارع وصامت ودينامو، وعاشق لوطنه وبلده.
العجيب جداً عندما ألمح في بعض الأخبار والتصريحات الصحفية رائحة معارك خفية بين الاثنين، وأتعجب: لماذا يتآلف الأشرار، ولا يتصالح الأخيار؟
7
الزمالك.. "ناقص هنري ميشيل وميدو وعمرو زكي".. "زائد حسام حسن".. يساوي عودة مدرسة اللعب والفن والهندسة، والانتصارات الجميلة.
الدروس المستفادة كثيرة أهمها: إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. الاجتهاد أهم من الموهبة.. نصف موهوب مخلص أفضل من موهوب متمرد.
لا تطلبوا من حسام حسن المستحيل، يكفيه أنه ينافس علي الدوري بعد أن كان الزمالك يصارع من أجل البقاء في الدوري.. والتوفيق من عند الله.


E-Mail : [email protected]