الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
ضرب سامح فهمي!
كتب

ضرب سامح فهمي!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 12 - 03 - 2010


البوتاجاز والسولار.. أزمات حقيقية أم مصنوعة؟


1


- بعيداً، أو قريباً، من نظرية المؤامرة.. بماذا نفسر المشاكل الجماهيرية الرهيبة التي تقع في قطاع البترول، وتجسدت في الأيام الأخيرة في أزمتي البوتاجاز والسولار، وربنا يستر علي البنزين في الأسبوع المقبل؟


- حتي نستكمل السؤال، نضيف سؤالاً آخر: بماذا نفسر قدرة هذا القطاع علي حل الأزمة في 48 ساعة؟.. وإذا كان قادراً بالفعل علي ذلك، فلماذا تحدث الأزمة أصلاً؟
- هل المقصود هو ضرب وزير البترول المهندس سامح فهمي، وإحراجه أمام الرأي العام في هذه الأيام الصعبة؟ هل يريد البعض «سد نفسه» لأنه منتعش و«فايق» ويقوم بإنجازات هنا وهناك؟
2
- جاءت أزمة البوتاجاز الرهيبة وانتهت دون أن نعرف الأسباب الحقيقية، نفي الجميع حكاية الجزائر التي أرادت الانتقام من «4 - صفر» بمنع شحنات الغاز إلي مصر، واتضح لنا أن هذا الكلام «إسفين» جديد في العلاقات.
- لم يصدق أحد حكاية «الكتاكيت الشتوية» التي تستولي علي بوتاجاز الغلابة لتستدفئ به في الشتاء، رغم أن الشتاء هذا العام كان «هايف» و«خرع» ولم نحس بموجات برد عاتية.
- لم نصدق أيضاً حكاية الموزعين الديناصورات، الذين يريدون رفع سعر الأنبوبة من 5 جنيهات إلي 50 جنيهاً، فأين الوزير النشط علي المصيلحي راعي المستهلكين الغلابة؟
3
- تزامنت أزمة البوتاجاز مع صدور حكم الإدارية العليا بأحقية الحكومة في تصدير الغاز إلي إسرائيل بالأسعار العالمية، والتقط الحكم «أولاد الحلال» ليربطوا بين هذا وذاك، نبيع بالتراب ونحرم المصريين من غازهم.
- ما علاقة هذا بذاك؟.. لست أدري إلا التهييج والإثارة وشحن الناس بالغضب والكراهية لسامح فهمي، رغم أن قرار تصدير الغاز تم بموافقة الحكومة كلها، وليس من وراء ظهرها.
- إسرائيل تحصل علي الغاز من دول عربية شقيقة، وإحدي هذه الدول هي التي تحرض الرافضين في مصر، رافعة شعار «ضد إسرائيل» رغم الحبل السري المتين الذي يربطها بإسرائيل.
4
- شبكة الغاز الطبيعي التي تم مدها في مصر، لا تقل عظمة وتأثيراً عن مشروع السد العالي، الأول أدخل الإنارة، والثاني يدخل الوقود، وسوف تهدأ المشكلة تماماً عندما يدخل الغاز كل البيوت في القاهرة الكبري.
- مشروع توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، كان يستحق أن نحتفل به، زمان كنا نغني «للسد العالي» ول«التصنيع الثقيل» ونرسم صورة للشعب الفرحان، رغم أن أحواله الاقتصادية كانت تعبانة جداً.
- كان المصريون في الستينيات فقراء لكن سعداء، أما الآن فكلما ارتفعت مستوياتهم المعيشية، كلما ازدادوا تعاسة وشقاء، حتي النكتة التي كانت تفرج الكرب والهموم، أصبحت الآن شحيحة جداً.
5
- سامح فهمي متحمس ونشيط ومنجز، فلماذا يكون كذلك؟ لماذا ينفخ ريشه ويسير كالطاووس، لماذا لا نختلق له الأزمات والمشكلات و"نعكنن" عليه، ونضربه كل وقت في مقتل؟
- ليس عندي ما يؤكد هذه المخاوف، وإلا كنت قد كتبتها علي الملأ، إنها مجرد ظنون، «وإن بعض الظن إثم».. «بعض» وليس «كل».. لذلك يدور الشك في هذه المساحة غير المأهولة بالظنون.
- ما يؤكد ظنوني أن أزمة البوتاجاز تم القضاء عليها في ثلاثة أيام، والسولار في 48 ساعة.. وهذا يعني أن الإمكانيات كبيرة وكافية، وأن البلد يقف علي أرضية صلبة، لكن هناك من يفتعل الأزمات.
6
- الخوف علي البنزين في الأيام القادمة، وسوف تحدث الفتنة من إطلاق شائعة مجرمة بأن الحكومة سوف ترفع سعر لتر البنزين، مع أنني أؤكد بالعشرة أن هذا ليس وارداً بالمرة.
- البنزين بالذات يشبه «الملح» ويدخل في كل شيء، حتي الميكروباص الذي يعمل بالسولار يرفع التعريفة إذا ارتفع سعر البنزين، وربما اليورو والدولار والجبنة القريش والفول والطعمية.
- أرجو من السادة الوزراء وكبار المسئولين الذين يتحدثون الآن عن الدعم النقدي ودعم البطاقات، أن يقولوا في البداية إنها مجرد آراء واجتهادات شخصية، وليست فرمانات وقرارات.
7
- في أزمة السولار، كانت الحكومة أسرع في الحركة من أزمة البوتاجاز، اجتمع مجلس الوزراء علي الفور، ودرس وناقش، ودعم وزير البترول وتكاتف الجميع، للقضاء علي الأزمة المفتعلة.
- ربما تكون فاتحة خير لأداء حكومي يتسم بالسرعة والحسم ولا يتعامل بطريقة «لا أري..لا أسمع .. لا أتكلم» حتي لا يصبح الشرر حريقاً، ولا تتسع دوائر الأزمات.
- الوزير الذي يقع، مثل البنك الذي يتعثر ، فإذا كانت البنوك قد اتفقت علي تقويم البنك المتعثر، فعلي الحكومة أن تساند وزراءها الذين يعانون من أزمات، سواء كانت من صنعهم.. أو لضربهم.


E-Mail : [email protected]