الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصحف الهندية تشيد بـ«براجماتية» الرئيس وتعتبر زيارته إحياء لصداقة عبدالناصر ونهرو




أكد الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامى بالسفارة المصرية بنيودلهى على أهمية توقيت زيارة الرئيس محمد مرسى للهند، حيث أظهرت الحرص على دعم العلاقات الثنائية فى جميع المجالات وهذا تمثل فى الاستقبال الحار على جميع المستويات سواء رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج والرئيس براناب موخرجى ورجال الأعمال الهنود الذين التقوا بمرسى خلال أعمال المنتدى أو اللقاءات الجانبية.
 
هذا بجانب ما تم الاتفاق عليه على المستوى السياسى والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم أو فى المنتدى الاقتصادى وإعادة تشكيل مجلس الأعمال المشترك وتعهد رجال الأعمال الهنود بضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر.
 
وأوضح الدكتور أحمد السمان أن الصحف الهندية أبرزت زيارة مرسى لنيودلهى التى استهدفت دفع العلاقات معها على جميع المستويات فى مرحلة جديدة، مشيراً إلى أنه من أبزر سمات هذه الصحف الاهتمام الشديد والاستفسار الهندى لمشروع محور قناة السويس ورغبة رجال الأعمال الهنود واضحة وجدية فى المساهمة فى هذا المشروع لعدة اعتبارات.
 
وأضاف السمان، أن من أهم هذه الاعتبارات العائد الاقتصادى الضخم لأنه يقع فى موقع استراتيجى فى وسط العالم ويقدم خدمات لوجستية وغيرها والهنود يعرفون أهمية قناة السويس الذى لايعد فقط ممرا ملاحيا، ولكن أيضا محورا لوجستيا فضلا عن أنه سيقدم خدمات بحرية ويساعد على تنشيط الاقتصاد الهندى والعالم، وسوف يكون نقطة لتصدير المنتجات للأسواق الأفريقية والآسيوية والأوروبية.
 
من جانبها رأت صحيفة “تريبيون الهندية” الصادرة أمس أن زيارة الرئيس المصرى محمد مرسى للهند كأول رئيس منتخب للدولة التى تعد سياسيا أهم دولة فى الدول العربية أعطى مؤشرا بأنه يؤمن بأن نجاح الهند فى مجالات عديدة، يمكن أن يساعد جهوده لإعادة بناء مصر بعد نهاية عصر الدكتاتورية فى أعقاب الربيع العربى.
 
وقالت الصحيفة إن الاتفاقيات السبعة التى وقعت بين البلدين الثلاثاء الماضى تعطى بعض المجالات التى يمكن لمصر أن تتعلم من خبرة الهند، ولكنها من المؤكد بداية طيبة لدولتين مؤسستين لحركة عدم الانحياز لدعم العلاقات بينهما فى ظل السيناريو المتغير فى غرب آسيا.
 
وأوضحت الصحيفة أن هذه المجالات تغطى أمن الانترنت وتكنولوجيا المعلومات وحقوق الملكية الفكرية، ولكن بينما هذا يعد عهدا جديدا للتعاون من أجل الخير المشترك فإنها لابد أن تلمس مجالات أكثر مثل الدفاع والأقمار الصناعية كما ذكر مرسى. وأضافت أنه من المعروف عن الرئيس المصرى الجديد يمتلك المبادئ المركبة بالبراجماتية وهذا واضحا من تأكيده على “فتح الطرق” مع الهند وهذا لا يعنى إغلاقها مع دول أخرى وإذا كان يرغب أن تساعد الهند مصر للنمو بسرعة نحو مجتمع ديمقراطى ومتعدد فإنه يريد من الصين مساعدة بلاده خاصة فى مجال الصناعات الثقيلة.
 
وأفادت بأن مرسى يظهر أنه يميل نحو أى نوع من المساعدة من هاتين الدولتين الآسيوتين فإن الوضع سيكون تحديا كبيرا لحد ما أمام الدبلوماسية الهندية فى مصر ولكن مرسى سيدرك مع مرور الوقت أن الصين لن تكون مفيدة مثل الهند فى كثير من الزوايا.
 
من جانبها أكدت صحيفة « الانديان اكسبريس» الهندية أن زيارة الرئيس محمد مرسى، أول رئيس منتخب فى مصر، مهدت الطريق أمام تحول فى العلاقات الثنائية الذى تأخر طويلا.
 
وقالت الصحيفة - فى افتتاحيتها تحت عنوان «الرهان على مصر.. مصالح طويلة الأمد بين مصر والهند تنحازان مرة أخرى ويمكن لكلا البلدين أن يبنيا عليها» - إن دلهى والقاهرة تمتعتان بعلاقات خاصة للغاية بفضل الروابط القوية للصداقة الشخصية بين الزعيمين الراحلين جواهر لال نهرو وجمال عبد الناصر، وقد بنيا معا شراكة سياسية قوية ودعما التضامن الأفرو-آسيوى وحركة عدم الانحياز ولكن العقود التى مضت شهدت الابتعاد بثبات بين مصر والهند.
 
ولفتت إلى أن إعادة بناء الشراكة بين دلهى والقاهرة لا يمكن أن تبنى على أساس الحنين للماضى أو الحقائق القديمة مثل «العالم الثالث»،بل لابد أن تقوم على أساس المصالح المشتركة والاستفادة المتبادلة.. ومن جانبها فإن الهند تعترف بأنه لابد لمصر بالرغم من المصاعب الداخلية التى جاءت نتيجة للانتقال التاريخى نحو الديمقراطية، أن تستعيد مكانتها الصحيحة كدولة رائدة فى إفريقيا والشرق الأوسط والعالم. وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج أشار إلى التعاطف الكبير مع نضال الشعب المصرى لإعادة بناء بيته وإعادة صياغة التوجه الخارجي، معبرا عن الدعم القوى للتحول السياسى فى مصر تحت قيادة مرسى.. وبينما تراهن الهند على مستقبل مصر فإن دلهى أكدت على بناء علاقات مؤسسية قوية مع الدولة المصرية والمجتمع وتطوير أعمق للتعاون الاقتصادى والسياسى.
 
وذكرت أن مرسى من جانبه، أكد على الرغبة القوية فى شراكة استراتيجية مع الهند مبديا إعجابه بالديمقراطية متعددة الأعراق والأديان فى الهند ويأمل الاستفادة من الخبرة الغنية للهند فى حكم مصر التى تتسم بالتنوع.
 
وأضافت أن مرسى الذى يسعى إلى تحديث الاقتصاد المصرى يتطلع إلى الاستثمارات الهندية ودعم تطوير الصناعات المتوسطة وأنه يرغب أن تلعب الهند دورا أكثر نشاطا فى الشرق الأوسط، ويرغب فى العمل مع دلهى نحو استقرار المنطقة التى تشهد حاليا اضطرابات كبيرة.
 
وأوضحت أن مرسى يرغب أيضا فى البدء فى تعاون عسكرى قوى مع الهند، وقالت: إنه لا يوجد مجال للانكار بأن مصر والهند اللذان يربطهما مصالح قديمة ينحازان نحو سعى القاهرة للتنوع الاستراتيجى وسعى دلهى لشريك يتمتع بمصداقية فى الشرق الأوسط.. وبعد مباحثات سينج ومرسى لابد الآن أن نتابع والعمل على ضمان نتائج ملموسة.