السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
توكيلات «الطير المسافر»!
كتب

توكيلات «الطير المسافر»!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 19 - 03 - 2010


إذا لم يجدوا «البرادعي» اخترعوا «برادعي»


1


- إذا كان في استطاعة أنصار البرادعي أن يجمعوا 100 ألف توقيع أو توكيل، ففي مقدور أعضاء الحزب الوطني أن يجمعوا خمسة ملايين توقيع علي الأقل.. والبادئ أظلم.


- ليست هناك ديمقراطية في العالم تقوم علي جمع التوقيعات، وهل تتقدم مصر للأمام نحو الإصلاحات السياسية، أم ترتد للوراء، لأيام سعد باشا زغلول، والاستعمار الذي كان يجثم علي الصدور؟


- توقيعات الإنترنت ليست سنداً أو دليلاً، ويستطيع عشرة أشخاص أن يوقعوا عشرة آلاف مرة، ففي الهند يستخدمون هذه التكنولوجيا لنهضة بلدهم، وفي مصر للهدم والشتائم والأكاذيب.
2
- لو جلست ساعة في نقابة الصحفيين، فسوف توقع علي عشرة عرائض في وقت واحد.. «توقع يازميل».. «أوقع».. علي سبيل المجاملة وهرباً من التأنيب والاتهام بالخيانة.
- أحياناً توقع علي مذكرة وضدها، وهم يختارون لحاملي كشوف التوقيع «أراذل الخلق».. يعايرك ويبتزك ويحذرك، قبل أن توافق أو ترفض أو تفكر.
- ليس منا صحفي إلا ووقع كثيراً ترغيباً أو ترهيباً، وأنا شخصياً بعد أن استوعبت الدرس أرفض التوقيع حتي لو كنت مقتنعاً، فليس هذا هو الطريق الصحيح.
3
- أنصار البرادعي يعتقدون أنهم سيفتحون عكا، إذا جمعوا آلاف التوقيعات، لكنهم لن يكسبوا أبداً أية ظلال من الشرعية، لأن مسلكهم يقفز فوق الدولة والقانون والدستور.
- السبيل الوحيد للتغيير هو صندوق الانتخابات، والطريق إليه ليس سهلاً، بل شاقاً وصعباً، وهم يريدون «العسل» دون «اللسع» والقفز إلي الدرجة الأخيرة، دون صعود بقية درجات السلم.
- ما هي حجية التوقيعات، ولمن يتقدمون بها، للمصريين وتصدير بضاعة التوقيعات للداخل ؟ أم لأوروبا وأمريكا للشوشرة والتشويه والحصول علي المعونات؟
4
- التوقيعات هي بوابة جهنم، وهناك الملايين الذين سيستفزهم ذلك، من العاقلين والمعتدلين والبعيدين عن الاحتقان السياسي.. وسيجدون أنفسهم معبائين ضد هذا الأسلوب التحريضي.
- لو انتشرت العدوي السرطانية، فسوف يشرع البرادعي لمصر قانوناً جديداً اسمه «فوضي التوكيلات».. وبمقتضاها ستصبح التوقيعات هي السبيل الوحيد لتحقيق المطالب حتي لو كانت غير مشروعة.
- إذا أردت أن تعزل رئيسك في العمل، اجمع خمسين توقيعاً.. وإذا تعشمت في ترقية ليست من حقك ستين توقيعاً.. وقع يا مؤمن ولك الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
5
- بمرور الوقت، سوف تحل التوكيلات بدلاً من الانتخابات، ولن يمر الطريق إلي البرلمان عبر الصناديق ولكن التوقيعات، والكشف الأبيض ينفع في اليوم الأسود.
- هل تذكرون كشوف البركة التي ابتدعها الريان، وكان يعطي الوجهاء وأصحاب السلطة والسطوة والنفوذ أرباحاً سنوية تعادل ضعف رأس المال؟ فهل تظهر كشوف بركة مشابهة؟
- الجماعة المحظورة لن تصبح «محظورة» بل «ممهورة» بالتوقيعات.. وبدلاً من الذين يمسكون ميكروفونات في الشوارع ويصيحون «تبرع يا مؤمن لبناء مسجد».. سيهتفون «وقع يا مؤمن لاختيار مرشح».
6
- إنها ديمقراطية «الطير المسافر» - مع عدم الاعتذار لنجاة الصغيرة - الطير الذي نسانا ونسيناه ثلاثين عاما إلا قليلاً، ثم عاد متعالياً بأفكار وأطروحات لا تتناسب تماماً مع الأرض التي نشأ فيها.
- الدستور الذي يريد تغييره، لم يمض علي تعديل 45 مادة فيه أكثر من عامين، لم نستوعبه ولم نهضمه ولم يتم تجريبه في أي انتخابات برلمانية.. ولكن كل شيء بالتوقيعات.
- إذا كان في استطاعته أن يجمع 100 ألف توقيع أو توكيل، فهل يستعصي عليه أن يجمع واحداً علي مائة من هذا العدد، إذا أراد الترشح للرئاسة مستقلاً؟
7
- ماذا يحدث إذا لجأ عشرة مرشحين إلي التوقيعات، فوجدنا في يد كل واحد منهم مائة ألف توقيع؟ واحد يريد تغيير الدستور والثاني بقاءه، والثالث عودة الملكية والرابع الاشتراكية والخامس «.....يا جدع»!
- ماذا يحدث إذا تصارعت الآراء والرؤي وارتفعت كشوف التوقيعات فوق أسنة السيوف والرماح؟ وإذا كان الصحابة - رضوان الله عليهم- قد التهمتهم الفتنة الكبري.. فما بالنا الآن؟
- إنها ديمقراطية «الطير المسافر»، وأنصار «الطير المسافر»، ومؤيدو «الطير المسافر»، وتوقيعات «الطير المسافر».. وإذا لم يجدوا «البرادعي» لاخترعوا «برادعي».


E-Mail : [email protected]