الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
يوسف بطرس والصحافة القومية
كتب

يوسف بطرس والصحافة القومية




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 23 - 03 - 2010


صدقوا الوزير هذه المرة قبل أن تضيع الفرصة


1


- ربما للمرة الخامسة أو السادسة يؤكد الدكتور يوسف بطرس غالي خلال حواري معه، أنه لا يريد شيئاً من الصحافة القومية "صلحوا أموركم ، وأنا مستعد أحل مشكلة الديون فوراً".


- الرؤية التي يطرحها الوزير هي: ضرورة أن تطبق المؤسسات الصحفية القومية خطط إصلاح حقيقية ، تضمن ألا تعود للاستدانة بعد سنتين أو ثلاث، أي أن "تشيل نفسها".
- الوزير يؤكد وعده: المؤسسة التي تحقق ذلك، سوف أقوم فوراً بإضافة المتأخرات الضريبية والتأمينات والمعاشات علي رأس المال، لتنتهي هذه المشكلة المستمرة منذ الأزل.
2
- لماذا "لا تُعفي" المؤسسات بدلاً من "إضافة" الديون لرأس المال؟ الوزير يؤكد أن الإعفاء ليس من حقه ولكن من حق مجلس الشعب، والبرلمان سيجد صعوبة في ذلك، لأن الديون لم تتم بأي موافقات برلمانية.
- ثانياً: لأنها أموال الدولة ولا يمكن الإعفاء منها، أما إضافتها لرأس المال فهو الحل السحري الذي يحقق الأمرين معاً: عدم إهدار أموال الدولة، والتخلص من هذه المشكلة المزمنة.
- الدكتور يوسف عاد يؤكد: مش عايزين تصدقوني ليه؟ أنا جاد ولا أقول شيئاً أو أعد بشيء لا أنوي أو لا أستطيع تنفيذه.. ياجماعة صدقوني هذه المرة.
3
- عاد الوزير يؤكد "نريد أن نقفل هذا الملف".. وقال المثل الشهير الذي يستخدمه دائماً "يانحلة مش عايز عسلك ولا لسعك".. "كل واحد يصلح نفسه".
- ملخص وعد وزير المالية هو: (1) أن تُعد كل مؤسسة خطة إعادة هيكلة وإصلاح حقيقية (2) أن تثبت قدرتها علي الاستمرار.. (3) لا إعفاء من الديون ولكن إضافتها لرأس المال.
- الوزير يرجو الصحافة القومية للمرة العاشرة أن تصدقه لأنه "مش بيكدب"، وهو لا يقول شيئاً إلا إذا كان في استطاعته، وهو لا يهمه إذا كان كلامه "بيعجب" أو "مش بيعجب حد".
4
- السؤال الأهم: متي يتم تنفيذ وعد وزير المالية؟ الوزير يرد: "فوراً"، "أنا جاهز للي مستعد" ولكن "علينا أن نضع أيدينا في أيدي بعض".
- انتهت تصريحات الوزير المهمة والحاسمة، والتي يمكن أن تضع حداً لمشاكل الصحافة القومية ومعاناتها.. ولكن هل يكفي ذلك لبقاء واستمرار تلك المؤسسات كما يشترط الوزير؟
- المشكلة ليست سهلة، وأعتقد أن ذكاء الدكتور يوسف هو الذي دفعه للتعجيل بهذا الوعد، ليضع كل مؤسسة أمام مسئولياتها أو بتعبيره "تشيل نفسها".
5
- كيف "تشيل" كل مؤسسة نفسها؟ تصوري أن الأمر يحتاج قرارات جريئة وحاسمة وإصلاحات جذرية تتخذها مجالس إدارات المؤسسات المنتخبة، بالاشتراك مع جهات خارجية ذات ثقة.
- "روزاليوسف" لها تجربة في هذا الصدد مع مكتب "حازم حسن" الذي انتهي منذ شهر تقريباً من الجزء الأول "التشخيصي" من الخطة الإصلاحية، وهذه المرحلة وضعت يدها علي الخلل بالضبط.
- بالطبع أشكر الدكتور يوسف بطرس الذي ساهم في تحمل تكلفة الدراسة الأولية، ووعد أيضاً بتحمل الجزء الثاني وهو الأهم والأخطر، خلال أيام.
6
- المؤسسات تعاني من مشاكل ضخمة أهمها اشتداد المنافسة، والتوسع في أنشطة ثانوية، والأصول المهملة غير المستغلة، والعمالة المترهلة والبطالة المقنعة، وتدني مستوي التدريب.
- المؤسسات الصحفية القومية تعاني - أيضاً - من الأنشطة الخاسرة التي تثقل كاهلها، ومن قيود قانونية تحول دون انطلاقها مثل المؤسسات الخاصة التي تعمل دون قيود.
- في كل الأحوال، فالمشهد هو أنه لن تمتد يد لإنقاذ أي مؤسسة قومية تتعرض للانهيار، لن يتدخل أحد لدعمها، وأصبحت المسئولية كاملة معلقة في رقاب مجالس إدارتها.
7
- بقي أن أؤكد أن الصحافة القومية أمامها فرصة تاريخية يجب ألا تضيعها، تتمثل في إيمان الرئيس مبارك وثقته وتأييده ودعمه لهذه الصحافة، وإصراره الدائم علي ضرورة حل مشاكلها والحفاظ عليها.
- وكذلك الدعم والمساندة من رئيس مجلس الشوري صفوت الشريف، الذي يقاتل وراءنا في كل صغيرة وكبيرة، وينفعل مع مشاكلنا، ويقف معنا في الصف كأحد الصحفيين الأشداء.
- وأؤكد - مرة أخيرة - أن يوسف بطرس غالي صادق في وعده هذه المرة، ولديه النية والرغبة.. فهل يلتقط رؤساء مجالس الإدارات وزملاؤهم رؤساء التحرير الفرصة، لإجراء حوار مشترك حول خطة الإصلاح؟


E-Mail : [email protected]