الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
الإمام والحزب الوطني
كتب

الإمام والحزب الوطني




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 24 - 03 - 2010


محاولات ابتزاز الدكتور الطيب مصيرها الفشل


1


- أتصور أن الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، سوف يخلع عباءته الحزبية فور جلوسه علي مقعد الإمام، فلا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ولا فرق في ذلك بين الحزب الوطني وبين الجماعة المحظورة.


- لايعيب الدكتور الطيب أنه عضو في الحزب الوطني، فهو أستاذ جامعي، ومن حقه أن يكون له نشاط سياسي، مثل سائر الأساتذة الذين ينتمون لمختلف الأحزاب والتيارات السياسية.
- لايعيب الدكتور الطيب أن يصرح فور توليه موقعه الجديد بأن انتماءه للحزب الوطني لايتعارض مع منصبه، وإلا أصبحت الأحزاب حائلاً دون تولي المناصب والمواقع المهمة.
2
- يتهمون الدكتور الطيب بأنه كان له دور في القضاء علي ميليشيات الإخوان في جامعة الأزهر، حين ظهرت تؤدي تدريبات قتالية، علي غرار الفرق الانتحارية لحماس، ولكن هذا فخر للشيخ وليس ضده.
- لو لم يفعل الشيخ ما فعله مع الطلبة الانتحاريين، ما كان يستحق أن يبقي في منصبه لحظة واحدة، لأن المشهد أفجع القلوب، ولفت الأنظار إلي الخطر الرهيب الذي يهدد الجامعة.
- كادت جامعة الأزهر أن تتحول إلي وكر للجماعة المحظورة، بدلاً من التدريبات السرية في الصحراء، وفي المناطق النائية، يحدث ذلك في قلب الجامعة.. فهل كان مطلوباً من "الطيب" أن يبارك ذلك؟
3
- الملاحظة المهمة في هذا الصدد أن اختيار الطيب لقي ترحيباً في الأزهر نفسه، بينما حاولت بعض الصحف الخاصة والجماعة المحظورة أن تذبح له القطة.
- اتهامات سخيفة لا مبرر لها مثل أن الأزهر أصبح معقلاً للحزب الوطني أو الجهات الأمنية، وهو كلام مكرر و"بايت"، ويقال لكل مسئول جديد، لا ينال رضاء هذه الجماعات.
- الدكتور الطيب لم يقفز علي مقعد الإمام بالباراشوت، ولم يأت من خارج الأزهر، لكنه كان المرشح رقم واحد وربما الوحيد بحكم انتمائه للمؤسسة العريقة، وأنه الأقدم في الصفوف.
4
- ماذا نريد من شيخ الأزهر الجديد؟ هذا هو الأهم، بدلاً من إثارة الريب والشكوك والكلام الذي لاينفع أحداً، لأن سياسة الترهيب لن تنفع مع شخصية مثل الدكتور الطيب.
- مطلوب من الأزهر أولا أن يستمر في نشر ثقافة التسامح وتعاليم الإسلام الصحيحة، بعيداً عن الانغلاق والتشدد والأفكار الظلامية، أي الاستمرار علي نهج الدكتور سيد طنطاوي.
- شيخ الأزهر السابق رحمه الله ترك لنا رصيداً يجب أن نتمسك به ونحافظ عليه، فقد كان مقاتلاً من أجل نشر الوعي والتنوير ولم يخش في الحق لومة لائم.
5
- الأزهر يا فضيلة الإمام أمامه تحديات كثيرة في صدارتها محاربة الجهل والتخلف، وللأسف الشديد، فهناك كثير من الدعاة الذين يحاربون من أجل جذب المجتمع إلي الوراء.
- المرأة مثلاً التي كرمها الإسلام أحسن تكريم، تتعرض للإهانة والاحتقار علي أيدي بعض الدعاة الجدد، فأوقعوا نساءنا في شباك التحريم، وتوشك النساء أن يفقدن حقوقهن الطبيعية.
- ليست القضية هي الحجاب أو النقاب وغيرهما من المسائل التي تثير الجدل الرهيب، ولكن إعطاء النساء حقوقهن الشرعية، ونشر ثقافة المودة والرحمة في المجتمع.
6
- الأزهر في كثير من الأحيان يفقد دوره ومكانته في التصدي للقضايا القومية والوطنية، وهذا الأمر لا علاقة له بالسياسة أو بالأحزاب، ولكن بقضايا لا يختلف حولها أحد.
- مثلاً.. الفتنة الطائفية، ونشر ثقافة التسامح بين الأديان وإدارة حوار مع الكنيسة، لتوثيق عري المحبة والتسامح بين عنصري الأمة، ووحدة الصف.
- قضايا الأمية والجهل والتخلف والفقر والفقراء والتكافل الاجتماعي، الدور الإصلاحي لعلماء الدين، خصوصاً في مقاومة الجرائم الاجتماعية الشاذة التي تنتشر بضراوة في المجتمع.
7
- فضيلة الإمام الأكبر.. لانريد الساحة خالية أو أن تكون مرتعاً لكل من هب ودب، بل أن تتقدم المؤسسة العريقة وتحتل مكانتها في الصدارة والريادة.
- نريد نشر أفكار الاعتدال والوسطية، وتصحيح الصورة الخاطئة التي تلتصق في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين، ولا يستطيع أن يفعل ذلك سوي الأزهر.
- المهمة ثقيلة والأعباء هائلة، وندعو الله أن يوفق الإمام الأكبر.. بدلاً من أن يرفع له البعض عصا الابتزاز والترهيب، فهذا الأسلوب قد عفي عليه الزمن.


E-Mail : [email protected]