الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
مرحباً بشار الأسد
كتب

مرحباً بشار الأسد




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 30 - 03 - 2010


لديهم ملف ولدينا ملف.. فبلاش عتاب


1


- رأيي الشخصي أن الرئيس بشار الأسد إذا قرر الحضور إلي مصر، فسوف يلقي كل الترحيب والحفاوة، فالخلافات مصيرها دائماً إلي زوال، خصوصاً بين الشعوب التي تربطها عري الصداقة والمحبة والقرابة والنسب.


- سبق لي أن زرت سوريا مرة واحدة منذ أربع سنوات، وشعرت بالهيام والعشق لهذا البلد الجميل، الذي يذكرنا بمصر الستينيات، العمارات الرائعة والحدائق التي تكسو كل مكان والطبيعة الخلابة.
- أما الشعب السوري فحدث ولا حرج، مازال الناس الطيبون الذين يحبون الشعب المصري، ويحملون ذكريات طيبة للزعيم جمال عبدالناصر يوم ذهب إلي دمشق وحملت الجماهير سيارته فوق الأعناق.
2
- هذه مشاعر وآراء شخصية، ألحت علي بعد متابعتي للتصريحات التي أدلي بها الرئيس بشار الأسد في القمة العربية معرباً عن استعداده لزيارة القاهرة في أي وقت، ونقول له: «أهلاً وسهلاً».
- الرئيس بشار بادر - أيضاً- بالاتصال بالرئيس مبارك للاطمئنان علي صحته، وهي لفتة طيبة يمكن أن تختزل كثيراً من الآلام والعتاب، وتخفف آثار المواقف الملتبسة التي سادت العلاقات في السنوات الأخيرة.
- لا نحتاج للتذكير بأن الشعبين رفقاء سلاح، دخلا معاً أشرس المعارك ضد العدو المشترك وهو إسرائيل، وامتزجت الدماء الطاهرة دفاعاً عن فلسطين التي نختلف حولها الآن.
3
- الدرس الأول المستفاد من القطيعة المصرية السورية هو: ضرورة احترام الزعماء، فلا يليق أبداً أن تتناولهم وسائل الإعلام بأساليب متدنية، بعيدة عن الموضوعية والوقار.
- نحن لا ننكأ الجراح، ولكن ينبغي أن نوضح أن البادئ بإفساد العلاقات هو وسائل إعلام بعينها، قادت الحرب الظالمة ضد مصر وزعيمها، وتمادت في الهجوم إلي أبعد مدي.
- لجأت بعض وسائل الإعلام في مصر إلي استخدام نفس الأسلوب، للتذكير والتنبيه بخطورة هذا المنهج، وتوجيه رسالة شديدة اللهجة بأن احترام الزعماء لا يتجزأ، وأن التطاول لا يؤدي إلا لمزيد من التدهور.
4
- لا شك أن مصر لديها ملف كامل عما كانت تنشره بعض وسائل الإعلام السورية يوماً بيوم، وفيه حصر دقيق لكل التجاوزات التي حدثت في تلك الفترة، والإساءة المتعمدة للمواقف المصرية ولرئيس مصر.
- ولا شك أيضاً أن سوريا لديها ملف كامل عما كانت تنشره بعض وسائل الإعلام المصرية في تلك الفترة، ولها نفس التحفظات والمبررات، وأن «الألم» هناك يساوي «الألم» هنا.
- الدرس الثاني المستفاد هو: ضرورة الضبط المُحكم للتجاوزات المتبادلة، سواء في فترات البرودة أو الحرارة التي تسود العلاقات بين الدولتين، حفاظاً عليها من الإفساد والمفسدين.
5
- الدرس الثالث المستفاد من القطيعة هو: أهمية السعي إلي إقالة العلاقات المصرية السورية من عثرتها، لأن القاهرة دمشق هما المحور الرئيسي لقوة أو ضعف العلاقات العربية العربية.
- لا نحتاج للتذكير أيضاً بأن علاقات الرئيس مبارك بالرئيس بشار وقبله والده حافظ الأسد، امتدت لسنوات طويلة، من القوة والصلابة التي تحتوي أية خلافات وتذيب أية تناقضات.
- المساس بزعيم مصر مثل المساس بزعيم سوريا هو الذي يمهد الطريق لإفساد هذه العلاقة، وكان مسلكاً غريباً، لجأت إليه بعض وسائل الإعلام في وقت عصيب أثناء الحرب الإسرائيلية علي غزة.
6
- الدرس الرابع المستفاد من القطيعة هو: أن القطيعة نفسها هي استثناء والقاعدة هي التواصل والتلاحم بين البلدين والشعبين، فقد كنا يوماً دولة واحدة لها علم واحد ونشيد واحد.
- فترات القطيعة بين البلدين هي الأسوأ للعمل العربي المشترك وتكون إسرائيل هي المستفيد الوحيد، حيث تخلو لها الساحة للعبث بالقضايا العربية، مثلما تعبث بالقضية الفلسطينية الآن.
- سحابة الصيف التي خيمت علي سماء القاهرة دمشق خيمت أيضاً علي القمم العربية الثلاث الأخيرة، ووصل الاقتناع لدي الزعماء العرب بأن تنقية الأجواء العربية تبدأ من هنا.
7
- الدرس الخامس هو: أهمية اقتناص الفرصة المهيأة لتنقية الأجواء، ويمكن القول إن زيارة الوزير رشيد الأخيرة لدمشق كانت ناجحة بكل المقاييس، بما لقاه من ترحيب ودفء وحرارة.
- صحيح أن زيارة رشيد كانت تستهدف تنشيط علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، ولكن كانت لها آثار كبيرة في إزاحة السحب السياسية، وإحساس المسئولين في البلدين بأهمية التواصل والحوار.
- التقرير الذي رفعه الوزير رشيد للجهات الرسمية يؤكد نجاح الزيارة من كل الأوجه، وأنها يمكن أن تكون بداية طيبة لزيارات مماثلة، تفتح مجالات أكبر للتعاون بين البلدين.
8
- الرئيس مبارك كان واضحاً وحاسماً في رسالته للقمة العربية حين أكد أن الطريق الوحيد لإقامة علاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل هو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية بكل مكوناتها.
- وأيضاً: إعادة كامل الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الأراضي السورية واللبنانية، فهذا هو الخيار الأمثل للجميع عرباً وإسرائيليين.
- الرئيس وجه الدعوة من جديد لتجاوز الخلافات والانقسامات، انطلاقاً من إيمان مصر بأن هويتها العربية تظل المكون الرئيسي للمصلحة الوطنية المصرية.
9
- مرة أخري أؤكد أنني أحببت سوريا من أول نظرة، وكتبت وقتها أقول: إن المدن مثل النساء، إما أن تعشقها من أول نظرة أو أن تدير ظهرك لها، ودمشق من النوع الأول.
- وأؤكد أن الشعب السوري من أقرب الشعوب للمصريين من حيث الطباع والعادات والتقاليد، عندهم المسجد الأموي وسوق الحميدية وعندنا الحسين والغورية.. وتربطنا معاً مظلة التسامح الجميل.
- لكن.. كما هم يحبون رئيسهم ويرفضون الإساءة إليه وإلي بلدهم.. نحن أيضاً نحب رئيسنا ونرفض الإساءة إليه وإلي بلدنا، ولعل ذلك هو أهم الدروس المستفادة.


E-Mail : [email protected]