الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مظاهرة حماس






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 23 - 12 - 2009


لا يزال غالبية سكان قطاع غزة ممن دمرت منازلهم أو أضيرت بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير يعيشون ظروفًا قاسية لغياب المأوي المناسب. بعضهم يسكن في خيام علي أنقاض بيوتهم أو في ملاجئ إيواء مؤقتة بسبب عدم تفعيل خطة إعمار غزة الممولة دوليا انتظارًا للمصالحة الوطنية باعتبارها الحل لكل مشاكل الفلسطينيين في القطاع.

وهي المصالحة التي رفضت حماس التوقيع علي اتفاقيتها بعد أشهر من الجهد المصري المتواصل في التوصل إلي بنود الاتفاق الذي شاركت حماس في صياغته بندا بندا وحرفا حرفا.. وعادت لتنظم مظاهرة احتجاجية علي استمرار الحصار المفروض علي غزة في الجهة المقابلة للحدود المصرية بعد إجراءات سيادية مصرية تضمن أمن وسلامة حدودها.

في الوقت الذي لم تحاول فيه حركة حماس ولم نسمع أنها حاولت تنظيم مظاهرة احتجاجية أو مسيرة سلمية تجاه حدود قطاع غزة مع إسرائيل ومعابرها الثلاثة "ناحال عوز وكارني وايريز". بل إن حماس نفسها شتت منذ ما يقرب من عامين مسيرة من عائلات وأطفال غزة كانت في الطريق إلي الحدود مع إسرائيل احتجاجًا علي استمرار الحصار ومنعتها قبل أن تقترب من معبر "إيريز".

فإذا كانت المظاهرة الحمساوية احتجاجا علي الحصار فإن المظاهرة ومن نظمها وقد أصيبت وأصيب ب"الحول" وفقدت بوصلة اتجاهاتها.. وإذا كانت احتجاجًا علي إجراء سيادي مصري.. فإن المظاهرة ومن نظمها قد أصيبت و اصيب ب"الهرتلة والعته والجنون" الإنساني والسياسي..

فما من مخلوق علي الأرض ولا تنظيم علي وجه البسيطة ولا دولة في أنحاء المعمورة تفترض في نفسها شجاعة الاحتجاج علي إجراء سيادي مصري يتحقق سواء ليضمن أمن وسلامة الحدود المصرية أو علي أي شبر من الأرضي المصرية.

وفي نفس الوقت ما من مخلوق علي وجه الأرض أو دولة علي وجه البسيطة لا تعرف أن المصالح العليا للشعب الفلسطيني هي قضية مصرية مصيرية.. ولم تسمع الرئيس مبارك وهو يؤكد أنه لن يسمح بتجويع الشعب الفلسطيني في غزة.

ومن ثم فإن المظاهرة الحمساوية ومن نظمها ذلا قدر الله - لم تصب ب"الحول" ولا عانت من "الهرتلة والعته".. وإنما أصيبت بالفزع من فقدان المكاسب والأرباح والتي تقدر بالآلاف من الدولارات الشهرية والتي يحققها بعض المناضلين والمقاومين الحمساويين عبر الأنفاق التي لها من يؤجرها شهريا لمن يستخدمها في عمليات تهريب السلع والوقود والتي لم تعد من الأسرار.

فواقع الأمر يقول إن الإخوة في حماس ينامون الليل آمنين مطمئنين لا هم في قلق أو جزع من حال البسطاء الفلسطينيين في غزة ومشقتهم البالغة في تدبير احتياجاتهم اليومية ولو كانوا قلقين أو جزعين لسارعوا إلي إتمام المصالحة الفلسطينية وتفعيل خطط الإعمار.
اتقوا الله.

[email protected]