الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«على أرض غابتى» يرصد تحولات المجتمع الشرقى فى «المشربية»




افتتحت الفنانة البصرية هالة أبوشادى معرضها الجديد الذى حمل عنوان «على أرض غابتى» بجاليرى «المشربية» بوسط البلد، الذى تستكمل به خطوة جديدة فى مشروعها البصرى المتميز بالتجريب فى عدد من الوسائط البصرية والتكنولوجية التى يتعامل بها الإنسان يوميا، بشكل تقليدى تحاول فيه أبوشادى إعادة بناء علاقات جديدة لهذه الوسائط فى شكل فنى مميز. فى «على أرض غابتى» تمزج أبوشادى بين التصوير الفوتوغرافى وفنون الصوت، متناولة الموروثات الاجتماعية المتجذرة فى مجتمعات الشرق الأوسط المختلفة مثل رؤيتهم للدين، الوطن، العيب والمحرمات، الحقيقة والحقيقة البديلة، مستخدمة لقطات شخصية لها وأخرى لأصدقائها وأصدقاء أصدقائها، من الفيسبوك وتويتر ومن وسائل الإعلام.

 

استعارت أبوشادى فى معرضها المفهوم المكانى لـ«الغابة» الموحش والقاسى لتنشر فيها عدة صور لها بأسلوب الفوتومونتاج فهى تارة تقف ناظرة إلى الأمام وكأنها فى وضع التصوير وتارة أخرى جالسة بطفلها وفى موقع آخر تقف تطالع الجريدة أو تجلس بظهرها للمشاهد، فى لوحة أخرى استعارت أبوشادى دبى التى تراها لاس فيجاس الشرق الأوسط وترى مستقبلها منفصلاً تماما عن موقعها وهويتها العربية، لتجمع فيها كل الجنسيات وهويات العالم حتى النيزك الذى سقط مؤخرا على الأرض موجود بالصورة، من أكثر الصور اللافتة أيضا بالمعرض صورة لعدد من الشخصيات التى تتجمع بأحد المنازل فى صحبة واحدة يشعر المشاهد من أوضاع جلوسهم لالتقاط الصورة مدى الأريحية بينهم والتجانس، بتفرس الوجوه نجد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د.محمد بديع والرئيس السورى المستبد بشار الأسد ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون والوزيرة السابقة كونداليزا رايس وبابا الفاتيكان السابق وشخصيات أخرى تجمعهم أبوشادى معا فى حميمية وتجانس، فى صورة أخرى نرى أبوشادى بطائرة يحيطها شهداء الثورة بينما هى تبتسم فى الصورة! الفكرة هنا من كل هذه الصور أن أبوشادى أرادت عرض رؤيتها لكل الأحداث التى مرت بمصر والشرق الأوسط على مدار عامين من خلال جمعها للعديد من الصور واللقطات إضافة إلى رؤيتها المستقبلية لما ستسفر عنها هذه التحولات، لكن السؤال هو لماذا اختيار «الغابة» هذا المكان الموحش والغريب عن الطبيعة الشرق أوسطية، تفسر أبوشادى ذلك قائلة: كنت مشتركة فى جلسات عمل من قبل مع عدد من الفنانات البصريات مع استيفانيا أنجرانو مدير جاليرى مشربية لإقامة معرض «خضرة» الذى تم عرضه فى مركز «درب 1718» بعدها طلبت استيفانيا منى إقامة معرض خاص لى بمشربية.

 

 

كانت اللوحة الأساسية بمعرض «خضرة» هى لوحة «على أرض غابتي»، موضوع المعرض هو موضوع ذاتى أتحدث فيه عن حياتى الشخصية إنما بشكل عام، فكنت أسجل لمدة سنتين منذ 2011 لكل ما يتم نشره حولنا والأحداث المتتالية فى حياتنا، فحياتى الذاتية الداخلية هى غابة مليئة بالتفاصيل وهوما حاولت إظهاره فى كل لوحة من لوحات المعرض، فأردت أن أعمل شيئًا كالسحر أو الواقع البديل مثلما تعامل الإنسان الأول مع الحياة التى لم يكن قد فهمها بعد.