الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كل عام وأنتم بخير
كتب

كل عام وأنتم بخير






كرم جبر روزاليوسف اليومية : 05 - 04 - 2010

أحمد زكي بدر.. هل نتحمل وزراء آخرين مثله؟

( 1 )

- كل عام والأخوة الأقباط بخير بمناسبة عيد القيامة المجيد، أعاد الله هذه الأيام علي مصر وشعبها بالهدوء والسلام والطمأنينة.. مصر بمسلميها وأقباطها وأرضها وسمائها ونيلها.

- احتفالات الكنيسة القبطية التي ترأس قداس القيامة البابا شنودة، كانت غاية في الروعة والتحضر، وتجسد ذلك بحضور قيادات مسلمة لتهنئة البابا والمسيحيين بالعيد.
- ياليت هذه الروح تكون عنوانًا نواجه به الأزمات الطائفية المفتعلة، فبالمودة والتعايش السلمي بين عنصري الأمة، تستطيع مصر أن تتغلب علي أية مشكلة طائفية.
( 2 )
- التهنئة بالعيد للبابا شنودة علي وجه الخصوص، حيث استطاع هذا الرجل العاشق لمصر أن يحتوي كثيرًا من المشاكل والأزمات، وأن يعبر بها إلي بر الأمان.
- نجح البابا شنودة في ذلك، لأنه يعلم جيدًا أن مصر هي الحضن الوحيد الذي يمكن أن يحتوي الأقباط، وأن الاستقواء يكون بمصر وليس بأي قوة أخري.
- البابا شنودة يعلم جيدًا أن غالبية المسلمين يبادلون إخوانهم الأقباط المحبة والاحترام، إلا نفر قليل من هنا وهناك، ابتليت بهم البلاد في أزمة الفتن والصراعات.
( 3 )
- الأعياد تجمعنا، ويجب ألا تفرقنا المشاكل والأزمات، ففي النهاية لن تكون مصر قوية ومستقرة وآمنة، إلا بوحدة مسلميها وأقباطها وتعايشهم كشركاء في وطن واحد.
- كلمة «كل سنة وأنت طيب» يمكن أن تذيب آلامًا كثيرة تنتج عن تصرفات تبعد كل البعد عن جوهر الأديان والروح السمحة التي طبع عليها المصريون.
- الأعياد تجمعنا، ويجب أن نحافظ علي هذه التقاليد المصرية الأصيلة، ولا نسمح أبدًا لدسيسة أو وقيعة، فالمتربصون كثيرون جدًا، ويتحينون أية فرصة للصيد في الماء العكر.
( 4 )
- اليوم أيضًا عيد شم النسيم، أحد الأعياد المصرية الأصيلة الذي ليس فيه مسلم ولا قبطي، بل مصري يعشق الطبيعة والجمال والخير والخضرة، فجعل لجمال الطبيعة عيدًا.
- نتشارك في الاحتفال، وفي الطعام الواحد الذي نأكله وفي الذهاب إلي الحدائق والمتنزهات، وهكذا حين يحتفل المصري بأعياده الخاصة، يكون طابعه الخير والنماء.
- شم النسيم وعيد القيامة المجيد يجيئان هذا العام بعد أحداث نجع حمادي، التي ندعو الله أن تكون آخر الجرائم المؤسفة وأن تتم إزالة آثارها العالقة في النفوس.
( 5 )
- بهذه المناسبة أيضًا أتمني أن تستمر علاقات المحبة والتعاون والتفاهم بين البابا شنودة وشيخ الأزهر الجديد الدكتور أحمد الطيب، استمرارًا للأسس التي وضعها سلفه المرحوم الدكتور سيد طنطاوي.
- طنطاوي رحمه الله استطاع أن يخلق جسورًا من المحبة والتعاون مع الكنيسة والبابا شنودة، وضرب الرجلان مثلاً رائعًا وخففا كثيرًا من حدة المشاكل.
- الدكتور أحمد الطيب شخصية مستنيرة وله آراء رائعة في الحوار بين الأديان، بجانب أنه يتسم بالهدوء وعدم الانفعال والعمق السياسي المكتسب من عضويته للحزب الوطني.
( 6 )
- أحمد زكي بدر.. زيارته المفاجئة أحدثت صدمة هائلة وارتباكًا شديدًا، فربما كانت المرة الأولي التي يترك فيها وزير مكتبه، وينزل إلي أرض الواقع، ليري المشاكل علي الطبيعة.
- شتان بين التقارير المكتوبة، مهما كانت صادمة، وبين الحقيقة، وبين الوزير الذي يصدر أوامره بناء علي عيون الآخرين، وبين من يري ويشاهد بعينيه هو وحواسه هو.
- بدر وضع زملاءه الوزراء في حرج شديد، وأثبت أنهم إما غافلون، أو مخدوعون بالزيارات المنمقة والمعلن عنها سلفًا، وليست بشكل مفاجئ.
( 7 )
- السؤال هنا: هل تتحمل مصر وزراء آخرين مثل أحمد زكي بدر، وفي حجم تحركاته وجرأته وإزعاجه وخروجه علي المألوف؟
- الإجابة : في رأيي لا.. فأي وزير يذهب إلي «زيارة مفاجئة» يجد في استقباله يافطات الترحيب ومنصات التتويج، والسجادة الحمراء والرمال الصفراء وباقات الورود.
- أيا كانت الآراء المتباينة في الزيارة الصدمة، فيكفي أحمد زكي بدر أنه كشف الغطاء فجأة، فخرجت منه حشرات عمرها قرن علي الأقل.

E-Mail : [email protected]