الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رغم الاستقالة.. الخطيب يلقى كلمة سوريا.. وسط خلافات بالمعارضة







 
 
كتب - مصطفى أمين ووسام النحراوى ووكالات الأنباء
يعقد مؤتمر القمة العربية الرابع والعشرون فى الدوحة اليوم فى ظروف أقل ما يمكن أن توصف به أنها «استثنائية وحرجة» من عمر الأمة العربية التى تعيش أزمات متلاحقة ومصاعب وتحديات وقضايا عالقة تنتظر الحسم.وتأتى الأزمة السورية التى دخلت عامها الثالث دون أن تلوح فى الأفق بوادر لأى حلول والقضية الفلسطينية كعادتها على أولوية أجندة جدول القمة العربية.وتشير التكهنات المبدئية إلى فشل القمة العربية قبل أن تقام لأن كل شيء يحدث الآن فى العلاقات العربية فيه شك والتباس وغموض وارتباك. والكتلة الوحيدة التى يتوفر فى علاقاتها الحد المناسب من التفاهم والثقة هى مجموعة دول مجلس التعاون الخليجى، أما سوريا فلا تمتلك أى علاقة جيدة إلا مع العراق والجزائر أما بقية الزعماء العرب فليسوا على استعداد حتى لمجرد الرد على مكالمة هاتفية للأسد.
 
ويبرز المراقبون تخوف السعودية والأردن والإمارات والكويت من طبيعة علاقات حكومة المالكى بإيران بشكل أصبح يؤدى إلى توترات إقليمية، كما تشكل ليبيا قنبلة قبلية موقوتة وعلامة استفهام لجيرانها فى مصر والسودان وتونس والجزائر.أما دول الربيع العربى، وعلى رأسها مصر وتونس فينظر لها بترقب ورصد لأوضاعها الداخلية التى لم تستقر حتى الآن، وفيما يخص حركة حماس والسلطة الفلسطينية المتمثلة في فتح، فالعرب منقسمون بين تأييد إحداهما ضد الأخرى أو التعامل السلبى مع كليها، فإذا جلس كل هؤلاء الزعماء معا فى قاعة واحدة بمشاكلهم ومشاعرهم تجاه بعضهم البعض، فكيف يمكن أن نخرج بأى تفهم أو تفاهم.
 
وأكد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطنى السورى المسقيل أنه سيلقى كلمة باسم الشعب السورى فى مؤتمر الدوحة، مشددا فى بيان له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، على أن ذلك لا علاقة له بالاستقالة التى ستناقش لاحقا.يذكر أن الخطيب نفى فى وقت سابق الربط بين تقديم استقالته وبين اختيار غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، مرجعا السبب إلى تقاعس المجتمع الدولى عما يجرى فى سوريا.وانتقد الخطيب الموقف الدولى، مؤكدا أن مايحدث ماهو إلا مؤتمرات ووعود، والمجتمع الدولى يتفرج على شعب يذبح يوميا ولا يتخذ موقفا من ذلك.فى سياق متصل، رحب الائتلاف السورى بتوصية مجلس وزراء الخارجية العرب أمس بمنح الائتلاف مقعد سوريا فى الجامعة العربية، على الرغم من اعتراض كل من السودان والجزائر والعراق ولبنان.
 
ويأتى هذا الترحيب على الرغم من عدم صدور قرار رسمى بمنح الائتلاف المعارض مقعد سوريا فى ظل انقسامات مفاجئة للمعارضة كان من أبرزها استقالة معاذ الخطيب وإعلان «الجيش الحر» عدم الاعتراف بغسان هيتو رئيس الحكومة الانتقالية.من جانبه، أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصرى أن استقالة معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف السورى المعارض “لن تؤثر على قرار منح مقعد سوريا للمعارضة”.وتشير تقارير صحفية إلى عقد اجتماع مغلق فى القاهرة بين عدد من أعضاء الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية ومعاذ الخطيب لإثناء الأخير عن قراره بالاستقالة، حتى لا تنقطع حلقة التواصل بين المجتمع الدولى والمعارضة السورية.
 
عربيا وصل الرئيس محمد مرسى أمس للمشاركة فى القمة العربية التى تواصل اجتماعها على مدى يومين، إذ يلقى كلمة فى الجلسة الافتتاحية للقمة يحدد فيها المواقف المصرية تجاه أبرز القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة وفى مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وتطوير وهيكلة الجامعة العربية والتكامل الاقتصادى العربى وتعزيز العمل العربى المشترك.ومن المقرر أن يعقد الرئيس مرسى سلسلة من اللقاءات مع عدد من الزعماء العرب لبحث تدعيم العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الاقتصادى والاستثمارى وعدد من القضايا الإقليمية والتطورات الجارية على الساحة العربية، كما يلتقى الرئيس على هامش زيارته للدوحة بممثلى الجالية المصرية فى قطر فى إطار لقاءاته مع المصريين فى الخارج لبحث مشكلاتهم ووضع الحلول المنسوبة لها وكيفية مساهمتهم فى دعم الاقتصاد المصرى.
 
يذكر أن وزراء خارجية مصر والسودان وليبيا عقدوا اجتماعاً فى الدوحة على هامش الاجتماع الوزارى التحضيرى للقمة العربية، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول الثلاث فى عدد من المجالات، على رأسها الزراعة والطاقة ودعم البنية التحتية وبناء القدرات، حيث تم التوافق على عقد اجتماع يضم خبراء الدول الثلاث فى الأيام المقبلة لصياغة الإطار العام للمشروعات المشتركة فى هذه المجالات.من جهته، أعرب وزير الخارجية المصرى محمد عمرو عن ارتياحه لهذا التطور المهم الذى من شأنه أن يعزز التعاون المشترك بين الدول الثلاث، مشيرا إلى أن مصر والسودان وليبيا تجمعها علاقة تكاملية لا تنافسية، كما تجمعها إرادة سياسية للاستفادة من الإمكانات والموارد المتوفرة لديها فى تحقيق التنمية المنشودة وتوفير فرص عمل جديدة لشعوبها، وذكر عمرو أن نجاح هذا «المثلث الذهبى» من شأنه أن يمثل نموذجاً للتكامل الاقتصادى المأمول بين جميع الدول العربية.
 
فيما أكد الملك عبدالله الثانى عاهل الأردن أن التحديات الاستثنائية وغير المسبوقة التى تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، تستدعى منا جميعا تنسيق الجهود المتصلة بتفعيل العمل العربى المشترك، وتعزيز التعاون بين الدول العربية لمواجهة هذه التحديات، والحد من آثارها وانعكاساتها السلبية على مصالح أمتنا الاستراتيجية وقضاياها المصيرية.