الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«فيه حاجات غلط»!
كتب

«فيه حاجات غلط»!




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 07 - 04 - 2010


«انظر حولك» هؤلاء علي يمينك ويسارك


1


- «فيه حاجات غلط».. لأن أكثر المستفيدين سياسياً واقتصادياً في هذه المرحلة هم أكثر المشككين والخائفين علي مستقبل البلد، والجملة التقليدية التي تسمعها منهم «إحنا رايحين علي فين»؟


- المفترض بفعل التخمة السياسية والاقتصادية التي يعيشون فيها أن يقودوا حملة لتغيير المزاج المتشائم لبعض الناس، لا أن يصنعوا هم بأنفسهم هذا المزاج المتشائم.
- المفترض أيضاً أن يكونوا صمام أمان، بما يملكونه من قوة تأثير في الرأي العام، باعتبارهم «الصفوة»، والصفوة في أي مجتمع هي التي تحمي قيمه ومعتقداته، لا أن تجرده منها.
2
- «فيه حاجات غلط».. ولا أقول ذلك يأساً أو إحباطاً، ولكن لأن نظرية «نصف الكوب الفارغ» أصبحت موضة قديمة، وحلت محلها «كل الكوب الفارغ».
- تقرأ الصحف الخاصة وتشاهد الفضائيات، فتتخيل أن يوم القيامة آتٍ بعد ساعات، وأن البلد علي كف عفريت، وأن العفريت أصدر قراراً بالتمرد والعصيان والثورة.
- علي العكس تماماً، إذا تجولت في الشوارع يوم شم النسيم أول أمس تجد أن مصر التي تقرأ عنها وتشاهدها في الصحف والفضائيات، ليست مصر التي تمشي فيها.
3
- «فيه حاجات غلط».. وابتلي الله البلاد بصنف من الناس يظهرون غير ما يبطنون، فهم مثلاً نجوم بارزة في الحزب الوطني والحكومة، وهم في نفس الوقت أشد نقمة علي الحزب والحكومة.
- يقولون كلاماً في الهواء الطلق وعكسه تماماً في الغرف المغلقة، «حكوميون» علناً و«معارضون» سراً، يأكلون علي مائدة الحكومة ظهراً، ويتعشون مع المعارضة ليلاً.
- لو فكر كل واحد منا في هذا النوع من «المزدوجين»، فلن يجد صعوبة في أن يعرفهم بالاسم والصفة والشكل، وهم في كثير من الأحيان الفائزون.
4
- «فيه حاجات غلط».. لأن المصلحة الشخصية أصبحت أهم ألف مرة من المصلحة العامة، وكثير من المهمين والمؤثرين لا ينظرون إلا تحت أقدامهم، مصلحتهم أهم من البلد ومستقبله.
- هؤلاء ينتشرون في كثير من الأماكن والمواقع، ويديرون الأمور بهذا المنطق المعوج، لا يتراجعون ويزدادون قوة وإصراراً.
- أسوأ شيء هو أنهم يغلفون مصالحهم الشخصية بسلوفان المصلحة العامة، فيختلط الأمران، وتنتحر المصلحة العامة، وترتفع راية التصرفات الأنانية والمكاسب الذاتية.
5
- «فيه حاجات غلط».. لأن التكتلات أصبحت غامضة وغير مفهومة، وتغيرت معايير الأداء والتقييم والتوجهات، فلا تعرف الآن من هو المؤيد ولا من هو المعارض، والمجد للرمادي.
- «شلل» متداخلة ومعقدة، تستطيع أن تفرض إرادتها وسطوتها، وليس مهماً «سابقة الأعمال» ولا «كشف السيرة والسمعة»، «الشللية» أهم من الانتماء والولاء.
- انظر حولك، ستجدهم ينتشرون ويتغلغلون ويفرضون سطوتهم وقوانينهم، ويخلقون عالماً جديداً، يعتمد نظرية "أهل الثقة"، في أسوأ صورها.
6
- «فيه حاجات غلط».. لا أقول ذلك يأساً أو إحباطاً، بل بحثاً عن شحنة أمل جديدة، تعيد الأوضاع إلي مسارها الصحيح، لأن مصر ليست بهذا السوء ولا السواد.
- المشككون يذرفون دموع التماسيح، وللأسف الشديد فقد بدأت العدوي تتسلل لأسفل، وتصيب قطاعات كبيرة من الناس بصفات وعادات لم يعرفها المصريون من قبل.
- بعض الناس صاروا أكثر غلاً وحقداً وشماتة وكراهية، صاروا أكثر استعداداً للكذب والخداع والنفاق، وتلك هي أمراض «الصفوة» التي انتقلت للآخرين.
7
- «فيه حاجات غلط».. وفي هذه الأجواء يصبح بعض الناس مثل الزوجة الناكرة التي لا تري خيراً «يفعله زوجها» إلا بعيون الشر والجحود والنكران، وياويل من يبتلي بذلك.
- إذا انتقلنا للصورة الأكبر، فمصر فيها أشياء جميلة وإنجازات كبيرة يمكن أن نتحدث عنها، لكنها محجوبة وراء أستار الروح العدوانية الجديدة.
- مصر فيها خير كثير لا نراه إلا فقراً، وفيها شعب طيب، يحاولون أن يجعلوه شريراً، فيها الأصالة والشهامة التي يريدون استبدالهما بالخسة والندالة.


E-Mail : [email protected]