الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عار عليك يا سيد هويدي






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 28 - 12 - 2009


العار الحقيقي أن تغلب الحسابات الشخصية والمكاسب الذاتية علي اعتبارات وقواعد المصلحة العامة والتي تفترض أنه لا خلاف عليها مهما تقاطعت وجهات نظرنا ومهما تبادلنا الخلاف السياسي ففي النهاية هناك ثوابت لا يمكن الاختلاف عليها ولا التشكيك فيها ولا اطلاق سحابات الدخان حول مقاصدها خاصة التي تتعلق بسيادة الوطن و ضمان أمنه وسلامته.. واحترام إجراءاته و ترتيباته التي تنطق من قواعد عامة لا تخص شخصًا أو موضوعًا وإنما تتعلق بقواعد دولة.
وعندما يكتب الاستاذ فهمي هويدي عن الاجراءات السيادية علي الارض المصرية عند الحدود وهو يعلم تمام العلم من مصادره الموثقة في قطاع غزة وفي العاصمة الإيرانية أن التهريب عبر الأنفاق ليس فقط تجارة سلع ووقود.

وإنما أيضا أجندة سياسية تحقق اغراض فصيل فلسطيني لا يسعي إلي الحل الوطني بما يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني في رفع الحصار علي غزة.. وهو المعطل الحقيقي لاعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة بغض النظر عن المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة الذين دمرت بيوتهم ومصادر رزقهم .

وظهير إيراني فارسي يدفع ملايين الدولارات من أجل الابقاء علي عدم التوصل الي حل وطني.. وفي هذا السياق لا يتورع حلفاؤه عن الدفع بخلايا تخطط لضرب أهداف داخل الأراضي المصرية كخلية حزب الله الواقفة أمام القضاء المصري العادل الآن.. وتهريب أفرادها ومعداتها عبر تلك الانفاق.. هنا العار الحقيقي.

وعندما يطلب السيد هويدي من الدولة المصرية أن تتغاضي عن ترتيباتها السيادية وتخضع لضغط إعلامي من طالبي أضواء وأصوات ناخبين في دوائرهم الانجليزية.. فتوافق علي عدم الاحترام للترحيب المصري بجهد السيد "جالاوي" وقافلته وإبلاغه رسميا وفي الوقت المناسب بالمكان الذي فيه سيتم استقباله وقافلته وتحدده بميناء العريش.

ويضع الاستاذ هويدي تساؤلا عن عدم تلبية رغبة السيد "جالاوي" في الدخول من ميناء العقبة في الوقت الذي لا يفسر فيه أسباب قدوم السيد "جالاوي" وقافلته الي ميناء العقبة واصراره علي عدم الامتثال للترتيبات المصرية بما يحعله -"جالاوي"- يتحمل وحده مسئولية المأزق الذي وضع نفسه فيه.. فهنا العار الحقيقي.
وعموما فإن العريش في انتظار السيد جاولاي وقافلته والمعبر مفتوح من 3 يناير لمدة ثلاثة أيام.. فإذا أراد السيد جالاوي وقافلته إنهاء مهتهم فأهلا وسهلا.. وأن لم يرد فهذا شأنه.

أما السيد هويدي.. فقليلا من الخجل يمنع العار الحقيقي.

[email protected]