حال غزة

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 29 - 12 - 2009


بعد عام من العدوان الإسرائيلي علي غزة وبعد أقل من عام من تلبية 70 دولة للدعوة المصرية الاجتماع في شرم الشيخ تعهدت بمبلغ خمسة مليارات و200 مليون دولار لا تزال الحال كما هي الحال.

لم ينفق دولار واحد في إعادة بناء منزل واحد من منازل الفلسطينين التي تهدمت في العدوان وحتي هذه اللحظة لا يزال ما يزيد علي ألف أسرة فلسطينية تعيش في الخيام مما دفع بوكالة الغوث الدولية في غزة إلي بناء أكواخ من الطين وصفها جون جنج مدير الوكالة في غزة بأنها بالتأكيد أفضل من والخيام.

أهل غزة الذين تعرضوا للعدوان الإسرائيلي المجرم علي أبنائهم وممتلكاتهم.. بكل ما يمثله من معاناة وعدم وجود مأوي أو بيت من ضغط علي تفاصيل الحياة اليومية ودفعوا ثمن الإدارة الحمساوية للقطاع بعد الانقلاب المسلح علي السلطة الشرعية.. ودفعوا أيضا ثمن القرارات الحمساوية بإنهاء التهدئة.
طوال هذا العام تحولت معاناة أهل غزة الحياتية إلي ورقة من أوراق المساومة والمتاجرة لفرض أمر واقع يحقق مكاسب حماس السياسية والمالية لتنظيماتها وكوادرها إضافة للمزيد من النقاط في خانة الأجندة الإيرانية التي تتولي التمويل.

طوال العام لم تسع حماس إلي المصالحة الفلسطينية ولم ترد إنهاء لهذه المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهل غزة.. بل أجهضت كل الفرص بعد أن استهلكت كل الوقت وكل الجهد في التفاوض وإعادة التفاوض وحين حان وقت إقرار المصالحة ماطلت وتلكأت وامتنعت عن توقيع وثيقة الاتفاق.

ومن ثم فإن استمرار معاناة أهل غزة لا يدخل في اهتمام الإخوة في حماس لهذا العام في ذكري العدوان الإسرائيلي ولا أظن أنه سيدخل في اهتمامها العام القادم في الذكري الثانية ولا أي من الأعوام القادمة.. ولتبقي الخمسة مليارات دولار محبوسة وليبقي الفلسطينيون في غزة ممن دمرت ممتلكاتهم يعيشون في الخيام وأكواخ الطين.. إلي أن تقرر حماس الانحياز إلي المصالح العليا للشعب الفلسطيني ليس في غزة فقط وإنما في الضفة أيضا.

والله يساعد من يساعدون أنفسهم.

[email protected]