الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روايات عربية ترصد إشكالية «الأنا والآخر»




 
عن «إشكالية الأنا والآخر»، التى تؤرق العالم منذ أحداث سبتمبر 2001، حيث الحقت بـ»الأنا» تهمة الإرهاب، يدور كتاب «إشكالية الأنا والآخر... نماذج روائية عربية» للدكتورة ماجدة حمود، الصادر حديثا عن سلسلة «عالم المعرفة».يسعى الكتاب إلى إبراز خطورة الإرهاب الفكري، الذى يؤدى إلى إرهاب يدمر الإنسانية مما يؤدى إلى نفى الآخر المختلف عرقيا دينيا فكريا... إذ يبيح هذا القتل المعنوى للآخر تصفية جسده فى نهاية المطاف، ومن هنا تبرز أهمية الانفتاح واحترام الاختلاف، فنحن اليوم على مفترق طرق، فأما أن نكون أبناء الازدهار حين نعترف بالآخر شريكا لنا فى البناء فنصغى إليه كما نصغى لذواتنا، وأما ننكره تماما لنغرق فى ظلام ذواتنا العدائية والمنغلقة على نفسها.
 
 
 
ولتوضيح هذه القضية اختارت الكاتبة ثمانى روايات تنتمى إلى عدة بلدان عربية فلسطين الكويت السعودية اليمن سورية مصر السودان والجزائر كتبت بين عامى 1999 و2009، فى محاولة للإجابة عن بعض الاسئلة التى تناقش كيفية بناء الجسور التفاهم  بين الأنا والآخر ومدى حضور لغة العنف فى تجسيد إشكالية الأنا والاخر وما هى الرؤى العربية لهذه الاشكالية خاصة إن كان منبعها نظرة إقصائية تنزه الأنا وتحقر كل من يختلف معها على طول الطريق وعلاقة الأدب الروائى بنقد الذات، وهل أفلح فى التعامل مع الآخر الهامشى الأسيوى أو الأفريقى.
 
 
 
وقد تناولت الكاتبة عددا من الروايات للتطبيق عليها وتفنيدها من هذه الزاوية فكانت مواضيع الكتاب بحسب هذا التقسيم كالتالى «الأنا والآخر الآسيوي» فى رواية إسماعيل فهد إسماعيل: «بعيداً إلى هنا» وأهداف سويف تبنى جسورا بين النا والآخر فى رواية: «خارطة الحب» ثم الأنا الإفريقية والآخر فى رواية «حجول من شوك» للروائية بثينة خضر مكى والأنا والآخر الصهيونى فى رواية سحر خليفة: «ربيع حار» وسؤال الهوية فى مرآة الآخر لدى عبد الرحمن منيف فى ثلاثية: «أرض السواد» وإشكالية لقاء الأنا والآخر اليهودى فى رواية على المقري: «اليهودى الحالى»، والأنا فى مرآة الفرنسى إثر الحرب الأهلية اللبنانية فى رواية غادة السمان: «سهرة تنكرية للموتى» وإشكالية الأنا والآخر المستعمِر فى رواية واسينى الأعرج: «كتاب الأمير».
 
 
 
وفى كلمتها التقديمية قالت الباحثة نستطيع بكل سهولة حل إشكالية الأنا والآخر حين ترتقى بإنسانية الإنسان فنتبنى قيما حضارية أنجزتها الأمم جميعا مما يؤسس لمد جسور التفاهم بين البشر بعيدا عن الهويات القاتلة، إذ يحدث الانفتاح على العالم الخارجى حيث يمكن أن نلتقى بالآخر مثلما يحدث الانفتاح على العالم الداخلى أو الأنا، بفضل قيم إنسانية خالدة.