الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التطعيم والمسئولية






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 06 - 01 - 2010


انقسم أولياء أمور تلاميذ المدارس إلي فريقين.. الأول والأكبر في نفس الوقت.. هو الذي رفض تطعيم أبنائه بالمصل الواقي من أنفلونزا الخنازير مقررا قبول احتمالية إصابة أطفاله بالمرض ميلا إلي قناعة الاعتقاد في المناعة الذاتية التي سيحصل عليها الطفل في حالة إصابته بالمرض وعلاجه وشفائه.
مستندا إلي أن حالات الإصابة التي ظهرت بين تلاميذ المدارس ومنذ بداية العام الدراسي قد تم اكتشافها سريعا والسيطرة عليها مكانيا وشفاؤها علاجيا بشكل لا يستدعي ضرورة التطعيم بالمصل الواقي ومن ثم فإن الإصابة بالمرض والشفاء منه سيحقق المناعة الذاتية للجسم.

والفريق الثاني من أولياء الأمور وأنا منهم.. وهو الأصغر قرر الموافقة علي تطعيم أبنائه بالمصل الواقي خاصة أنه حتي كتابة هذه السطور هناك دلائل علمية وطبية ترجح ما قيل عن أعراض جانبية تصاحب التطعيم بالمصل الواقي.

وأن كل ما يثار عن ظهور أعراض عاجلة أو آجلة بعد عشر سنوات.. ليس سوي اجتهادات كلامية عارضة لا تستند إلي أي حقيقة طبية موثقة.. وإنما فقط مادة طازجة للبرامج الليلية الفضائية وصفحات بعض الجرائد الخاصة لزوم الانتشار الإعلامي من أجل نسبة مشاهدة أعلي ونسبة توزيع أكبر للصحف.
وبغض النظر عن عدم الإعلان الطبي العالمي عن هذه الأعراض سواء العاجلة أو الآجلة مع حصول الملايين من أبناء البشر في الأرض المعمورة علي التطعيم بالمصل الواقي.

إلا أن واقع هذا الانقسام بين أولياء الأمور يؤكد علي أن المسئولية المباشرة عن صحة التلاميذ وإصابتهم أو عدم إصابتهم بأنفلونزا الخنازير قد انتقل بشكل كلي من أيدي وزارة الصحة وأجهزتها التي أعطت تقديرات إصابة منذ بداية ظهور المرض في مصر.. ونفذت خطوات في خطة شاملة لمواجهة الإصابات بأنفلونزا الخنازير وانتشارها بين أطفال المدارس.. وآخرها توفير اللقاح وبدء حملة تطعيم واسعة لأطفال المدارس.

إلي أولياء الأمور وقراراتهم الفردية الشخصية دون قرار أو إقرار.. وبما يتحملون معه كل النتائج.. وحدهم ولا أحد آخر.. فمن يريد تطعيم ابنه هو حر.. ومن يريد الامتناع عن تطعيم ابنه هو أيضا حر.

[email protected]