الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مبارك: المخابرات الليبية قتلت أشرف مروان بسبب صفقات السلاح




يكشف الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى هذا الجزء من مذكراته التى تعيد «روزاليوسف» نشرها بناء على رغبة القراء، تفاصيل عملية اغتيال أشرف مروان التى كان وراءها جهاز المخابرات الليبى بعد أن اختلف «مروان» مع معمر القذافى على صفقات السلاح.
ويؤكد مبارك أن رجلين ليبيين قتلا «مروان» بعد أن صعدا إلى شقته فى عقار «إس دبليو كارلتون هاوس تيراس» وسط لندن.
 
 
فى 30 يونيو 2007 وصل جثمان الراحل «أشرف مروان» للقاهرة وفى جنازة مهيبة حضرها لفيف من رجال نظام مبارك كان على رأسهم نجله جمال مبارك وفتحى سرور رئيس مجلس الشعب الاسبق وصفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى يومها، شيع جثمان مروان إلى مثواه الأخير.
 
مروان الذى دارت حوله العديد من القصص حول عمله لحساب الموساد الاسرائيلى خلال حرب أكتوبر 1973 يسرد قصته مبارك فى أحد فصول مذكراته «الحقائق الكاملة حول مقتل مروان».
 
وفى مفاجأة يكشف مبارك أن عملية اغتيال مروان وقعت فى تمام الواحدة وأربعين دقيقة من ظهر يوم الأربعاء 27 يونيو 2007 بواسطة رجلين ليبيين الجنسية ألقيا بالراحل مروان من نافذة شقته الكائنة فى وسط لندن، مشيرا إلى أن المعلومات الكاملة عن عملية اغتيال مروان التى لم تستغرق سوى دقيقة و احدة عرفها السير «إيانورا فيكبلير» مدير جهاز سكوتلانديارد منذ أول اسبوع أجريت فيه التحقيقات حول الحادث.
 
 
وأكد مبارك أن رجل أعمال بريطانى الجنسية كان صديقا لـ«مروان» شاهد عملية القتل كاملة من شرفة منزله التى تقع بالطابق الثالث بالعقار الملاصق من ناحية اليمين لشرفة مروان، حيث أمسك احدهما به من الخلف وهو مطبق بيده الاخرى يحتضن مروان ويكمم فاه فى ذات الوقت بينما صعد الثانى على حافة الشرفة ليتسلم الراحل من الرجل الاول وفى ثوان قذف بمروان من النافذة ليسقط صريعا على أرض الحديقة الواقعة بالمبنى وسط ذهول الشاهد الوحيد لعملية القتل.
 
مبارك يكشف أيضا لأول مرة أن ذلك الشاهد تم اخفاء شهادته الكاملة عن عمد لأن أجهزة المخابرات البريطانية كانت قد توصلت للمنفذين بدقة وبالاسماء، وهما من جهاز المخابرات الليبية، إلا أن كشف الحقيقة يومها كان سيهدد المصالح البريطانية ويفضح علاقة رئيس وزراء بريطانيا الاسبق «تونى بلير» السرية بمعمر القذافى.
 
وطبقا لشهادة مبارك ومعلوماته الجديدة التى يفجرها بالمذكرات فكان لدى الاجهزة البريطانية جميع الاسرار المحيطة بمقتل مروان بعد حفظها فى أرشيف الدولة السرى للغاية، فى الوقت الذى يؤكد فيه مبارك أن لندن سنتشر فيلما مصورا عن عملية اغتيال مروان الحقيقية فى يوم 27 يونيو 2042 وذلك طبقا لقانون حماية الاسرار البريطانية الذى يفرض مرور 35 عاما كاملة قبل نشر أى أسرار تخص الدولة خاصة أن اغتيال مروان صنف يومها من أسرار الأمن القومى البريطانى.
 
 
وقال مبارك: إن الجناة عطلوا كل كاميرات الحراسة ودخلوا من أحد أبواب مداخل المبنى الخمسة الجانبية وأنهم اختاروا يوم 27 يونيو بالتحديد لأنه كان يوم تنصيب رئيس الوزراء «جوردون براون» الذى تسلم السلطة من «تونى بلير» المكروه أيامها بسبب مشاركته للعدوان على العراق فى احتفالات رسمية جرت مراسمها فى نفس توقيت عملية اغتيال مروان بمقر رئاسة الوزراء البريطانية بوسط لندن حيث يقع سكن مروان ومسرح الجريمة.
 
 
ويكشف مبارك أنه علم من الوهلة الاولى أن الذى نفذ الاغتيال جهاز تتوافر لديه جميع المعلومات اللوجستية المطلوبة لمثل ذلك النوع المتهور من العمليات وأن ذلك الجهاز لم يتخذ قراره فى يوم وليلة بل درس كل ظروف العملية بدقة على مدى شهور طويلة فعلم أن شرطة لندن وكل عيون أجهزة المخابرات ستكون منشغلة فى هذا اليوم بتأمين عملية نقل السلطات من الوزراء لبعضهم البعض ولعملية حضور ملكة بريطانيا وكل أعضاء البرلمان الحفلات الخاصة بمراسم التنصيب كما سيكون الشعب كله منشغلاً بمستقبل البلاد فاختار ذلك التوقيت.
 
 
ولم يستبعد مبارك أن يكون «تونى بلير» على علم بما سيحدث لـ«مروان» فى ذلك اليوم، مؤكدا أن مروان أخبر المخابرات البريطانية التى كانت له معها علاقات وطيدة للغاية بمخاوفه من أنه يشعر بالتهديد على حياته قبل مقتله بأيام دون أن يخبر أحدًا حوله على خلفية أنه كان وسيطا فى صفقات سلاح مع ليبيا ودول إفريقية أخرى وأن هناك مشاكل شرسة نشبت من تلك العلاقات ولذلك كان مبارك يعتقد أن بلير كان على علم بتلك الصفقات أيضا بصفته صديقا سريًا للقذافى ورئيسا لوزراء بريطانيا فى توقيت الصفقات التى قام بها مروان لحساب القذافى وأبنائه.
 
ويعود مبارك ليؤكد أن عملية مقتل الفنانة سعاد حسنى التى لقيت حتفها فى ظروف مشابهة بذات الحى بلندن فى يوم الخميس الموافق 21 يونيو 2001 عن طريق إلقائها من شرفة منزلها اختار الجهاز الليبى تقليدها بدقة حتى يطمس معالم الجريمة وتتوزع الشبهات بعدها على أكبر عدد من الأجهزة العربية والشرق أوسطية.. وأن حفاظ الجناة على ملامحهم الشرقية رغم امكانية تغييرهم ملامحهم جاء للصق التهمة بمصر وإسرائيل معًا حيث أنهما عمليًا من المفترض أن لديهما دافعًا منطقيًا يجعل من احدهما الجانى.. إلا أن الجانى فاته تفصيلة واحدة شديدة الأهمية وهى أن مروان كان يعمل فى الاساس مع الاثنين بشكل مزدوج فى قضية معقدة للغاية.
 
 
ويوضح مبارك أن يوم الثلاثاء الموافق 27 مارس 2007 شكل كارثة علنية لمروان، عندما أصدر القاضى الاسرائيلى «تيودور أور» حكما من المحكمة الاسرائيلية العليا كشف فيه للعالم بشكل رسمى أن مروان كان جاسوسا لإسرائيل فى قضية كانت تدور منذ عام 2004 بين اللواء «تسفى زامير» رئيس جهاز الموساد خلال حرب أكتوبر 1973، الذى كان آخر من قابل مروان مساء يوم 5 أكتوبر 1973 بلندن وأحد الضباط الذين أشرفوا على تشغيل مروان لحساب إسرائيل ومعه ضابطان كبيران سابقان من المخابرات الحربية الاسرائيلية هما «عاموس جلبواع» و«يوسف لنجوتسكى» كانا قد خدما تحت قيادة اللواء «إيلى زاعيرا» رئيس جهاز المخابرات الحربية الاسرائيلية خلال أكتوبر 1973.
 
 
وكان «زامير وجلبواع ولنجوتسكي» قد رفعوا على «زاعيرا» قضية اتهموه فيها بتعريض أسرار الامن القومى الاسرائيلى للخطر مع حياة العميل «بابل» وهو لقب «مروان» بالموساد بعد أن أذاع «زاعيرا» اسم مروان على الملأ وعن عمد فى حلقة برنامج حوارى تليفزيونى تمت فيه استضافة زاعيرا مع المذيع الاسرائيلى الشهير «دان مارجاليت»، والمعروف أن «زاعيرا» تمت اقالته بسبب هزيمة إسرائيل وهو لايزال حتى يومنا هذا يتهم مروان بأنه كان سبب هزيمة إسرائيل فى الحرب.
 
 

 
 

 
فتحي سرور
 
 

 
صفوت الشريف
 
 

 
جمال مبارك