الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«48» عملية تبادل أسري وجواسيس بين إسرائيل والعرب






روزاليوسف اليومية : 17 - 10 - 2011


عمليات تبادل الأسري بين إسرائيل والدول العربية سجل حافل شهد العديد من الصفقات منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي بل هو جزء من الصراع يعمل كل طرف علي أن يكون جاهزاً للحصول علي أكبر فائدة من كل صفقة تجري في هذا الإطار حتي إن إسرائيل عند خلو سجونها من الأسري العرب تعمل علي خطف ضباط وجنود أو حتي مواطنين من الدول العربية لمبادلتهم بأسراها وجواسيسها وفي الساعات القليلة المقبلة ستفرج إسرائيل عن 477 سجينًا فلسطينيًا كدفعة أولي لقائمة تضم 1027 أسيرًا وأسيرة يفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في إطار صفقة تبادل رسمية هي رقم «48» بين صفقات تبادل الأسري العرب والإسرائيليين منذ عام 1948 ويفرج عنهم من داخل «25» سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف هي الأشرس والأكثر قسوة في سجون الشرق الأوسط في مقابل «جلعاد شاليط» الجندي الإسرائيلي المخطوف في قطاع غزة منذ 25 يونيو 2006 ويأتي ذلك في واقع يثبت أن تلك الصفقة لن تكون الأخيرة في سجل صفقات تبادل الأسري بين العرب وإسرائيل وبالقطع ليست هي الأولي.
طبقا للسجلات الرسمية بدأت جمهورية مصر العربية تلك الصفقات في 27 فبراير 1949 عقب حرب تحرير فلسطين 1948 سقط لإسرائيل 156 في مصر و673 في الأردن و48 في سوريا و8 في لبنان بينما أسرت إسرائيل 1098 مصريا و28 سعوديا و25 سودانيا و24 يمنيا و17 أردنيا و36 لبنانيا و57 سوريا و5021 فلسطينيا وفي 27 فبراير 1949 بدأت مصر المبادلات فردت لإسرائيل 5 ضباط إسرائيليين سقطوا في معركة الفالوجة وفي المقابل حصلت مصر علي كل أسراها.
بينما في الفترة بين 7 و9 مارس 1949 حصلت الأردن علي كل أسراها وفي 4 إبريل بدأت سوريا المبادلة وأنهتها بكل أسراها في 31 يوليو 1949 ثم توقفت عمليات التبادل لعدم وجود أسري حتي ديسمبر 1954 عند سقوط 5 مقاتلين من الوحدات الخاصة الإسرائيلية في الجولان فينتحر منهم واحد في الأسر هو "إيلي إيلان" وتعاد جثته لإسرائيل في 14 يناير 1955 بينما تتم عملية مبادلة بزملائه الأربعة في 30 مارس 1956 .
بتاريخ 30 سبتمبر 1954 أسرت القوات المصرية 10 ضباط بحريين إسرائيليين علي السفينة الإسرائيلية "بات جاليم" التي حاولت اختراق قناة السويس وحدثت عملية مبادلة لهم عقب تدخل الأمم المتحدة في 1 يناير 1955 .
تتوقف المبادلات قليلا حتي أكتوبر ونوفمبر 1956 حين تأسر إسرائيل 5500 جندي وضابط مصري في العدوان الثلاثي بسيناء وفي 21 يناير 1957 تتم مبادلتهم بعدد 4 جنود وطيار وعدد آخر من الجنود سقطوا قبل حرب 56 وتنتهي المبادلة في 5 فبراير 1957 .
علي الجبهة السورية في 17 مارس 1961 يسقط لإسرائيل مقاتلان ويعادان في إطار مبادلة سرية وفي 21 ديسمبر 1963 تبادل سوريا 11 جنديا إسرائيليا ومواطنًا كانوا سجناء لديها منذ معركة 1949 وتحصل سوريا بدلا منهم علي 18 جنديا وضابطًا سورياً.
في يونيه 1967 سقط لإسرائيل 15 أسيرًا 11 في مصر و2 في العراق وواحد في سوريا وفي 15 يونيه 1967 بدأت عملية مبادلتهم وانتهت في 23 يناير 1968 وكان بينهم طياران هما "اسحق جالانتس" و"جدعون درور" وفي مقابلهما حصلت الأردن علي 428 جنديا وضابطًا أردنيا.
أما يوليو عام 1967 فقد شهد عملية مبادلة أخري بين مصر وإسرائيل عندما أعادت مصر لإسرائيل 6 ضباط بحريين من قوات الصاعقة البحرية الإسرائيلية قبض عليهم في الإسكندرية وفي نفس الصفقة أعادت مصر معهم أعضاء فضيحة لافون وتمت الصفقة في فبراير 1968 .
بعد تلك العملية كانت عملية مبادلة لعدد 572 جنديا سوريا مع طيار إسرائيلي واحد وجثتين لطيارين آخرين وجثة لمواطن إسرائيلي مدني ورفضت سوريا رد جثة إيلي كوهين الذي أعدم في دمشق في 2 إبريل 1968 وفي إطار ذات الصفقة عاد 12 جنديا أردنيا مقابل جثة جندي إسرائيلي سقط في معركة الكرامة التي وقعت بين الجيش الأردني وإسرائيل في 21 مارس عام 1968 عندما حاولت إسرائيل احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لكن الجيش الأردني انتصر وصد الهجوم ببراعة بينما لا تزال جثتان إسرائيليتان مفقودتان ليومنا هذا من تلك المعركة.
في الفترة من عام 1967 إلي عام 1970 كانت هناك حرب الاستنزاف وفيها سقط لإسرائيل 12 جنديا في مصر في أول يوم و3 في سوريا وفي 16 أغسطس 1970 أعيد لإسرائيل من مصر طيار جريح وفي 29 مارس 1971 أعيد جندي إسرائيلي آخر وفي 9 يونيو 1971 عاد 5 ضباط سوريين لدمشق وحصلت إسرائيل علي 3 طيارين أسري.
في 7 ديسمبر 1969 كانت عملية أخري عقب خطف طائرة إسرائيلية صغيرة لدمشق كان بها مواطنان إسرائيليان وبعدهما سقط في الأسر طياران مقاتلان لإسرائيل هما "جيورا روم" و"نسيم إشكنازي" وقد تمت مبادلتهم خلال حرب الاستنزاف بعدد 71 أسيرًا مصريا وسوريا بينهم طيارون وفدائين.
ونظرا لعدم وجود أسري عرب داخل إسرائيل يمكنها مبادلتهم بأسراها بدأت إسرائيل من 21 يونيو 1972 في عمليات خطف لضباط وجنود من الجيوش العربية القريبة منها ومن أشهرها عملية خطفها ل4 ضباط مخابرات سوريين من منطقة عيتا الشعب في الجنوب اللبناني.
في 3 يونيه 1973 اعادت سوريا لإسرائيل 3 طيارين هم "جدعون ميجان" وبنحاس نحماني" و"بوعاز إيتان" وفي المقابل حصلت سوريا علي 46 أسيرًا.
ومن ضمن عمليات تبادل الأسري عملية أخري بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في 23 يوليو 1968 برعاية مصرية ثم تلتها عمليات تبادل الأسري في خلال حرب الاستنزاف لكنها كانت لجنود معظمهم من الجيش الإسرائيلي كان المقاتلون المصريون يقومون بأسرهم من داخل سيناء وفي أحيان كثيرة كانت مصر تبادلهم بأسري من فلسطين.
في حرب أكتوبر سقط لإسرائيل 314 أسيرًا منهم 242 أسيرًا إسرائيليا سقطوا علي الجبهة المصرية و68 علي الجبهة السورية و4 سقطوا في لبنان وفي مقابل هؤلاء كان هناك 8372 أسيرًا مصريا و392 أسيرًا سوريا و13 أسيرًا عراقيا و6 أسري من المغرب وقد بدأت عملية المبادلة في 15 نوفمبر 1973 وتمت في 22 نوفمبر 1973 وفيها حصلت كل الدول العربية علي أسراها في إسرائيل وتم إخلاء السجون الإسرائيلية تقريبا من كل الأسري العرب.
أما في 4 إبريل عام 1975 فقد أعادت مصر إلي إسرائيل جثث 39 جنديا وطيارًا إسرائيليا من مفقودي حرب 1973 وفي المقابل حصلت مصر علي 92 فدائيا وشخصًا يهمها أمره.
في 5 إبريل عام 1978 ضلت عربة إسرائيلية عسكرية طريقها علي الحدود وكان بها 6 جنود ومواطن إسرائيلي فقابلتها المقاومة اللبنانية وقتلت منهم 4 جنود بينما تم أسر جندي واحد وفي 14 مارس 1979 تمت مبادلته بعدد 76 لبنانيا من الفدائيين.
في 13 فبراير 1980 تمت عملية مبادلة حصلت فيها إسرائيل علي جاسوسة الموساد الأردنية الجنسية "أمينة داوود المفتي" أشهر جاسوسة عربية عملت لحساب الموساد والتي كانت محتجزة لدي منظمة التحرير الفلسطينية وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح المعتقل "مهدي بسيسو" الشهير ب"أبو علي" ومعه المقاتل الفلسطيني "وليام نصار" وتمت عملية المبادلة في قبرص بإشراف لجنة الصليب الأحمر الدولية.
في 3 سبتمبر 1982 كانت معركة سلام الجليل علي حد التسمية الإسرائيلية أو كما نعرفها الحرب علي لبنان وسقط لإسرائيل 6 أسري تمت مبادلتهم في 23 نوفمبر 1983 مقابل عدد 4700 أسير فلسطيني كانوا في معتقل الأنصار الشهير بالوحشية وعدد 65 أسيرًا فلسطينيا آخر كانوا في سجون إسرائيل.
أما في 23 نوفمبر 1983 فقد أعادت منظمة التحرير الجنود الإسرائيليين "إلياهو أبوطبول" و"داني جلبواع" ورافي حزان" و"رؤوفين كوهين" وأفراهام موتيفاليسكي" و"أفراهام كورنفيلد" والذين كانوا أسري منذ 4 سبتمبر 1982 مقابل عودة 100 أسير أمني فلسطيني و4500 أسير من معسكر الأنصار بلبنان.
في 28 يونيو 1984 أعادت سوريا ثلاثة جنود إسرائيليين هم "جيل فوجل" و"أرئيل ليبرمان" و"جوناثان شالوم" مع 5 مواطنين إسرائيليين ورفات 5 جنود مفقودين مقابل حصول سوريا علي 291 جندياً و13 مدنيا سوريا ورفات 74 جنديا سوريا.
في 20 مايو 1985 في إطار اتفاقية تبادل أسري كبري أشرفت عليها مصر عرفت باسم اتفاقية "جبريل" استردت إسرائيل كلاً من "حزي شاي" أسير معركة السلطان يعقوب من 11 يونيه 1982 ومعه "يوسف جروف" ونسيم سليم" الأسير من 4 سبتمبر 1982 مقابل الإفراج عن 1150 أسيرًا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وفي 12 سبتمبر 1991 حدثت عملية مبادلة غير تقليدية فقد استعادت إسرائيل رفات جندي درزي يدعي "سمير أسعد" حيث دفن في قرية بيت جان اللبنانية منذ عام 1983 مقابل اتفاقية سياسية تنص علي عودة كل من "نايف حواتمة" و"علي جاد الله" و"محمود هلال" وكانت إسرائيل قد نفتهم في عام 1986 خارج إسرائيل.
بعدها في 1 يوليو 1996 تمت عملية مبادلة مع حزب الله تم فيها مبادلة رفات جثة الجندي الإسرائيلي "جوزيف فينك" وجثة الجندي "راحاميم الشيك" قتلي عملية فدائية في 17 فبراير 1986 وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح 123 أسيرًا فلسطينيا بينما أطلق حزب الله سراح رفات 19 جنديا إسرائيليا وفي المقابل حصل علي القائد العسكري الكبير "سمير القنطار" ومعه 20 مقاتلاً من حزب الله كانوا في معتقل الخيام وعدد 25 أسيرًا عربيا آخر من جنسيات مختلفة.
في 5 سبتمبر 1997 قتل خلال عملية كوماندوز فاشلة لاصطياد القائد اللبناني في حزب الله "عماد مغنية" عدد 12 جنديا وضابطًا إسرائيليا وفقدت منهم جثة الضابط "إيتامار إلياهو" الذي ظلت إسرائيل معتقدة طيلة الوقت أنه أسير لكن حزب الله أعاد جثته لإسرائيل في 25 يونيه 1998 .
في 25 سبتمبر 1997 جرت اتفاقية خاصة بين المملكة الأردنية والموساد الإسرائيلي عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل في عمان عالجت فيها إسرائيل خالد مشعل وأطلقت سراح الشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس الذي كان يقضي عقوبة السجن مدي الحياة في إسرائيل مقابل حصول إسرائيل علي عدد 15 عميلاً للموساد هم من شاركوا في عملية اغتيال مشعل.
في 29 يناير 2004 تمت صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل افرجت فيها إسرائيل عن 462 معتقلا فلسطينيا ولبنانيا منهم 30 أسيرًا عربيا ومواطنًا ألمانيا وكان بين أشهر المحررين الشيخ "عبدالكريم عبيد" و"مصطفي ديراني" واستردت حزب الله رفات 59 مقاتلا لبنانيا ومعلومات عن 24 مفقودا لبنانيا وتسلمت خرائط الألغام في جنوب لبنان وغرب البقاع وفي المقابل حصلت إسرائيل علي المواطن الألماني "ستيفان مارك" المتهم بالتجسس لإسرائيل والعقيد الإسرائيلي "إلحانان تاينباؤم" ورفات 3 جنود إسرائيليين.
في 5 ديسمبر 2004 أفرجت الحكومة المصرية فجأة ودون مقدمات عن الجاسوس الإسرائيلي "عزام عزام" وفي المقابل استردت 6 طلاب مصريين كانوا معتقلين لديها دخلوا الحدود الإسرائيلية عن طريق الخطأ ومعهم 165 معتقلا فلسطينيا من أصحاب الأحكام التي لا تذكر.
جاءت بعد تلك العمليات عملية تبادل 20 أسيرة فلسطينية في أكتوبر عام 2009 مقابل حصول إسرائيل علي فيلم ومعلومات عن الجندي المخطوف جلعاد شاليط.
في الواقع العمليات متعددة وقصصها لا تنتهي ومنها عمليات محظور النشر عنها ومع ذلك فإن إسرائيل تعلمت درس أكتوبر 1973 وراحت تنفذ مخططًا ممنهجًا لاعتقال وخطف الرهائن والأسري حتي يمكنها مبادلتهم مع العرب عند سقوط أسري لها في الدول العربية وطبقا للقانون الإسرائيلي لعام 1954 اعتقلت قوات حرس الحدود الإسرائيلية كلاً من صلاح أحمد (13 سنة) و"محمد سليم سلمي" (15 سنة) من قبيلة السواركة، و"فايز عبد الحميد سلامة" (14 سنة) من قبيلة الترابين يوم 14 يوليو2011 تمهيدا لاستخدامهم كورقة ضغط علي الحكومة المصرية لمبادلتهم بالجاسوس الإسرائيلي "عودة ترابين".
الجدير بالذكر أن الأطفال الثلاثة يدخلون حاليا في إطار صفقة مبادلة الجاسوس الإسرائيلي "إيلان جرابيل" التي لم تتم بعد ولتصحيح المعلومات فهناك لمصر في إسرائيل حاليا عدد 19 أسيرًا ومعتقلاً بين مجمل أسري عرب من كل من الأردن وسوريا ولبنان وواحد من السعودية عددهم 48 أسيرًا وهو ما يجعلنا عقب التأكد من الرقم أن نتساءل عن الرقم 81 الذي نشر عدة مرات بعدد من وسائل الإعلام المصرية التي تردد ذلك الرقم دون أي سند من الواقع فكيف تطالب مصر ب81 أسيرًا مصريا بينما أسراها 19 فقط وحتي لو سلمنا جدلا أنها ستعمل علي إطلاق الأسري العرب كلهم فأيضا عددهم هو 48 .