الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روزاليوسف تكشف سر موجاتهم المتكررة فى المشاهد الثورية: أطفال الشوارع: «لازم نذل الحكومة زى ما ذلتنا»!






 
 
 
بعد جدل طويل حول سر الموجات المتكررة لأطفال الشوارع فى مواقع الأحداث الساخنة منذ بداية الثورة وحتى الآن، تنفرد روزاليوسف بالكشف عن تفاصيل زاوية مثيرة فى المشهد السياسى المصرى، وهى أن هؤلاء الأطفال والشباب يعترفون لنا بأنهم يشتبكون فى المظاهرات نكاية فى الدولة التى عذبتهم وأذاقتهم الأمرين ولم ترحم هروبهم ومعاناتهم من جحيم البيوت التى كانوا يسكنونها بل ضاعفتها بلا انسانية .
وقالوا لنا عندما ذهبنا لنتحاور معهم تحت الكبارى «لازم نذل الدولة زى ما ذلتنا».. وكشفت لنا احدى الضحايا أن الصورة فى ميدان التحرير ليست كلها ثورية بل هناك من يستغل الأحداث بتشويه الميدان وتحويل بعض خيامه الى أوكار للمخدرات والدعارة، وقالت لنا بالحرف «يابيه فى ناس مدوّره الميدان من كل حاجة تتصورها وطبعا نفسها الحكومة مترجعش للميدان عشان السبوبة متبظش»! .
انفردنا بالحوار مع هؤلاء الاطفال لا يغيّب المهنية عن تحقيقنا الاستقصائى فهم حقا ضحايا أصبحوا مجرمين بالإجبار .. ويجب ألا نتجاهل أى زاوية من زوايا المشهد المختلفة انسانيا وسياسيا، فلا نحاسبهم فقط على جرائمهم بل نقف معهم لتجاوز معاناتهم التى حولتهم لقنابل انتقامية فى وجه الوطن:
حيث اعتدنا على رؤيتهم فى الصفوف الامامية فى مواجهة الداخلية وإحراق مؤسسات الدولة.. لا أحد يعلم من أين يأتون أو ماذا يريدون، فأصبحوا أداة  لتشوية الثورة وثوارها واستخدام العنف معهم، وجدناهم يحرقون المجمع العلمى مرورا بأحداث السفارة الأمريكية وإحراق سيارات الشرطة وصولا الى مواجهات شارع قصر النيل، كل هذه الجرائم ارتكبها أطفال الشوارع وسمع بها الجميع .
ولكن هل سمع أحدكم أو شاهد كيف يتعامل ذوى الرتب و«النجوم الصفراء» مع أولئك البؤساء ساكنى أسفل الكبارى وأعلى الرصيف، هل علم أحدكم كم منهم قٌتل وكم إغتصب، هل كلفت تلك الدولة التى تتهمهم بإحراق وتخريب مبانيها بتوفير مأوى وتعليم وعيشة كريمة لهم قبل كيل هذه الاتهامات لهم، هل حاولت أن تقترب منهم وتتعرف على الأسباب التى دفعتهم لارتكاب هذه الجرائم، وهل سأل واحد منا نفسه هل هؤلاء الاطفال جناة أم  ضحايا لمجتمع  شذ كل ما فيه، كل ذنبهم أنهم جاءوا الى الحياة بملابس رثة ممزقة لا تحمى من برد ولا مطر وأجسادهم النحيلة جوعا وبؤسا وعيونهم الزائغة بحثا عن الأمان المفقود..
 
 
 
 
كريم: بنضرب الحكومة عشان نفش غلنا فيهم
 
 
«بص يابيه انا بضرب الحكومة عشان افش غلى فيهم» ،تلك هى الكلمات التى اجاب بها الطفل كريم ياسر صاحب الخمسة عشر عاما حين سألناه عن سبب تواجده فى مواجهات شارع قصر النيل، كما قال «انا معنديش مكان انام فيه غير الشارع، ولما الحكومة بتلاقينى بتاخدنى القسم وتطلع دى ..... وتضربنا وبتعاملنا على اننا زبالة مع انهم عارفين ان احنا معندناش بيوت، واخيرا الفرصة جت لحد عندنى، تفتكر أسيبها يابيه ؟! .
وعندما سألناه عن قصته وسبب تواجده فى الشارع قال: «انا كنت عايش كويس مع ابويا وامى فى عزبة المفتى بامبابة، ومن سنتين امى ماتت، وطبعا ابويا مكدبش خبر وعلى طول راح مجوز (وهنا طرح علىَّ سؤالا) هو انت شفت فيلم والله يازمن «يقصد فيلم نحن لانزرع الشوك» بتاع البت سيدة ،لما كانت مرات ابوها بتشغلها وتضربها ..) انا بقى كنت سيدة! (مرات ابويا كانت بتسرحنى اشحت وابيع مناديل وتاخد الفلوس ومتدنيش حاجة وكمان بتأكلنى بالذل ولو قلتلها حاجة ابويا كان بيشتمنى ويضربنى وبعد متمشى يقولى معلش يا كريم، فهربت ونمت فى الشارع وزى مانت شايفنى كده، سألناه ماذا تتمنى فقال: نفسى ابقى كويس .