الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بن إليعازر: إسرائيل يجب أن تستعد للحرب مع مصر




 
 
كشف بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق عن أسرار صفقة تصدير الغاز إلى إسرائيل ودوره فى إقرار الصفقة، معربا فى حوار مع مجلة «TheMarker» العبرية عن «حزنه» حيال إلغاء الحكومة المصرية للصفقة واصفا قرار إلغائها بأنه قرار سياسي.
 
وشدد بن إليعازر على ضرورة أن تعمل إسرائيل على الحفاظ على العلاقات مع مصر مهما تكلف الأمر، محذرا فى الوقت نفسه من أنه على الدولة العبرية أن تستعد لمواجهة محتملة مع مصر.
 
 
وأبدى بن إليعازر أسفه على إلغاء الحكومة المصرية للصفقة، قائلا: «شعرت بوخزة.. فى قلبي». وأضاف أنه يرى أن «مصر هى دولة محورية بالنسبة لإسرائيل.. الناس ليس لديهم أدنى فكرة عن أهميتها.. لقد كانت مصر قوة استقرار فى السعودية والإمارات والخليج، وفى سيطرتها على جامعة الدول العربية.. خسارة مصر ستكون ضربة قاسية للغاية بالنسبة لنا».. واعتبر بن اليعازر أنه بدءا من اليوم، ستختلف القصة تماما، فالجيش المصرى «يصبح أضعف، فاقدا استقلاليته لصالح الحكومة.. وهذا أمر سيئ للغاية بالنسبة لنا.. من الضرورى أن نحافظ على العلاقة مع مصر تحت أى ثمن».
 
 
وعلق بن إليعازر على تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والتى قال فيها إن «وقف تسليم الغاز ليس نتيجة للتطورات السياسية، بل فى الواقع، خلاف تجارى بين شركة إسرائيلية وأخرى مصرية» ، قائلا إن كلا من البلدين، وقعا كضامنين للعقد، ويرى أيضا أن لهذا الاتفاق « قيمة أهم ويمثل إضافة بالنسبة لدولة إسرائيل.. لأن ما هى أهمية معاهدة السلام فى حد ذاتها؟!.. لا شىء، وليس لها معنى.. فإنها لا تتعدى أن تكون اتفاقًا على شىء غير العداء».
وردا على سؤال «كيف تفسر حجة نتانياهو؟»، اعتبر بن اليعازر أن نتانياهو ببعض التبرير يود لنفسه وضعا تكون فيه العلاقات مع مصر مثلما كانت، «إنه يفعل الشيء الصحيح. أنا أيضا سأكون سعيدا للغاية عند العثور على طريقة لتجديد الشراكة بين الحكومة المصرية وشركة شرق المتوسط.. وأيضا عند الاتفاق على عقد جديد بأسعار جديدة.. لكن إذا نظرنا إلى برامج المرشحين للرئاسة المصرية، نجد أنه لا يوجد أحد لا يبوح عن عزمه إلغاء مشروع الغاز فى حالة نجاحه».
 
 
واعتبر بن اليعازر القرار «سياسى بالطبع»، لأنه لا يمكن أن يتم وقف ضخ الغاز بدون موافقة القيادة السياسية.
 
 
ومن ناحية أخرى، رأى «اليعازر» أن الحكومة الحالية فى مصر هى انتقالية ومؤقتة، لذلك « يجب علينا أن ننتظر ماذا ستفعل الحكومة الدائمة، وبالنسبة لحديث نتانياهو عن أننا نمثل قوة عظمى فى الغاز الطبيعي، لكن على الرغم من قوتنا، يجب أن نحافظ على عقد الغاز مع مصر بأى ثمن، نظرا لأهميته فى تعزيز السلام».
 
 
وعبر بن إليعازر عن ندمه على التصريح الذى أدلى به فور معرفته بإلغاء الاتفاقية، عندما قال إن «الحلقة الأخيرة فى عملية السلام بيننا قد كسرت، فأنا أرى الشرق الأوسط أكثر تدينا، وأكثر إسلامية.. أكثر مناهضة لإسرائيل، فى حين أن بقية العالم يقود بالفعل حملة ضدنا لنزع شرعيتنا، فى نفس وقت تعاملهم مع مشاكل عويصة. فأنا لا أرى استقرارا فى الشرق الأوسط على مدى السنوات الثلاث أو الأربع القادمة».
 
وتابعت المجلة أن أصوات المعارضة لمشروع الغاز الطبيعى بين مصر وإسرائيل ظهرت منذ أربع سنوات، لكن فور سقوط نظام مبارك فى فبراير العام الماضى، أخذت المعارضة منحى عمليًا، سواء باستخدام القاعدة الشعبية الداعية والضاغطة لإلغاء العقد، أو من خلال المطاردة للشخصيات المشاركين فى الاتفاق، أو عن طريق تفجير خط الأنابيب بسيناء.
 
وعند سؤاله عن توقعه لانهيار الاتفاق فى نهاية المطاف، خاصة وهو يعرف أن عددا صغيرا من الناس هم المستفيدون من عقد الغاز، فى ظل معاناة ملايين المزارعين الفقراء فى الدلتا المصرية، جاء رد إليعازر بأن كونه وزيرا فى الحكومة الإسرائيلية يجعله يحسب أمرا واحدا «الأفضل لبلدي»، فإسرائيل كانت تتطلع للحصول على الغاز فى أسرع وقت ممكن، لذلك «سافرت بين موسكو وتركيا ومصر، وقابلت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غير مقابلتى مرتين مع عملاق الغاز الروسى (غازبروم)، وبنيت علاقات ودية مع رئيس الوزراء التركى ومع وزيرة للبترول، فأنا لم آخذ الحسابات الاقتصادية والاجتماعية للأمة بأكملها، ولكن كنت مهتما فقط بسرعة بناء خط أنابيب الغاز بين سيناء وعسقلان».
 
 
وهل هذا أخلاقى؟
 
مشيرًا إلى أنه عليك أن تسأل نفسك دائماً أى القيم تضعها فى الأولوية، وفى نظرى كان إعادة تطبيق السلام قيمة عليا. عقد الغاز كان مع يوسى مايمان من شركة شرق المتوسط.. لم يهمنى أى شيء سوى مد خط الغاز، ولم أكن مشاركا فى أى من المفاوضات المالية».
 
وأوضح بين اليعازر أنه علينا أن نكون على استعداد دائم للحرب، حتى أثناء الحوار، انظر لما يحدث فى سيناء، هناك فعلاً مصانع ذخيرة وترسانات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات، المنطقة اليوم بها كل المنظمات الإرهابية المعروفة فى الشرق الأوسط، هى بمثابة قاعدة للأنشطة التخريبية التى يقوم بها شباب البدو».
 
 
 ولفتت إلى أن أزهى الفترات على سيناء والبدو حين كانت تحت سيطرة إسرائيل، انتعش البيزنس.. وكانت السياحة فى ذروتها، وكان الصيد متاحاً بلا قيود، بينما سيناء اليوم برميل بارود، ثمة فوضى هناك لدى أمل قوى أن تقف الحكومة المصرية على قدميها وتقوم بمسئولياتها، لكن السؤال هو من سيحكم - السلفيون؟ الإخوان المسلمون؟ لأن الاحتجاجات لم تهدأ مازالت مشتعلة ولا تهدأ».
 
 وشدد مرة أخرى ينبغى أن نكون على استعداد لمواجهات مع مصر، أملى أن أكون على خطأ، ولا أتمنى شيئا أكثر من أن يكون لدى الحكومة المصرية القادمة الرغبة فى الجلوس معنا، لو كان هناك مستشار للرئيس المصرى القادم كنت نصحته بالالتزام باتفاقية السلام مهما كانت الضغوط، أولاً لأنها تمنحه 2 مليار دولار سنوياً كمعونة أمريكية، وثانياً لأنه لن يكون قادراً على صرف مبالغ ضخمة لتجهيز الجيش للمواجهة بينما تصرخ الأمة، تعداد السكان فى مصر يبلغ 85 مليون نسمة ثلثهم دخله أقل من 2 دولار فى اليوم».
 
ونفى أن يكون تقاضى راتباً من الحكومة المصرية دون أن يعلم الموساد شيئًا عن هذا؟.. مدير الموساد السابق شباطى شافيت، تلقى أيضاً 11 مليون دولار من مايمان لقاء خدمات (قدمها بعد تعاقده).. «ودفعة واحدة»، أضاف بن إليعازر وهو يضحك.
 مشيرًا إلى أنه تقدم بحساب مفصل بكل مصادر المبلغ، بما فى ذلك القرض الذى تقدمت بطلبه».
 
وشدد على أن سينجو من خفايا مسألة خط الغاز، حيث سأنجو منها مثل أمير، أما عن الآخرين، ليس لدى أدنى فكرة، فى ظنى أنه لا يوجد مسئول حكومى إسرائيلى سواء فردًا أو مؤسسة ـ متورط فى شىء، ولا أصدق أن يلوث أى عنصر إسرائيلى يده فى هذا، من الصعب على أن أصدق أننى لم أسمع بالأمر حتى الآن، كنت قد سمعت همسات بأشياء مختلفة كثيرة تحققنا منها على الفور».